حديث لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردءا لكم لو انكشفتم لفئتم

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث عبدالله بن عباس

«لمَّا كان يومُ بدرٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : من صنع كذا وكذا فله كذا وكذا ، فتسارع في ذلك شُبَّانُ الرِّجالِ ، وبقي الشُّيوخُ تحت الرَّاياتِ ، فلمَّا كانت المغانمُ ، جاؤوا يطلُبون الَّذي جُعِل لهم ، فقال الشُّيوخُ : لا تستأثِروا علينا ، فإنَّا كنَّا رِدْءًا لكم ، لو انكشفتم لفِئتم إلينا . فتنازَعوا فأنزل اللهُ تعالَى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ } إلى قولِه : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }»

عمدة التفسير
عبدالله بن عباس
أحمد شاكر
[روي] بثلاثة أسانيد صحاح

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 2/98 -

شرح حديث لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مَن فعلَ كذا وَكَذا ، فلَهُ منَ النَّفلِ كذا وَكَذا .
قالَ : فتقدَّمَ الفتيانُ ولزِمَ المشيخةُ الرَّاياتِ فلم يبرَحوها ، فلمَّا فَتحَ اللَّهُ عليهم قالَ المشيَخةُ : كنَّا رِدءًا لَكُم لوِ انهزَمتُمْ لَفِئْتُم إلينا ، فلا تذهَبوا بالمغنمِ ونبقَى ، فأبى الفتيانُ وقالوا : جعلَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لَنا ، فأنزلَ اللَّهُ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ إلى قولِهِ : كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يقولُ : فَكانَ ذلِكَ خيرًا لَهُم ، فَكَذلِكَ أيضًا فأطيعوني فإنِّي أعلَمُ بعاقبةِ هذا منكُم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2737 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 2737 )، والحاكم ( 2594 )، والبيهقي ( 13088 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا بَعَثَ جيشًا أو سَريَّةً بَثَّ فيهم رُوحَ الشَّجاعةِ والبُطولةِ، وشَجَّعهم على القتالِ والجهادِ، وأَمَرَهم بتقوى اللهِ والاسْتِعانةِ به؛ فثَمَّ النَّصرُ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ بَدْرٍ"، أي: لصَحابتِه رَضِيَ اللهُ عنهُم: "مَنْ فَعَلَ كذا وكذا، فلَهُ مِنَ النَّفَلِ كذا وكذا"، أي: مَنْ فَعَلَ بطولةً أو شجاعةً أو غيرَ ذَلِكَ مِن عِظامِ الأمورِ فلَه مِن الغنيمةِ جائزةٌ فوقَ نصيبِه؛ وذلك تشجيعًا وتحميسًا لهم، والنَّفَلُ هو: ما يُعْطى المجاهِدُ في سبيلِ اللهِ زيادةً على السَّهامِ.
قال ابنُ عبَّاسٍ: "فتَقدَّمَ الفِتْيانُ"، أي: للقِتالِ بشجاعةٍ وحَماسٍ، والمُرادُ بالفِتيانِ: الشَّبابُ صِغار السِّنِّ، "ولَزِمَ المشيخةُ"، أي: أَمْسَكَ الشُّيوخُ كِبارُ السِّنِّ، "الرَّاياتِ"، أي: الأعلامَ، "فلم يَبْرَحوها"، أي: فلَمْ يَتْرُكوها وظَلُّوا بجانِبِها، "فلمَّا فَتَحَ اللهُ عليهِم"، أي: فلمَّا نَصَرَهم اللهُ في المعركةِ، "قال المشيخةُ"، أي: قال الشُّيوخُ كِبار السِّنِّ: "كُنَّا رِدْءًا لَكُمْ"، أي: كُنَّا عَونًا لكم ومدَدًا، "لو انَهْزَمتُم لَفِئتُمْ إلينا"، أي: لو غَلَبَكم العدوُّ لرَجَعْتُم إلينا، "فلا تَذْهَبوا بالمَغْنَمِ ونَبْقى"، أي: فلا تَحْصُلوا بمُفردِكُمْ على الغنيمةِ كلِّها دونَنا، كأنَّهم يتَعجَّبون ويَرْفُضونَ اسْتِحواذَ الشَّبابِ على الغَنيمةِ كلِّها دونَهم، "فأَبَى الفِتيانُ"، أي: فرَفَض الشَّبابُ قولَ الشُّيوخِ مُسْتنكِرينَ لقولِهم، "وقالوا"، أي: الشَّبابُ: "جَعَلَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنا"، أي: قد وَعَدَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذه الجوائزِ من الغنيمةِ فنَحْنُ أصحابُها.
قال ابنُ عبَّاسٍ: "فأَنْزَلَ اللهُ"، أي: قولَهُ تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسول } [ الأنفال: 1 أي: إنْ سألوكَ يا أيُّها النبيُّ، عن الغنائمِ فقُلْ لهم: إنَّ الغنائمَ للهِ وللرَّسولِ يَجْعَلُها اللهُ حيثُ شاء، إلى قولِه: { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } [ الأنفال: 5 أي: كما أَخْرَجَكَ اللهُ من المدينةِ بوحيٍ مِنْهُ للظَّفَرِ بِعيرِ قُريشٍ، وإنْ كان بعضُ المؤمنينَ كارِهينَ للخُروجِ مِن أَجْلِ مَشَقَّةِ السَّفَرِ والقِتالِ، "فكان ذلك خيرًا لهم"، أي: فكان الخروجُ إلى العِيرِ خيرًا لهم؛ حيثُ انْتَصروا وظَفِرُوا؛ "فكذلك أيضًا فأَطِيعوني"، وهذا مِن كلامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمعنى: فأَطِيعوني أيضًا في هذا الموقفِ بما قَسَمتُ مِن الغنيمةِ بينَ الشَّبابِ والشُّيوخِ؛ "فإنِّي أَعْلَمُ بعاقِبةِ هذا مِنْكُمْ"، أي: فأنا رسولُ اللهِ وأَعْلَمُ مِنْكُمْ بمآلِ هذا الأَمْرِ وعاقِبَتِه.
وفي الحَديثِ: فضلُ اتِّباعِ أوامِرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: الحثُّ على تَشجيعِ الجيشِ وتَحميسِه عندَ المعارِكِ.
وفيه: الأَمْرُ بطاعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولو لَمْ يُوافِقْ أَمْرُه هوى المرءِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عمدة التفسيرمن كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى
قتل مدمني الخمرإذا سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه ثم إن سكر عاد الرابعة فاضربوا
مختصر الأحكاملا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة
مختصر الأحكاممن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن
مختصر الأحكامليس من البر الصيام في السفر
مختصر الأحكامأتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت يا رسول الله إن
معجم الشيوخأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ
معجم الشيوخسأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم أينام أحدنا وهو جنب فقال ليتوضأ
معجم الشيوخخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من أفرد الحج
معجم الشيوخوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى بدر ثم قال يا
معجم الشيوخبرئت من كل خليل من خلته ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر
مختصر المقاصدمثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب