حديث تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو هريرة

«أنَّ أعْرابِيًّا جاءَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولِ اللهِ، دُلَّنِي علَى عَمَلٍ إذا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، قالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ المَكْتُوبَةَ، وتُؤَدِّي الزَّكاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومُ رَمَضانَ، قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا أزِيدُ علَى هذا شيئًا أبَدًا، ولا أنْقُصُ منه، فَلَمَّا ولَّى قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مَن سَرَّهُ أنَّ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إلى هذا.»

صحيح مسلم
أبو هريرة
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 14 -

شرح حديث أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ أعْرَابِيًّا أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجَنَّةَ، قالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ، وتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ لا أزِيدُ علَى هذا، فَلَمَّا ولَّى، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إلى هذا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1397 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



جعَل اللهُ عزَّ وجلَّ عمَلَ الطَّاعاتِ، واجتِنابَ المعاصي سبَبًا لدُخولِ الجنَّةِ، والبُعدِ عن النَّارِ، وأعظمُ الطاعاتِ وأجَلُّها توحيدُ اللهِ تعالَى، وأعظمُ الذُّنوبِ الشِّركُ باللهِ سُبحانَه، وقد كان الصحابة رَضيَ اللهُ عنهم حَريصينَ على سُؤالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن خَيرٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رجُلًا أعرابيًّا -وهو الذي يَسكُنُ الصَّحْراءَ مِن العربِ- جاء إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسَأله عن العملِ الَّذي يكونُ سببًا في دُخولِه الجنَّةَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَعبُدُ اللهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا»، وإنَّما أمَرَه بالتَّوحيدِ؛ لأنَّه الشَّرْطُ الأوَّلُ في قَبولِ الأعمالِ، وصِحَّةِ جميعِ العِباداتِ الشَّرعيَّةِ، ولأنَّ به يَدخُلُ المرءُ في الإسلامِ، وبِدونِه يَظلُّ على الكُفرِ، فلا يُخاطَبُ بِغيرِه مِن شَرائعِ الإسلامِ، ثمَّ أمَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمحافظةِ على الصَّلَواتِ المكتوبةِ، وهي خَمْسَ صلَواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ ( الفَجر، والظُّهر، والعَصْر، والمغرب، والعِشاء )؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ آكَدُ أركانِ الإسلامِ بعْدَ الشَّهادةِ، وأوَّلُ ما يُحاسَبُ عليه المسلِمُ.
ثمَّ أمَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإعطاءِ الزَّكاةِ الشَّرعيَّةِ، وهي عِبادةٌ ماليَّةٌ واجِبةٌ في كُلِّ مالٍ بلَغَ النِّصابَ وحالَ عليه الحَوْلُ -وهو العامُ القَمريُّ أو الهِجريُّ- فيُخرَجُ منه رُبُعُ العُشرِ، وأيضًا يَدخُلُ فيها زَكاةُ الأنعامِ والماشيةِ، وزَكاةُ الزُّروعِ والثِّمارِ، وعُروضِ التِّجارةِ، وزكاةُ الرِّكازِ، بحسَبِ أوقاتِها وأنصبتِها المُقدَّرةِ شرعًا.
وَمصارِفُ الزَّكاةِ قد بيَّنها القرآنُ في قولِه تعالى: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ } [ التوبة: 60 ].
ثمَّ أمَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بصَومِ رَمضانَ، والصِّيامُ هو الإمساكُ -بنِيَّةِ التَّعبُّدِ- عن الأكْلِ والشُّربِ والجِماعِ، وسائرِ المُفطراتِ، مِن طلوعِ الفَجرِ الصادِقِ إلى غُروبِ الشَّمسِ، واختُصَّ برَمضانَ؛ لأنَّه الشهرُ الَّذي أوْجَبَ اللهُ صيامَه على عِبادِه المكلَّفينَ.
وهذه هي أركانُ الإسلامِ الأساسيَّةُ الَّتي بها يكونُ المرءُ مُسلِمًا.
فلمَّا سمِع الرجُلُ هذه الأعمالَ أقسَمَ بالله الَّذي رُوحُه بيَدِه ألَّا يَزيدَ على هذه الأعمالِ ولا يَزيدَ على هذه الفرائضِ بفِعلِ شَيءٍ مِن النَّوافلِ، ولا يَترُكَ شَيئًا منها، فلَمَّا انصرَف الرجُلُ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن سَرَّهُ أنْ يَنظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فلْيَنظُرْ إلى هذا»؛ لأنَّه إذا صدَق في قَولِه هذا، فأدَّى هذه الأركانَ؛ فقد فاز بالجنَّةِ، ونجا مِن النَّارِ، ولو لم يأتِ مِن النَّوافلِ شيئًا.
والحديث: يُؤخَذُ منه تَخصيصُ بعضِ الأعمالِ بالحَضِّ عليها، بحسَبِ حالِ المخاطَبِ، وافتقارِه للتَّنبيهِ عليها أكثرَ ممَّا سِواها؛ إمَّا لمشقَّتِها عليه، وإمَّا لتساهُلِه في أمرِها.
وفيه: البِشارةُ والتَّبشيرُ للمُؤمنِ الذي يُؤدِّي الواجباتِ بدُخولِ الجنَّةِ.
وفيه: أنَّ المُبشَّرَ بالجنَّة أكثرُ مِن العَشَرةِ.
وفيه: أنَّ الإنسانَ إذا اقتصَر على الواجِبِ في الشَّرعِ فإنَّه مُفلِحٌ، ولكن لا يَعني هذا أنَّه لا يُسَنُّ أنْ يأتيَ بالتَّطوُّعِ؛ لأنَّ التَّطوُّعَ تُكمَّلُ به الفرائضُ يومَ القِيامةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون
صحيح أبي داودعن ابن عباس قال كانوا يحجون ولا يتزودون قال أبو مسعود كان
صحيح ابن حبانكانوا يحجون ولا يتزودون فأنزل الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى البقرة
صحيح البخارييخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة
صحيح البخاريأن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها
حديث شريف
صحيح البخاريقالت اليهود لعمر إنكم تقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا فقال عمر
صحيح مسلمأن اليهود قالوا لعمر إنكم تقرؤون آية لو أنزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم
صحيح البخاريأن أناسا من اليهود قالوا لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم
صحيح مسلمقالت اليهود لعمر لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم
صحيح الترمذيسباب المسلم فسوق وقتاله كفر
صحيح النسائيسباب المسلم فسوق وقتاله كفر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب