حديث لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمته قلت

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث شيبة بن عثمان

«جَلَسْتُ مع شَيبَةَ علَى الكُرْسِيِّ في الكَعْبَةِ، فَقالَ: لقَدْ جَلَسَ هذا المَجْلِسَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه، فَقالَ: لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ ولَا بَيْضَاءَ إلَّا قَسَمْتُهُ. قُلتُ: إنَّ صَاحِبَيْكَ لَمْ يَفْعَلَا، قالَ: هُما المَرْآنِ أَقْتَدِي بهِمَا.»

صحيح البخاري
شيبة بن عثمان
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 1594 -

شرح حديث جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة فقال لقد جلس هذا المجلس


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الكَعبةُ بَيتُ اللهِ الحرامُ، لا يَنْبغي العبَثُ بها وبمُقتنياتِها، وقد عظَّمَها الأنبياءُ بتَعظيمِ اللهِ عزَّ وجلَّ لها.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابعيُّ أبو وائِلٍ شَقيقُ بنُ سَلَمةَ أنَّه جَلَسَ على كُرسِيٍّ في الكَعْبةِ مع شَيبَةَ بنِ عُثمانَ بنِ طَلْحةَ حاجبِ الكَعبةِ وخادِمِها، وفي رِوايةٍ عندَ ابنِ ماجهْ: «بَعَثَ معي رجُلٌ بدَراهمَ هَديَّةً إلى البيتِ، فدخَلْتُ البيتَ وشَيبةُ جالسٌ على كُرسِيٍّ، فَناوَلْتُه إيَّاها، فقال: لكَ هذه؟ فقلْتُ: لا، ولو كانتْ لي لمْ آتِكَ بها، قال: أمَا إنْ قُلتَ ذلك فقدْ جَلَسَ عمرُ بنُ الخطَّابِ مَجلِسَك الذي أنتَ فيه»، وأخْبَرَه أنَّ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه هَمَّ ألَّا يَترُكَ في الكَعبةِ صَفراءَ ولا بَيضاءَ أيْ ذهَبًا ولا فِضَّةً إلَّا قَسَمَه بيْن الناسِ، وأراد بذلك الكَنزَ الذي بها، وهو ما كان يُهْدَى إليها، فيُدخَّرُ ما يَزيدُ عن الحاجةِ؛ فقدْ كانوا في الجاهليَّةِ يُهْدون إلى الكَعبةِ المالَ تَعظيمًا لها، فيَجتمِعُ فيها.
فلمَّا أخبَرَهُ شَيبةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ صاحِبَيه -النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبا بكرٍ رَضيَ اللهُ عنه- لم يَفعَلَا ذلك، وقد رَأَيَا كَنزَ الكَعبةِ وعَلِموا مَكانَه، وهما كانا أحوَجَ مِن عُمَرَ إلى المالِ، ومع ذلك لم يُحرِّكاهْ ولم يَقسِماهُ على الفُقراءِ؛ قال عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: هما الرَّجُلانِ الكامِلانِ لا أخرُجُ عن فِعلِهما، بلْ أَقتَدي بهِما.
قيل: يَحتمِلُ أنْ يكونَ تَرْكُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لذلك رِعايةً لقُلوبِ قُريشٍ، كما تَرَكَ بِناءَ الكَعبةِ على قَواعدِ إبراهيمَ، ويُؤيِّدُه ما وَقَعَ عندَ مُسلِمٍ في بَعضِ طُرقِ حَديثِ عائشةَ في بِناءِ الكَعبةِ: «لَأنفَقْتُ كَنزَ الكَعبةِ في سَبيلِ اللهِ».
وعلى هذا فإنفاقُه جائزٌ، كما جازَ لِعبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ رَضيَ اللهُ عنهما بِناؤُها على قَواعدِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ؛ لِزَوالِ سَببِ الامتِناعِ.
وقولُه: «في سَبيلِ اللهِ» يُحمَلُ على أوجُهِ الخَيرِ لِلمُسلِمِينَ أو عِمارةِ الكَعبةِ نَفسِها.
وفي الحديثِ: التَّأسِّي بفِعْلِ الأنبياءِ والصَّالحينَ.
وفيه: اتِّباعُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه سُنَّةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واقتِفاءُ أَثَرِه في أفْعالِه.
وفيه: تَعظيمُ أمْرِ الكَعبةِ وما يَتعلَّقُ بها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريجلس إلي عمر في مجلسك هذا فقال لقد هممت أن لا أدع فيها
صحيح البخاريلما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال
صحيح البخاريقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت
صحيح أبي داودأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت
صحيح البخاريإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم أبى أن يدخل البيت
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت لم يدخل
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل
صحيح ابن حبانأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت يعني
صحيح البخاريسأل رجل ابن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر فقال رأيت رسول
صحيح البخاريلم أر النبي صلى الله عليه وسلم يستلم من البيت إلا الركنين اليمانيين
صحيح ابن ماجهطاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن
صحيح النسائيأن رسول الله طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب