حديث السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه

أحاديث نبوية | إتقان ما يحسن | حديث أبو هريرة

«السعيدُ مَنْ سَعِدَ في بطنِ أمِّهِ والشقيُّ مَنْ شَقِيَ في بطنِ أُمِّهِ»

إتقان ما يحسن
أبو هريرة
محمد بن محمد الغزي
إسناده صحيح

إتقان ما يحسن - رقم الحديث أو الصفحة: 1/294 - أخرجه الآجري في ((الشريعة)) (366 )، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (4/ 658)، والبيهقي في ((القضاء والقدر)) (107 )

شرح حديث السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: الشَّقِيُّ مَن شَقِيَ في بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَن وُعِظَ بغَيْرِهِ، فأتَى رَجُلًا مِن أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُقَالُ له: حُذَيْفَةُ بنُ أَسِيدٍ الغِفَارِيُّ، فَحَدَّثَهُ بذلكَ مِن قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقالَ: وَكيفَ يَشْقَى رَجُلٌ بغيرِ عَمَلٍ؟ فَقالَ له الرَّجُلُ: أَتَعْجَبُ مِن ذلكَ؟! فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إذَا مَرَّ بالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً، بَعَثَ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قالَ: يا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ، أَجَلُهُ؟ فيَقولُ رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يقولُ: يا رَبِّ، رِزْقُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ ما شَاءَ، وَيَكْتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ المَلَكُ بالصَّحِيفَةِ في يَدِهِ، فلا يَزِيدُ علَى ما أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ.
الراوي : عامر بن واثلة أبو الطفيل | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2645 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



قَدَّر اللهُ سُبحانه وتَعالَى مَقاديرَ كلِّ شَيءٍ، وكَتَب على ابنِ آدَمَ حَظَّه في الدُّنيا والآخرةِ قبْلَ أنْ يَخلُقَه، وهي كِتابةُ عِلمٍ وإحاطةٍ بما سيَكونُ، وليْست كِتابةَ جَبرٍ وإكراهٍ، وقدْ أمَرَ سُبحانه الخلْقَ بأنْ يَعمَلوا وَفْقَ شرائعِه، ويَسَّر الأمورَ لهم، وخُيِّروا بيْنَ الإيمانِ باللهِ فيَسْعَدوا، أو الكفرِ والعِصيانِ فيَشْقُوا.
وفِي هذا الحديث يَرْوي الصَّحابيُّ عامرُ بنُ واثلةَ أنَّه سَمِع عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه يُحدِّثُ أنَّ الشَّقيَّ مَنْ شَقيَ في بَطنِ أُمِّهِ إذا قَدَّرَ اللهُ عليه الشَّقاءَ، فإنَّ أوَّلَ مَبدأِ الإنسانِ في بَطنِ أُمِّه، يَظهَرُ مِن حالهِ للملائكةِ ما سَبَقَ في عِلمِ اللهِ تَعالَى، مِن سَعادتِه أو شَقاوتِه، ورِزقِه، وأجَلِه، وعَملِه، والسَّعيدُ مَن وُعِظَ بأَفعالِ غَيرِهِ، فاقتَدَى بأحسَنِها وانتَهَى عنْ سيِّئِها، فيَسعَدُ في الآخرةِ بالجنَّةِ ونَعيمِها، يُريدُ بالشَّقاءِ شَقاءَ الآخِرَةِ الأبديَّ، وهو كِنايةٌ عن عَذابهِ في الآخرةِ، أمَّا الشقاءُ الدُّنيويُّ فإنَّه وإنْ طال بالإنسانِ يَنْقضي بانقضاءِ الأجَلِ، وهو الموتُ.
فلمَّا سَمِعَ الصَّحابيُّ عامِرُ بنُ واثلَةَ رَضيَ اللهُ عنه قولَ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه هذا، أتَى أحدَ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وهوَ حُذيفةُ بنُ أَسِيد الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه- وأخبَرَهُ بقَولِ ابنِ مَسعودٍ، ثمَّ قالَ عامِرٌ لحُذيفةَ رَضيَ اللهُ عنهم سائلًا: كيفَ يَشقى أحدٌ وهوَ لمْ يَعمَلْ عَمَلًا سيِّئًا ولم يَخرُجْ إلى الدُّنيا بعْدُ ولم يَأتِ مِن المعاصي والذُّنوبِ الَّتي بها شَقاؤه؟ فقالَ حُذيفةُ بنُ أَسِيدٍ رَضيَ اللهُ عنه مُوضِّحًا قولَ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه الَّذي تَعجَّبَ منهُ: «أتَعْجَبُ مِن ذلك؟!» أي: ممَّا كُتِب على الإنسانِ في بَطنِ أُمِّه، والاستفهامُ للإنكارِ؛ أي: لا تَعجَبْ مِن ذلكَ، ثمَّ ذَكَر دَليلَ نَهيِه له، فقال: فإنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «إذا مرَّ» مِن الزَّمانِ والوقتِ «بالنُّطفةِ» وهي الماءُ الَّذي يتكوَّنُ منهُ الإنسانُ، وهي أُولى مَراحلِ خَلقِ الإنسانِ، فإذا مَرَّ عليها «ثِنْتانِ وأربعونَ ليلَةً» وهو كِنايةٌ عن نَفخِ الرُّوحِ فيه، قيل: هذا العددُ خَطأٌ مِن أحدِ رُواةِ الحديثِ، والصَّوابُ أنَّه يكونُ ذلك في الأربعينَ الرَّابعةِ مِن وَقتِ تَكوينِ النُّطفةِ الَّتي هي مدَّةُ التَّصويرِ، «بعَثَ اللهُ إليها مَلَكًا» وهو الملَكُ الموكَّلُ بالرَّحمِ «فصوَّرها»، أي: حدَّد مَلامحَ جسَدِها، وخَلَق سمْعَها وبصَرَها وجِلدَها ولَحْمَها وعِظامَها، ثمَّ يقولُ الملَكُ سائلًا: يا ربِّ، أذكرٌ أم أُنثى؟ فيَقضي اللهُ للنُّطفَةِ أن تكونَ ذكَرًا أو أُنثَى، ويَكتُبُ الملَكُ ما قَضى اللهُ به في اللَّوحِ المحفوظِ الَّذي فيه مَقاديرُ كلِّ شَيءٍ قبْلَ أنْ تُخلِقَ، ثمَّ يقولُ الملَكُ مُتسائلًا: يا ربِّ، ما أجَلُهُ؟ فيَقضِي اللهُ في عُمرِهِ، ويَكتُبُ الملَكُ ما قَضى اللهُ بهِ، ثمَّ يَقولُ الملَكُ مُتسائلًا: يا ربِّ، ما رِزقُه؟ فيَقضي ربُّكَ ما شاءَ لَهُ مِن الرِّزقِ، ويَكتُبُ الملَكُ ما يَقضي اللهُ به مِن اللَّوحِ المحفوظِ، «ثمَّ يَخرُجُ الملَكُ بالصَّحيفَةِ في يَدِه» الَّتي كتب فيها كل ما أمره به الله عز وجل، فيَخرُجُ مِن عندِ النُّطفَةِ الَّتي بعَثَهُ اللهُ إليها، فلا يَزيدُ الملَكُ على ما أُمرَ ولا يَنقُصُ، فيما قَضى اللهُ بهِ في حقِّ تِلكَ النُّطفَةِ.

وفي الحديثِ: بيانُ مراحلِ نُموِّ الجَنينِ وتَكوينِه في بَطنِ أُمِّه، وهذا مِن مُعجزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه إخبارٌ عن الغيبِ.
وفيه: أنَّ على المرءِ أنْ يَتعلَّمَ ويُوعِظَ بمَن سَبَقَه؛ فيَقْتديَ بصالحِيهم ويَتَّقِيَ شِرارَهم حتَّى يُكتَبَ مِن سُعداءِ الآخرةِ ويَفوزَ بجنَّاتِ النَّعيمِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
النوافح العطرةليس للولي مع الثيب أمر
الأباطيل والمناكيركنا نسمى السماسرة فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نبيع فسمانا
الأباطيل والمناكيرخرجت في نفر فكنا ببعض طريق حنين مقفل رسول الله صلى الله عليه
إتقان ما يحسنمن ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا
إتقان ما يحسنمثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره
إتقان ما يحسنمن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى
إتقان ما يحسنمن أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار
اللآلئ المنثورةحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وحدثوا عني ولا تكذبوا علي
النوافح العطرةكان يتختم في يمينه
النوافح العطرةكان يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
الأباطيل والمناكيرسمعت عمر بن الخطاب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الأباطيل والمناكيرما أسكر كثيره فقليله حرام


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب