حديث لم يرد منا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تعجيل المسير

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث -

«لا يُصلِّينَّ أحدٌ منكمُ العصرَ إلَّا في بَني قُرَيْظةَ ، فأدرَكَتهمُ الصَّلاةُ في أثناءِ الطَّريقِ ، فقالَ منهم قائلونَ : لم يُرِدْ منَّا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلَّا تَعجيلَ المسيرِ ، ولم يُرِدْ منَّا تأخيرَ الصَّلاةِ عَن وقتِها ، فصلَّوا الصَّلاةَ لوقتِها في الطَّريقِ . وأخَّر آخرونَ منهمُ صلاة العصرَ ، فصلَّوها في بَني قُرَيْظةَ بعدَ الغُروبِ ، ولم يُعنِّف رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحدًا منَ الفَريقينِ»

عمدة التفسير
-
أحمد شاكر
[أشار في المقدمة إلى صحته]

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 1/566 -

شرح حديث لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة فأدركتهم الصلاة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الأحْزَابِ: لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ.
فأدْرَكَ بَعْضُهُمُ العَصْرَ في الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا نُصَلِّي حتَّى نَأْتِيَهَا، وقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذلكَ، فَذُكِرَ ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا منهمْ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4119 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 1770 ) باختلاف يسير



كان الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو المَرجِعَ للصَّحابةِ في كُلِّ شُؤونِهم؛ فإذا حدَثَ اخْتِلافٌ ردُّوه إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ليُبيِّنَ لهمْ ما أشْكَلَ عليهم، أو يُقِرَّهم على ما اجتَهَدوا فيه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال يَومَ الأحْزابِ -وهي غَزْوةٌ وقَعَت سَنةَ خَمسٍ منَ الهِجْرةِ- بعدَ أنْ ردَّ اللهُ المُشرِكينَ خائبينَ خاسِرينَ بغَيظِهم: «لا يُصلِّينَّ أحَدٌ العَصرَ إلَّا في بَني قُرَيْظةَ»، وهم قَبيلةٌ مِن اليَهودِ سَكَنوا المَدينةَ قبْلَ هِجْرةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليها، وعقَدَ معَهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَهدًا، ولكنَّهم خانوا عَهدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أشدِّ الأوْقاتِ؛ بأنْ تَحالَفوا معَ الأحْزابِ ضدَّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمؤمِنينَ، وكادوا أنْ يُدْخِلوا جُيوشَ المُشرِكينَ إلى المَدينةِ مِن ناحِيَتِهم، إلَّا أنَّ اللهَ أدرَكَ المُسلِمينَ بعِنايَتِه ورَحمَتِه.

وفي الصَّحيحينِ مِن حَديثِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: «لمَّا رجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الخَنْدقِ وضَعَ السِّلاحَ، فاغتَسَلَ، فأتاهُ جِبريلُ وهو يَنفُضُ رَأسَه مِن الغُبارِ، فقال: وضَعْتَ السِّلاحَ؟ واللهِ ما وضَعْناهُ، اخْرُجْ إليهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأينَ؟ فأشار إلى بَني قُرَيظةَ»، فأرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حثَّ النَّاسِ على السَّيرِ والإسْراعِ إليها، فلمَّا مَشُوا، حضَرَ وَقتُ العَصرِ وهمْ في الطَّريقِ وقبْلَ أنْ يَصِلوا إلى بَني قُرَيْظةَ، فذكَرَ بعضُهم أنَّه لنْ يُصلِّيَ العَصرَ معَ دُخولِ وَقتِه إلَّا في بَني قُرَيظةَ، عَملًا بظاهِرِ قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّ النُّزولَ مَعْصيةٌ للأمْرِ الخاصِّ بالإسْراعِ، فخَصُّوا عُمومَ الأمْرِ بالصَّلاةِ أوَّلَ وَقْتهِا بما إذا لم يكُنْ عُذرٌ، وأنْ يُمتَثَلَ أمْرُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإنْ تأخَّرَتِ الصَّلاةُ عن فَضيلَتِها في أوَّلِ الوَقتِ، تَمسُّكًا بحُدودِ نُطقِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وذكَر الآخَرونَ أنَّهم سيُصَلُّونَها؛ نَظرًا إلى المَعنى لا إلى ظاهِرِ اللَّفظِ، وقالوا: «لم يُرِدْ منَّا ذلك»، أي: إنَّ وَصيَّتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك إنَّما هي على سَبيلِ الحَثِّ لهم في السَّيرِ، كما فُهِمَ بامْتِثالِ ما أمَرَ به، فلمَّا دخَلَ عليهم وَقتُ العَصرِ، وعَرَفوا مَقصودَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ذلك؛ رأَوْا أنْ يَنالوا فَضيلةَ الصَّلاةِ في وَقتِها، وأنْ يَذهَبوا إلى بَني قُرَيْظةَ مُمتَثِلينَ أمْرَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الوُصولِ إليها، فذُكِرَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما حَدَثَ مِن الطَّائفتينِ، فلم يُنكِرْ على  أحَدٍ منهم؛ لا التَّارِكينَ، ولا الَّذين فَهِموا أنَّه كِنايةٌ عنِ العَجَلةِ، وهو إقْرارٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لفِعلِهم.
وفي الحَديثِ: إثابةُ المُجتَهِدِ في كُلِّ ما يُسوَّغُ الاجْتِهادُ فيه.
وفيه: إقْرارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للخِلافِ فيما يُشرَعُ فيه الاجْتِهادُ، واحْتِماليَّةِ النَّصِّ لهذا الخِلافِ.
وفيه: إشارةٌ وتَحْذيرٌ أنْ يكونَ الخِلافُ سَببًا في تَعْطيلِ المُسلِمينَ عن قَضاياهم ومَهامِّهمُ الكُبْرى.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مختصر المقاصدمن غشنا فليس منا
مختصر المقاصدمن صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فانظر يا ابن آدم
مختصر المقاصدليس منا من لم يتغن بالقرآن
مختصر المقاصدلن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
مختصر المقاصدكل شيء بقدر حتى العجز والكيس
مختصر المقاصدالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يشتمه
الأحكام الشرعية الصغرىما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما
الأحكام الشرعية الصغرىأنه جاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم راكع فركع
الأحكام الشرعية الصغرىإذا أكل أحدكم فلا يمسحن يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها
الأحكام الشرعية الصغرىانطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن النبي صلى
الأحكام الشرعية الصغرىمن لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مما تلبسون ومن لم يلائمكم
الأحكام الشرعية الصغرىإذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب