حديث عقر دار الإسلام بالشام

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث سلمة بن نفيل السكوني

«عقرُ دارِ الإسلامِ بالشَّامِ»

مجمع الزوائد
سلمة بن نفيل السكوني
الهيثمي
رجاله ثقات‏‏

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 10/63 -

شرح حديث عقر دار الإسلام بالشام


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كنتُ جالسًا عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ أذالَ النَّاسُ الخيلَ ووضعوا السِّلاحَ وقالوا: لا جِهادَ قد وَضعتِ الحربُ أوزارَها فأقبلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بوجهِهِ قال: كذبوا الآنَ ، الآنَ جاءَ القتالُ، ولا يزالُ من أمَّتي أمةٌ يقاتِلونَ على الحقِّ، ويزيغُ اللَّهُ لَهم قُلوبَ أقوامٍ، ويرزقُهم منْهم حتَّى تقومَ السَّاعةُ وحتَّى يأتِيَ وعدُ اللَّهِ، والخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامَةِ، وَهوَ يوحي إليَّ أنِّي مقبوضٌ غيرُ ملبَّثٍ، وأنتم تتَّبعوني أفنادًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، وعقرُ دارِ المؤمنينَ الشَّامُ
الراوي : سلمة بن نفيل السكوني | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 3563 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



شرَع اللهُ تعالى الجِهادَ لِنُصرةِ دِينِه، وهو باقٍ إلى قِيامِ السَّاعةِ، لا يُبطِلُه شَيءٌ، ولا تَزالُ طائفةٌ مِن المؤمِنين على الحَقِّ يُظهِرُهم اللهُ تعالى على الجَميعِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي سلمةُ بنُ نُفيلٍ الكِنْديُّ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّه كان "جالِسًا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" في مَجلِسٍ مِن مَجالسِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَتعَلَّمُ منه ويَستَمِعُ إليه، فقال رجلٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا رسولَ اللهِ، أذالَ النَّاسُ الخيلَ"، أي: أهانوها واستخفُّوا بها، فلم يَرْغَبوا فيها، أو أنَّهم وضَعوا أداةَ الحَربِ، وأزالوها عنها، فأرسَلوها وترَكوها، "ووضَعوا السِّلاحَ"، أي: ترَكوا السِّلاحَ؛ مِن سيفٍ أو رُمحٍ أو سَهمٍ، فلم يَستعمِلوه في القِتالِ، "وقالوا: لا جِهادَ"، أي: قال هؤلاء النَّاسُ الَّذين أهانوا الخيلَ وترَكوا السِّلاحَ: انتَهى جِهادُ الكفَّارِ وقِتالُهم؛ ثمَّ شفَعوا ذلك بقولِهم: "قد وضَعَتِ الحربُ أوزارَها"، أي: انتهَت الحربُ وانقَضَت، وترَك أهلُها أثقالَها مِن السِّلاحِ وغيرِه؛ لأنَّ أغلَبَ النَّاسِ قد دخَلوا في دِينِ اللهِ تعالى، "فأقبَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" على هذا الرَّجلِ أو علينا، "بوَجْهِه" لِيُواجِهَه، ويكونُ خِطابُه مُواجَهةً، فيكونُ أبلَغَ في النُّفوسِ وفي التَّأثيرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كذَبوا الآن"، أي: لم يَنطِقوا بالصِّدقِ أو أخطَؤوا في الوقتِ؛ فلمْ يَنتَهِ القتالُ في هذا الوقتِ، "الآنَ جاء القِتالُ"، أي: شرَع اللهُ عزَّ وجلَّ القِتالَ والجهادَ الآنَ؛ فكيف يُرفَعُ سَريعًا، أو أنَّه الآنَ اشتَدَّ القِتالُ، واتَّسعَت رُقعتُه حتَّى شَمِلَت الأراضيَ البعيدةَ خارِجَ جَزيرةِ العربِ.
ثم قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "ولا يَزالُ"، أي: يَبْقى ويَستمِرُّ، "مِن أمَّتي أمَّةٌ"، أي: مجموعةٌ من النَّاسِ، "يُقاتِلون على الحقِّ"، أي: لأجْلِ إظهارِ الحقِّ، وهو نُصرةُ دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، "ويُزيغُ اللهُ لهم قُلوبَ أقوامٍ ويَرزُقُهم مِنهم"، أي: يَميلون عن الحقِّ إلى الباطلِ، ومِن الإيمانِ إلى الكُفرِ، فيُقاتِلُهم أهلُ الحقِّ فيَنتصِرون عليهم ويَأخُذون مالَهم ويَرزُقُهم اللهُ عزَّ وجلَّ مِنهم، أو يُميلُ اللهُ تعالى قُلوبَ أقوامٍ إليهم؛ لِيُعينوهم على القِتالِ، ويَرزُقُ اللهُ عزَّ وجلَّ أولئِك الأقوامَ المعيَّنين مِن هؤلاء الأمَّةِ بسبَبِ إحسانِ هؤلاءِ إلى أولئكَ، "حتَّى تَقومَ السَّاعةُ"، أي: يَستمِرُّ هذا القِتالُ والجِهادُ إلى يَومِ القِيامةِ، "وحتَّى يأتي وعْدُ اللهِ"، أي: ما وعَده اللهُ تعالى مِن قِيامِ السَّاعةِ، "والخيلُ" الَّتي أُعِدَّتْ للجِهادِ، "مَعقودٌ"، أي: مُلازِمٌ، "في نَواصيها"، والنَّاصِيةُ الشَّعرُ المستَرسِلُ على الجَبْهةِ، والمقصودُ بها الخيلُ نفسُها، ويُعبَّرُ بِالنَّاصيةِ عن البدَنِ كما يُعبَّرُ بالغِرَّة عن الشَّخصِ، "الخيرُ" وذلك بالأجْرِ في الآخِرةِ والمَغنَمِ في الدُّنيا، يَعني: أنَّ الخيرَ مُلازِمٌ لها، كأنَّه مَعقودٌ فيها، "إلى يَومِ القِيامةِ"، وهو وقتُ قيامِ السَّاعةِ؛ لأنَّه وقتُ انتهاءِ الجِهادِ والقتالِ.
قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "وهو يُوحِي إليَّ"، أي: إنَّ اللهَ تعالى يُوحِي إليَّ ويُخبِرُني، "أنِّي مَقبوضٌ"، أي: ستُقبَضُ رُوحي وأموتُ، "غيرُ مُلبَّثٍ"، أي: غيرُ مخلَّدٍ أو غيرُ مؤخَّرٍ في الدُّنيا، بل أنتَقِلُ للآخِرَةِ، "وأنتم تتَّبِعوني"، أي: تَموتون بَعدي، "أفنادًا"، أي: جَماعاتٍ مُتفرِّقين يتَّبِعُ بعضُكم بعضًا قَوْمًا بَعْدَ قَوْمٍ، "يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بعضٍ"، أي: تتَقاتَلون، فيَقتُلُ بَعضُكم بعضًا بضَرْبِ الرِّقابِ، وهذا مِصداقُ ما أخبَر به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، بأنَّه قدْ دعا اللهَ بثلاثِ دعواتٍ ألَّا يُهلِك أُمَّتَه بسَنةٍ ومجاعةٍ عامَّة، وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا من غيرِهم يَستأصلُهم، وألَّا يجعل بأسَهم بينهم، فأجابَ اللهُ الدَّعوتينِ الأُوليَينِ، وأخبر نبيَّه أنَّه سيَجعلُ بأسَ أُمَّتِه بينهم حتَّى يقتُلَ بعضُهم بعضًا؛ فيكونَ هلاكُهم بأيديهم.
"وعُقْرُ دارِ المؤمِنين الشَّامُ"، أي: ستَكونُ الشَّامُ زمَنَ الفتَنِ مَحلَّ أمنٍ لأهلِ الإسلامِ أصلًا وموضعًا لدُورِ المُؤمنِينَ.
وفي الحديثِ: أنَّ الجهادَ باقٍ إلى قِيامِ السَّاعةِ.
وفيه: فَضلُ الشَّامِ في آخِرِ الزَّمانِ.
وفيه: فضلُ الخيلِ الَّتي أُعِدَّتْ للجهادِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدأسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ما أنا قلته ولكن الله عز
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد يأخذ بيده فينزع
مجمع الزوائدإني لأمزح ولا أقول إلا حقا قالوا إنك تداعبنا يا رسول الله قال
مجمع الزوائدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من عذراء في خدرها
مجمع الزوائدلتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع حتى لو
هداية الرواةإن أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر وقال أتي رسول
هداية الرواةليس على النساء الحلق إنما على النساء التقصير
هداية الرواةأتاه رجل فقال يا رسول الله إني أفضت قبل أن أحلق أو أقصر
هداية الرواةأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمل في السبع الذي أفاض فيه
هداية الرواةرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا
هداية الرواةعن عبد الرحمن بن أبي عمار أنه قال سألت جابر بن عبد الله
هداية الرواةسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضبع فقال هو صيد ويجعل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب