حديث ما هو قلت والله لا أتكلم به قال

أحاديث نبوية | تحفة الذاكرين | حديث عبدالله بن عباس

«عن أبي زُمَيْلٍ قالَ : قلت لابنَ عبَّاسٍ ما شيءٌ أجدُهُ في صدري ؟ قالَ : ما هوَ ؟ قلتُ : واللَّهِ لا أتَكَلَّمُ بِهِ ، قالَ : لي : أَشيءٌ من شَكٍّ وضحِكَ ، قالَ : ما نَجا منهُ أحدٌ حتَّى أنزلَ اللَّهُ سبحانه وتعالى فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ( يونس : 94 ) الآيةَ ، فقالَ إذا وجدتَ في نفسِكَ شيئًا فقل هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .»

تحفة الذاكرين
عبدالله بن عباس
الشوكاني
إسناده جيد

تحفة الذاكرين - رقم الحديث أو الصفحة: 335 - أخرجه أبو داود (5110)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (13/7)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (613) باختلاف يسير

شرح حديث عن أبي زميل قال قلت لابن عباس ما شيء أجده في


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

سألتُ ابنَ عباسٍ ! فقلتُ : ما شيءٌ أجدُه في صدري ؟ قال : ما هو ؟ قلتُ : واللهِ ما أتكلمُ به ! قال : فقال لي : أشيءٌ من شكٍّ ؟ قال : وضحِك، قال : ما نجا من ذلك أحدٌ، قال : حتى أنزل اللهُ عز وجل { فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِك } الآية، قال : فقال لي : إذا وجدتَ في نفسِك شيئًا فقلْ : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
الراوي : سماك بن الوليد أبو زميل | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 5110 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن



الإيمانُ باللهِ سُبْحانَه يَتطلَّبُ قلبًا واعيًا، وتَسليمًا وانقِيادًا كامِلًا للهِ تعالى؛ لأنَّ كثيرًا مِنَ الأمورِ الغَيبيَّةِ وغيرِها لا يُمكِنُ للعَقْلِ أنْ يَتصوَّرَها، وربَّما يَتشَكَّكُ الإنسانُ ويَعْتريه الفِكْرُ السَّقيمُ، وهنا لا بُدَّ للمؤمِنِ أنْ يَرْجِعَ سَريعًا إلى إيمانِه باللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أبو زُمَيلٍ سِماكُ بنُ الوليدِ: سأَلتُ ابنَ عبَّاسٍ، فقُلتُ: "ما شيءٌ أَجِدُه في صَدْري؟"، أي: هناك شيءٌ يأتي في صَدْري مِنَ الفِكْرِ وما أَشْبَهَه، فقال عبدُ الله بنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما: "ما هو؟" قلتُ: واللهِ ما أَتكلَّمُ بِه"، أي: لا أَسْتطيعُ أَنْ أَنْطِقَ به؛ لِما فيه ممَّا يَتعلَّقُ بالعقيدةِ، وهي ظنونٌ تَحصُل من الشَّيطانِ يُشوِّش بها على المؤمِن، والمؤمنُ يَردُّها ويَدفعُها ويَكرهُها ويُبغضها، فقال ابنُ عبَّاسٍ: "أشيءٌ مِنْ شَكٍّ؟" قال أبو زُمَيلٍ: "وضَحِكَ"، أي: ابنُ عبَّاسٍ؛ وذلك لأنه فَهِم أنها شكوكٌ وأوهامٌ من إلقاءِ الشَّيطانِ عليه.
ثمَّ قال له ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "ما نجا مِنْ ذلك أَحَدٌ"، أي: اسْتَشْعَرَ ابنُ عبَّاسٍ ما يَدورُ في عَقْلِه وقَلْبِه من الشَّكِّ، فضَحِكَ، وبيَّنَ له أنَّ مِثْلَ تِلْكَ الأشياءِ وارِدةٌ في حَقِّ العَقْلِ البَشريِّ، وأنَّه ما نَجَا مِن هذا الفِكرِ أحدٌ، "حتَّى أَنْزَلَ الله عزَّ وجلَّ: { فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } [ يونس: 94 ]"، والمُرادُ: أنَّ اللهَ سُبْحانَه قال لنبيِّه: إنْ كُنْتَ في شَكٍّ من الوَحْي وما أَنْزَلَه اللهُ عليكَ، فاسْأَلْ أَهْلَ الكتابِ مِنَ اليهودِ والنَّصارى الَّذين أَرْسَلَ اللهُ إليهِم رُسلًا وأنبياءَ، ولم يَكُنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شَكٍّ مِنْ أَمْرِه، ولكنَّه افْتِراضٌ للبيانِ والتَّوضيحِ، ولم يَكُن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليَشُكَّ في اللهِ ثُمَّ يسأَلَ أَهْلَ الكتابِ ويُصدِّقَهُم، وقيل: هذا خِطابٌ للرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمُرادُ بِه غيرُه على عادةِ العَرَبِ؛ فإنَّهم يُخاطِبونَ الرَّجُلَ ويُريدونَ بِه غيرَه، وقيل: كان النَّاسُ على عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين مُصدِّقٍ ومُكذِّبٍ وشاكٍّ، فهذا الخطابُ مع أَهْلِ الشَّكِّ، ومَعْناه: إنْ كُنتَ أيُّها الإنسانُ في شَكٍّ ممَّا أَنْزَلنا إليكَ مِنَ الهُدى على لِسانِ رَسولِنا مُحمَّدٍ.
ثم قال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما لأبي زُمَيلٍ: "إذا وَجَدتَ في نَفْسِك شيئًا"، أي: بمِثْلِ ما أشَرتَ إليه مِنَ التَّفكُّرِ والشُّكوكِ، فَقُلْ: { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ الحديد: 3 أي: اقرأْ هذه الآيةِ؛ ففيها شِفاءٌ للشُّكوكِ التي في نفْسِك، والذي يَنقدِحُ في الذِّهنِ ويُلقِيه الشيطانُ عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ، يُدْفَع بهذِه الأسماءِ الحُسنَى للهِ سبحانه وما تَضمَّنَتْه من الصفات العُلَا؛ فإنَّه الأوَّلُ الذي ليس قَبْلَه شيءٌ، وهو الآخِرُ ليس بَعدَه شيءٌ، كما أنَّه الظَّاهِرُ الذي ليس فوقَه شيءٌ، والباطِن المحيطُ بكلِّ شيءٍ، ولا يكونُ دونه شيءٌ، ولو كان قَبْلَه شَيءٌ يكون مؤثرًا فيه لكان ذلك هو الربَّ الخَلَّاق، ولا بدَّ أن يَنتهيَ الأمرُ إلى خالقٍ غيرِ مخلوقٍ، وقائمٍ بنَفْسِه غنيٍّ عن غيرِه، وكلُّ شيءٍ فقيرٌ إليه.
وفي الحَديثِ: إشارةٌ إلى أنَّ الشَّيطانَ يُوسوسُ في صُدورِ المؤمنِينَ؛ ليُلقي فيها الشَّكَّ، وأنَّه على المؤمِنِ اللُّجوءُ إلى اللهِ تعالى والأخْذُ بأسبابِ السَّلامةِ مِن هذِه الوساوسِ والشُّكوكِ.
وفيه: بيانُ العِلاجِ للمُؤمنِ إذا وَجَدَ في نَفْسِه شكًّا في العَقيدةِ

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
بلوغ المراممن حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث
ضعيف الترمذيعن ابن عباس قال إنما الماء من الماء في الاحتلام
حديث شريف
حديث شريف


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب