حديث من أولئك يا رسول الله قال هم الأكثرون أموالا إلا من قال

أحاديث نبوية | حلية الأولياء | حديث أبو ذر الغفاري

«انتَهَيتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في ظِلِّ الكَعْبةِ وهو يقولُ: هم الأَخْسَرونَ وربِّ الكَعْبةِ. قلتُ: مَن أولئكَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: هم الأكثرونَ أموالًا، إلَّا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: والذي نَفْسي بيَدِه، لا يموتُ رجُلٌ فيدَعُ إبِلًا أو بقَرًا أو غَنَمًا لم يؤدِّ زَكاتَها إلَّا جاءتْ يَومَ القِيامةِ أعظَمَ ما تكونُ، وأسمَنَه، تنطَحُه بقُرونِها، وتطَؤُه بأخفافِها، كلَّما ذهَبتْ أُخْراها رجَعتْ أُولاها، كذلك حتى يُقضَى بينَ الناسِ.»

حلية الأولياء
أبو ذر الغفاري
أبو نعيم
ثابت مشهور متفق عليه [أي:بين العلماء]

حلية الأولياء - رقم الحديث أو الصفحة: 7/421 -

شرح حديث انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة وهو


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

جئتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ جالِسٌ في ظلِّ الكعبةِ قالَ فرآني مُقبلًا فقالَ همُ الأخسَرونَ وربِّ الكعبةِ يومَ القيامةِ قالَ فقلتُ ما لي لعلَّهُ أُنزِلَ فيَّ شيءٌ قالَ قلتُ مَن هم فِداكَ أبي وأمِّي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ همُ الأَكثرونَ إلَّا من قالَ هَكذا وَهكذا وَهكذا فحثا بينَ يديهِ وعن يمينِهِ وعن شمالِهِ ثمَّ قالَ والَّذي نفسي بيدِهِ لا يموتُ رجلٌ فيدَعُ إبلًا أو بقرًا لم يؤدِّ زَكاتَها إلَّا جاءتهُ يومَ القيامةِ أعظمَ ما كانت وأسمنَهُ تطؤُهُ بأخفافِها وتنطحُهُ بقرونِها كلَّما نفدَت أُخراها عادت عليهِ أولاها حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 617 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 1460 )، ومسلم ( 990 )، والترمذي ( 617 ) واللفظ له، والنسائي ( 2440 )، وأحمد ( 21529 )



جعَلَ اللهُ سُبحانَه وتعالى المالَ رِزقًا لعِبادِه به تقومُ حَياتُهم، وكذلك ليَختبِرَهم ويَبْتلِيَهم بما يصنعون فيه، وقد حدَّدَ لهم واجباتِهم في المالِ، وبيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك بسُنَّتِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "جئْتُ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو جالِسٌ في ظلِّ الكعبةِ" وكان ذلك في مكَّةَ قبْلَ الهِجرةِ، قال: "فرآني مُقبِلًا"، أي: مُتوجِّهًا إليه، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "همُ الأخسَرونَ وربِّ الكعبةِ يومَ القِيامةِ"، أي: يَحلِفُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ باللهِ رَبِّ الكعبةِ على قومٍ يَعدُّهم الأخسرينَ يومَ القيامةِ؛ تأكيدًا على هذا، فقال أبو ذَرٍّ: "فقلْتُ: ما لي؟"، وفي روايةِ الصَّحيحينِ: "ما شأني؟ أيَرى فيَّ شَيئًا؟" قال أبو ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عنه: "لعلَّهُ أُنزِلَ فيَّ شَيءٌ"، أي: ظنَّ أبو ذَرٍّ أنَّ ما يقولُه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّما هو وحيٌ نزَلَ فيه، حمَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قولِ ذلك، قال أبو ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عنه: "قلْتُ: مَن هم؛ فِداكَ أبي وأمِّي؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: همُ الأكثرونَ"، أي: هم الَّذين كانوا أكثرَ النَّاسِ أموالًا في الدُّنيا، "إلَّا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا، فحَثَا"، أي: أخَذَ بمِلْءِ كفَّيْه؛ تمثيلًا للعطاءِ الجزيلِ، فأعطى "بينَ يديهِ، وعن يَمينِه، وعن شِمالِه"، أي: إلَّا مَن تصدَّقَ من الأكثرين في جَميعِ الجوانبِ، وهو إشارةٌ إلى تَعدُّدِ وُجوهِ البِرِّ والنَّفقةِ الَّتي يجِبُ أنْ يُنفِقَ فيها أصحابُ الأموالِ الكثيرةِ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "والَّذي نفْسي بيدِهِ"، أي: قاسِمًا باللهِ عَزَّ وجَلَّ الَّذي يملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القَسَمِ، "لا يموتُ رَجُلٌ فيدَعُ"، أي: يترُكُ مِن المالِ أنواعًا، "إبلًا أو بقرًا لم يُؤَدِّ زكاتَها" المفروضةَ عليه إلى مُستحقِّيها، "إلَّا جاءتهُ" هذه الأموالُ التي لم يُؤدِّ زَكاتَها بأنواعِها "يومَ القِيامةِ أعظمَ ما كانت وأسمنَهُ"، أي: على أضخَمِ صُورةٍ تكونُ عليها في الحجْمِ والسِّمْنةِ، "تطؤُهُ بأخفافِها"، أي: تدوسُه الإبلُ بأسفلِ أرجُلِها، "وتنطَحُه"، أي: البقرُ، "بقُرونِها" والنَّطحُ بالقُرونِ؛ ليكونَ أنْكى في الطَّعنِ والألمِ، وكذلك لأنَّ الجزاءَ مِن جِنسِ العَملِ، "كلَّما نفِدَت أُخراها عادتْ عليه أُولاها"، أي: كلَّما انتهت آخِرُ هذه الحيواناتِ من ضرْبِه، أُعِيدت مرَّةً أُخرى، فبدأَتْ أُولاها تضرِبُه، وهكذا "حتَّى يُقْضى بينَ النَّاسِ"، أي: يمتَدُّ عليه هذا التَّعذيبُ إلى أنْ يَفرُغَ اللهُ تعالى من الحُكْمِ بينَ النَّاسِ في عَرصاتِ القيامةِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ تَغليظِ العُقوبةِ في منْعِ الزَّكاةِ.
وفيه: الحثُّ على الصَّدقةِ في وُجوهِ الخيرِ، وأنَّه لا يُقْتصَرُ على نوعٍ من وُجوهِ البرِّ، بلْ يُنْفَقُ في كلِّ وَجْهٍ من وُجوهِ الخيرِ.
وفيه: أنَّ بعضَ العُصاةِ يُعذَّبُ عذابًا خاصًّا في عَرصاتِ القيامةِ قبْلَ فصْلِ القضاءِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حلية الأولياءإن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه في أربعين يوما أو لأربعين ليلة
حلية الأولياءأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالتمر في الطريق فلا يعرض
حلية الأولياءالإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين
حلية الأولياءإن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل
حلية الأولياءلا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو
حلية الأولياءيقول الله تعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في
حلية الأولياءكنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنقيل
حلية الأولياءألا إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد
حلية الأولياءقال حذيفة إن آخر ما أدركنا من النبوة إذا لم تستحي فافعل ما
حلية الأولياءما حق امرئ مسلم له شيء يوصى فيه أن يبيت ليلتين إلا ووصيته
حلية الأولياءمن ظلم شبرا من الأرض خنق به يوم القيامة
حلية الأولياءأكثر ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحلف بهذه اليمين لا ومقلب


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب