حديث رأى أبو أمامة رؤوسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة


شرح حديث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

رأى أبو أُمامةَ رؤوسًا مَنصوبَةً على دَرَجِ مسجِدِ دمشقَ ، فقالَ أبو أمامةَ ، كلابُ النَّارِ شرُّ قتلى تحتَ أديمِ السَّماءِ خيرُ قَتلى من قتلوهُ ، ثمَّ قرأَ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ إلى آخرِ الآيةِ ، قلتُ لأبي أمامةَ : أَنتَ سمعتَهُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ؟ : قالَ : لَو لَم أسمَعهُ إلَّا مرَّةً أو مرَّتينِ أو ثلاثًا أو أربعًا- حتَّى عدَّ سَبعًا- ما حدَّثتُكُموهُ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3000 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي ( 3000 ) واللفظ له، وأحمد ( 22262 )



الخوارِجُ الَّذين يُكفِّرون المسلِمين بالذُّنوبِ والمعاصي، ويَستحِلُّون دِماءَهم وأموالَهم بذلك هم شَرُّ الخَلقِ والخَليقةِ، وقد أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بقِتالِهم، وحذَّر مِنهم، وبيَّن لنا صِفاتِهم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو غالِبٍ البَصريُّ، واسمه حَزَوَّرُ، وقيل: سَعيدُ بنُ الحَزوَّرِ، وهو مِن صِغارِ التَّابِعين: "رَأى أبو أُمامةَ" واسمُه صُدَيُّ بنُ عَجْلانَ بنِ وَهْبٍ الباهليُّ، وهو صحابيٌّ مشهورٌ، سكَن مِصْرَ ثمَّ انتَقَل إلى حِمْصَ، ومات بها، وهو آخِرُ مَن مات مِن الصَّحابةِ بالشَّامِ رَضِي اللهُ عَنه، " رأى رُؤوسًا" جمعُ رأسٍ، "منصوبةً"، أي: واقِفةً مرفوعةً أو مصلوبةً، "على دَرَجِ"، جمعُ درَجةٍ، وهي المِرْقاةُ الَّتي يَرتَقِي بها الإنسانُ، وهي درَجاتُ السَّلالِمِ، عِندَ "مَسجِدِ دِمَشقَ"، أي: رأَى رُؤوسَ المقتولين مِن الخَوارِجِ رُفِعَتْ على درَجِ مَسجِدِ دِمَشقَ، "فقال أبو أُمامةَ" عِندَما رأى رؤوسَ الخوارجِ: "كِلابُ النَّارِ"، أي: الخوارِجُ أصحابُ هذه الرُّؤوسِ كلابُ أهلِ النَّارِ، أو إنَّهم على صُورةِ كلابٍ في النَّارِ، "وهم"، أي: الخَوارِجُ المَقْتولون، "شرُّ قَتْلى"، يَقتُلُهمُ المسلِمون، "تحتَ أَدِيمِ السَّماءِ"، أي: تحتَ وجْهِ السَّماءِ وتحتَ صَفحَتِها كما يُسمَّى وجهُ الأرضِ أَديمًا، "خيرُ قَتْلى" جمعُ قتيلٍ، أي: خَيرُ النَّاسِ "مَن قَتَلوه"، أي: مَن قَتَله الخوارِجُ أصحابُ هذه الرُّؤوسِ هو خيرُ مقتولٍ؛ لأنَّه قُتِل ظُلمًا بلا ذنبٍ أو قتلٍ وهو يُحارِبُهم.
"ثمَّ قرَأ" أبو أُمامةَ الباهِليُّ قولَه تعالى: "{ يَوْمَ } أي: يومَ القيامةِ "{ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ } أي: وُجوهُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ أهلِ السَّعادةِ والخيرِ، أهلِ الائْتِلافِ والاعتصامِ بحَبْلِ اللهِ، "{ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } أي: وُجوهُ أهلِ البدعةِ وأهلِ الشَّقاوةِ والشَّرِّ، أهلِ الفُرقَةِ والاختِلافِ، "إلى آخِرِ الآيةِ"، وتَمامُها: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ آل عمران: 106- 107 ].
قال أبو غالِبٍ: "قلتُ لأبي أُمامةَ أنتَ" بتقديرِ الاستفهامِ، أي: هل أنتَ "سَمِعتَه"، أي: سَمِعتَ هذا الحديثَ "مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؟"، أي: مِن قَولِه، وكنتَ حاضِرًا معه؟ "قال" أبو أُمامةَ رَضِي اللهُ عَنه: "لو لم أَسمَعْه"، أي: هذا الحديثَ، إلَّا مَرَّةً أو مرَّتَين أو ثلاثًا أو أربَعًا، "حتَّى عَدَّ" أبو أُمامةَ، "سَبعًا"، أي: سبعَ مرَّاتٍ، "ما حَدَّثتُكُموه"، أي: إنَّه سَمِعه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أكثَرَ مِن سبعِ مرَّاتٍ سَماعًا لا شكَّ فيه؛ ولذلك حدَّث به.
وفي الحديثِ: ذمُّ الخَوارِجِ وأنَّهم مِن أهلِ النَّارِ، والتَّحذيرُ مِن تكفيرِ المسلِمين.
وفيه: التثبُّتُ في سَماعِ أحاديثِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
حديث شريف
درء تعارض العقل والنقلقال جابر فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد لبيك
الإعلام بفوائد عمدة الأحكاملا يحل ثمن الكلب ولا حلوان الكاهن ولا مهر البغي
فتاوى العقيدةمن قتله بطنه لم يعذب في قبره
الإعلام بفوائد عمدة الأحكامقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة بالجوار
توالي التأسيسخسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قياما
التعليقات الرضيةلا يحل للرجل أن يعطي العطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي
المحرر في الحديثلا ينكح الزاني المجلود إلا مثله
حديث شريف
خلاصة الأحكام للنوويإنما هي توبة نبي ولكن رأيتكم تنشزتم للسجود فنزل فسجد وسجدوا
خلاصة الأحكام للنوويأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب