حديث قاتلهم الله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها أبدا

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث -

«أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا دَخَلَ الكَعبةَ، وَجَدَ إبراهيمَ وإسماعيلَ مُصَوَّرَيْنِ فيها، وفي أيْديهما الأزْلامُ، فقالَ: قاتَلَهمُ اللهُ، لقد عَلِموا أنَّهما لم يَستَقسِما بها أبَدًا.»

عمدة التفسير
-
أحمد شاكر
[أشار في المقدمة إلى صحته]

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 1/628 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الكعبة وجد إبراهيم وإسماعيل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دَخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيْتَ، فَوَجَدَ فيه صُورَةَ إبْرَاهِيمَ، وصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقالَ: أَمَا لهمْ! فقَدْ سَمِعُوا أنَّ المَلَائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فيه صُورَةٌ، هذا إبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ، فَما له يَسْتَقْسِمُ!
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3351 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد البخاري على مسلم



نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن التَّصويرِ، وأخبَرَ أنَّ المُصوِّرين أشدُّ النَّاسِ عَذابًا يومَ القِيامةِ؛ لِمَا قَصَدوا مِن التَّشبُّهِ بالخالقِ تَبارَك وتعالَى؛ لذلك يُقالُ لهم يومَ القيامةِ: «أَحْيُوا ما خَلَقتُم».
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبْدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا دخَل البيتَ الحرامَ، وفي رِوايةٍ عندَ البُخاريِّ: «إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا قَدِمَ أبَى أنْ يَدْخُلَ البَيتَ وفيهِ الآلِهةُ، فأمَرَ بهَا فأُخْرِجَت»، وكان ذلك عامَ الفَتحِ في السَّنةِ الثَّامنةِ مِنَ الهِجرةِ، فلمَّا دخَلَ وجَدَ فيه صُورةً لإبراهيمَ عليه السَّلامُ ومَريمَ أمِّ عِيسى عليه السَّلامُ، قال: «أمَا لهم!» وهذا تَعجُّبٌ مِن فِعلِ كُفَّارِ قُريشٍ في الجاهليَّةِ، وتَصويرِهم للأنبياءِ على هَيئةِ أصنامٍ مُجسَّمةٍ، ووَضْعِها داخلَ الكعبةِ المشرَّفةِ، «فقدْ سمِعوا أنَّ الملائكةَ لا تَدخُلُ بَيتًا فيه صُورةٌ»، وهذا استشهادٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لسَببِ عدَمِ دُخولِه الكعبةَ؛ لأنَّ بها الأصنامَ؛ لأنَّه لا يُقِرُّ على باطلٍ، ولأنَّه لا يُحِبُّ فِراقَ الملائكةِ، وهي لا تَدخُلُ بَيتًا فيه صُورةٌ، والمرادُ بالملائكةِ: غيرُ الحَفَظةِ، أمَّا الحَفَظةُ فلا يُفارِقونَ الإنسانَ، فيُحرَمُ البَيتُ الَّذي فيه تَصاويرُ بَرَكةَ دُخولِ الملائكةِ.
وقد كان إبراهيمُ عليه السَّلامُ في هذه الصُّورةِ يَستقسِمُ، والاستقسامُ بالأزلامِ كان أمرًا مَعهودًا في الجاهليَّةِ، وهو طَلَبُ القَسْمِ الَّذي قُسِمَ له وقُدِّرَ ممَّا لم يُقسَمْ ولم يُقدَّرْ، والأزلامُ هي السِّهامُ، فكانوا يَكتُبون على بَعضِها: نَهاني ربِّي، وعلى بَعضِها: أمَرني ربِّي، أو على بَعضِها: نَعم، وعلى بَعضِها: لا، فإذا أراد أحدُهم سَفَرًا أو غيرَه، دَفَعوها إلى بَعضِهم حتَّى يَقبِضَها، فإنْ خرَج السَّهْمُ الَّذي عليه: أمَرني ربِّي، مَضى، أو: نَهاني، كَفَّ، وقدْ نَهى اللهُ تعالَى عن هذا الفعلِ، وقال: { وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ } [ المائدة: 3 ]؛ ولذلك استَنكَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما نُسِب إلى إبراهيمَ زُورًا وبُهتانًا في هذه الصُّورةِ، وقال: «هذا إبراهيمُ مُصوَّرٌ، فما له يَستقسِمُ!»، وقال -كما في رِوايةٍ عندَ البُخاريِّ-: «قاتَلَهم اللهُ! أمَا واللهِ قد عَلِموا أنَّهما لم يَستقسِمَا بها قطُّ!».

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عمدة التفسيركان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا
عمدة التفسيرأن ابن عباس قرأ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
الأحكام الشرعية الصغرىالأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد
الأحكام الشرعية الصغرىخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة
لباب النقولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل
الترغيب والترهيبإذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر
الترغيب والترهيبما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن
الترغيب والترهيبمن جلس مجلسا كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك
الترغيب والترهيبإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى
الترغيب والترهيبكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخرة إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد
الترغيب والترهيبثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من
المحلىالكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب