جاءَ عمرُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ! هلَكْتُ ؟ قالَ : وما أَهْلَكَك ؟ قالَ : حوَّلتُ رحلي اللَّيلةَ ، قالَ : فلَم يرُدَّ علَيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ شيئًا ، قالَ : فأُنزِلَت على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ هذِهِ الآيةُ: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ أقبِلْ وأدبِرْ، واتَّقِ الدُّبرَ والحَيضةَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2980 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه الترمذي ( 2980 ) واللفظ له، وأحمد ( 2703 )، والنسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 8977 )
في هذا الحَديثِ يقولُ ابنُ عبَّاسٍ رَضِي
اللهُ عَنهما: جاء عُمرُ إلى رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم، "فقال: يا رَسولَ
اللهِ، هلَكتُ؟"،
أي: فعَلتُ فِعلًا أستَحِقُّ عليه العِقابَ والهلاكَ، فقال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم: "وما أهلَكَك؟"،
أي: ماذا فعَلتَ؟ قال: "حوَّلتُ رَحْلِيَ اللَّيلةَ"، أراد عُمرُ رَضِي
اللهُ عَنه بقولِه أنَّه غَشِي وجامَعَ امرَأتَه في قُبلِها مِن ناحيةِ ظَهرِها؛ وذلك لظَنِّه أنَّه ارتكَب بما فعَل مُخالَفةً ومَعصيةً، قال: "فلم يَرُدَّ عليه رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم شيئًا"،
أي: سكَتَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم عمَّا قاله عُمرُ ولم يُجِبْه بشَيءٍ، قال: "فأُنزِلَت"،
أي: أنزَل
اللهُ على رسولِه صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم هذه الآيةَ:
{ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ } [
البقرة: 223 ]، والحَرثُ هو أن تَكونَ الأرضُ مُهيَّئةً لكي يُلقَى فيها البَذرُ، وهنا شبَّه
اللهُ عزَّ وجلَّ المرأةَ بالأرضِ، مِن حيث إنَّها تُلقَى في رَحِمِها النُّطفةُ، كما تُلقَى البَذرةُ في الأرضِ، والمقصودُ: أنَّ نِساءَكم تُخرِجُ لكم الوَلَدَ، كما تُنبِتُ الأرضُ الزَّرعَ عندَما يُلقَى فيها البَذرُ،
{ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } [
البقرة: 223 ]،
أي: لا جُناحَ عليكم أن تُجامِعوا نِساءَكم بأيِّ كيفيَّةٍ ومِن أيِّ شقٍّ تَشاؤون، إذا كنتُم تَقصِدون الموضعَ الَّذي يَكونُ منه الولَدُ، وهو الفَرْجُ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم: "أقبِلْ وأدبِرْ"،
أي: ائتِها وجامِعْها مُقبِلةً ومُدبِرةً، "واتَّقِ الدُّبرَ"،
أي: واحذَرِ الجماعَ في الدُّبرِ، "والحيضةَ"،
أي: واحذرَ الجِماعَ في حالِ الحيضِ.
لأنَّ الإتيانَ في الدُّبرِ مُنافٍ للطَّبيعةِ الإنسانيَّةِ،
وفيه مَهلَكةٌ للنَّسلِ،
وفيه التَّشبُّهُ بعمَلِ قومِ لوطٍ، مع ما فيه مِن الدَّنَسِ والأضرارِ، أمَّا الإتيانُ في الحَيضِ فهو مُستقذَرٌ،
وفيه إكراهٌ للمَرأةِ، وإيذاءٌ للزَّوجينِ.
وفي الحديثِ: شِدَّةُ خَوفِ عُمرَ رَضِي
اللهُ عَنه مِن مُخالَفةِ
اللهِ ورَسولِه صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: مَشروعيَّةُ التَّمتُّعِ بالزَّوجاتِ كيفَ شاء الزَّوجانِ؛ بشَرْطِ أن يَكونَ الإيلاجُ في موضعِ الحرثِ في الفرجِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم