حديث عن عائشة أم المؤمنين أن أبا حذيفة تبنى سالما وهو مولى امرأة من

أحاديث نبوية | المحلى | حديث عروة بن الزبير

«عن عائشةَ أمِّ المؤمنينَ أن أبا حذيفةَ تبنَّى سالمًا وهو مولى امرأةٍ منَ الأنصارِ كما تبنَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ زيدًا وكان من تبنَّى رجلًا في الجاهليةِ دعاهُ الناسُ إليه وورِثَ من ميراثِهِ حتى أنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ فردُّوا إلى آبائِهم فمن لم يعرفْ له أبٌ فمولًى وأخٌ في الدينِ فجاءَتْ سَهلةُ فقالَتْ يا رسولَ اللهِ إنا كُنَّا نرى سالمًا ولدًا يَأوي معي ومع أبي حذيفةَ ويَراني فُضلًا وقد أنزلَ اللهُ فيه ما قد علِمْتَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أرضعيهِ خمسَ رضعاتٍ فكان بمنزلةِ ولدِها منَ الرضاعةِ»

المحلى
عروة بن الزبير
ابن حزم
في غاية الصحة

المحلى - رقم الحديث أو الصفحة: 10/15 -

شرح حديث عن عائشة أم المؤمنين أن أبا حذيفة تبنى سالما وهو مولى امرأة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تَقُولُ لِعَائِشَةَ: وَاللَّهِ ما تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ يَرَانِي الغُلَامُ قَدِ اسْتَغْنَى عَنِ الرَّضَاعَةِ، فَقالَتْ: لِمَ؟ قدْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بنْتُ سُهَيْلٍ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، وَاللَّهِ إنِّي لأَرَى في وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِن دُخُولِ سَالِمٍ، قالَتْ: فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرْضِعِيهِ، فَقالَتْ: إنَّه ذُو لِحْيَةٍ، فَقالَ: أَرْضِعِيهِ يَذْهَبْ ما في وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ.
فَقالَتْ: وَاللَّهِ ما عَرَفْتُهُ في وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1453 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



في هذا الحَديثِ تُخبِرُ زيْنبُ بنتُ أبي سَلَمةَ رَضِي اللهُ عنها أنَّها سَمِعت أمَّها أمَّ سَلَمةَ زَوجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تُقسِمُ لعائشةَ رَضِي اللهُ عنهما وتقولُ: «واللهِ ما تَطِيبُ نَفْسي»، أي: ما تُحِبُّ نَفْسي «أنْ يَراني الغُلامُ» مِن غيرِ المحارِمِ الذي «قدِ استَغْنى عنِ الرَّضاعَةِ»، أي: لم يَعُدْ بحاجةٍ إلى الرَّضاعةِ، فقالتْ عائشةُ لأمِّ سَلَمةَ رَضِي اللهُ عنهما: «لِمَ؟»، أي: لمَ تَقولينَ هذا؛ فإنَّه لا بأسَ به إذا أرْضَعتيهِ أو أرضَعتْه مَن تَجعَلُه مَحْرَمًا لكِ؟ وذلكَ بدَليلِ أنَّه «قدْ جاءتْ سَهْلةُ بنتُ سُهَيلٍ» زوجةُ أبي حُذَيفةَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فأقسَمَت له أنَّها تَرى في وَجهِ أبي حُذَيفةَ الكَراهيَةَ مِنَ استِمْرارِ دُخولِ ابْنِهم بالتَّبنِّي سالمٍ على ما كانت عادتُه وهُو صَغيرٌ، بعْدَ أنْ كَبِرَ وبلَغَ مبْلَغَ الرِّجالِ، وخاصَّةً بعْدَ نُزولِ تَحريمِ التَّبنِّي، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «أرضِعيهِ» ليَصيرَ ابنًا لكِ مِنَ الرَّضاعِ، فقالتْ: «إنَّه ذُو لحْيَةٍ» فهو رَجلٌ كَبيرٌ، فقالَ لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «أرضِعِيه يَذهَبْ ما في وَجهِ أبي حُذَيفةَ»، أي: يَذهَبْ أثَرُ الكَراهةِ منه، ففعَلَت سَهلةُ ثمَّ أقسَمَت باللهِ ما وجَدَت أثَرَ الكَراهةِ في وَجهِ أبي حُذَيفةَ بعْدَما أرضعَتْه.
وهذا الحَديثُ مُشكِلٌ في تَفسيرِهِ والاستِنباطِ منه، وهو ما وقَعَ بالفعْلِ بيْن زَوجاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ حيثُ رأَتْ أمُّ سَلَمةَ وبعضُ زَوجاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ هذا كانَ رُخصةً مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لسَهْلةَ زَوجةِ أَبي حُذَيفةَ وحْدَها، ورأَيْنَ أنَّه لا رَضاعَ للكَبيرِ، وأنَّ الرَّضاعةَ المُحرِّمةَ هي الرَّضاعةُ في الصِّغَرِ الَّتي تُنبِتُ العظْمَ وتَبْني الجِسمَ واللَّحمَ.
أمَّا عائشةُ رَضِي اللهُ عنها -فكَما ورَدَ هُنا- كانتْ تَرى أنَّ الرَّضاعَ يُحرِّمُ ما يُحرِّمُهُ النَّسَبُ، سواءٌ أكانَ الرَّضيعُ صَغيرًا أمْ كبيرًا، مُستدِلَّةً بقِصَّةِ سالمٍ مَولى أبي حُذَيفةَ رَضِي اللهُ عنهما وأنَّها ليْست خاصَّةً به.
والذي يَظهَرُ -واللهُ أعلَمُ- أنَّ رَضاعَ الكبيرِ لا يُعتبَرُ ولا يُعوَّلُ عليه ولا يَثبُتُ به تَحريمٌ، وأنَّ الرَّضاعَ إنَّما يكونُ في الصِّغَرِ، وما حصَلَ في قصَّةِ سالمٍ فإنَّه يكونُ قصَّةَ عيْنٍ خاصَّةً به، لا تَتعدَّاهُ إلى غيرِه، وقدْ أكَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ ليس كلُّ رَضاعٍ مُحرِّمًا؛ فقدْ ورَدَ في الصَّحيحينِ قولُه: «إنَّما الرَّضاعةُ مِن المَجاعةِ»، أي: إنَّما الرَّضاعةُ المُعتبَرةُ ما كانت في زمَنِ الاعتمادِ على اللَّبنِ غِذاءً، وما كانت بمِقدارٍ يُؤثِّرُ في بدَنِ الطِّفلِ نُموًّا.
وفي الحَديثِ: بيانُ أنَّ الرَّضاعَ يُحرِّمُ ما يُحرِّمُهُ النَّسَبُ.
وفيهِ: بَيانُ وُقوعِ الاختِلافِ في رَضاعَةِ الكَبيرِ وما يَترتَّبُ علَيهِ مِن آثارٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المحلىصلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وسوقه خمسا وعشرين درجة
فتح الباري لابن حجراحتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم على ظهر القدم من وجع
المحلىيفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو
فتح الباري لابن حجرعن ابن عباس أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم
المحلىكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة
المحلىمن شربه منكم فليشرب كل واحد منه فردا تمرا فردا أو بسرا فردا
المحلىمن حلف فقال إن شاء الله لم يحنث
المحلىأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تلقي الجلب فإن تلقاه متلق
المحلىعن أنس أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
المحلىأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر بقلادة فيها ذهب وخرز
فتح الباري لابن حجرما أسكر كثيره فقليله حرام
المحلىعن قيس بن عباد قال انطلقت أنا وآخر إلى علي بن أبي طالب


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب