حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول

أحاديث نبوية | شرح ثلاثيات المسند | حديث عائشة أم المؤمنين

«أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال إنَّ أحدَكم يأتيهِ الشيطانُ فيقولُ من خلقكَ فيقولُ اللهُ فيقولُ من خلق اللهَ فإذا وجد ذلك أحدُكم فليقلْ آمنتُ باللهِ ورسولِه فإنَّ ذلك يذهبُ عنه»

شرح ثلاثيات المسند
عائشة أم المؤمنين
السفاريني الحنبلي
إسناده جيد

شرح ثلاثيات المسند - رقم الحديث أو الصفحة: 1/548 -

شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم يأتيه الشيطان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لا يَزالُ النَّاسُ يَتَساءَلُونَ حتَّى يُقالَ: هذا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فمَن خَلَقَ اللَّهَ؟ فمَن وجَدَ مِن ذلكَ شيئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ.
وفي رواية: يَأْتي الشَّيْطانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ السَّماءَ؟ مَن خَلَقَ الأرْضَ؟ فيَقولُ: اللَّهُ...، ثُمَّ ذَكَرَ بمِثْلِهِ وزادَ: ورُسُلِهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 134 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الإيمانُ باللهِ سُبحانَه يتَطلَّبُ قلبًا واعيًا، وتَسليمًا وانقيادًا كامِلًا للهِ سُبحانَه؛ لأنَّ كَثيرًا منَ الأُمورِ الغَيبيَّةِ وغَيرِها لا يُمكِنُ للعَقلِ أن يُدرِكَها، ورُبَّما يَتَشكَّكُ الإنسانُ ويَعْتريه الفِكرُ السَّقيمُ، وهُنا لا بُدَّ لِلمُؤمِنِ أن يَرجِعَ سَريعًا إلى إيمانِه باللهِ وما قالَه عن نَفسِه عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه: «لا يَزالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ»، والمرادُ بالتَّساؤُلِ هنا: حِكايةُ النَّفسِ، وحَديثُها، ووَسوستُها، حتَّى يَبلُغَ السُّؤالُ إلى أنْ «يُقَالَ: هذا خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ» كأن يَتساءَلَ: مَن خَلَقَ السَّماءَ؟ ومَن خَلَقَ الأرضَ؟ ومَن خَلَقَ الجِبالَ؟ ومَن خَلَقَ الإنسانَ؟ ويُجيبُ الإنسانُ دينًا وفِطرةً وعقلًا بقَولِهِ: «اللهُ»، وهذا جَوابٌ بَدَهيٌّ صَحيحٌ وحقٌّ وإيمانٌ، ولكنَّ الشَّيطانَ لا يَقِفُ عِندَ هذا الحدِّ منَ الأسئلةِ والوَساوسِ، بل يَنتقِلُ من سُؤالٍ إلى سُؤالٍ، حتَّى يقولَ: «فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟!» وهذا منَ التَّشكيكِ في اللهِ سُبحانَه، وكأنَّه أرادَ أن يُجريَ على الخالِقِ سُبحانَه صِفاتِ المَخلوقاتِ، وأنَّه لا بُدَّ لَه من خالِقٍ ومُوجِدٍ أعْلى منه، تَعالَى اللهُ عمَّا يُوسوِسُ به الشَّيطانُ عُلُوًّا كَبيرًا، وفي عَصرِنا الحاضِرِ وَقَعَت مِثلُ هذه الأسئلةِ كَثيرًا، وهيَ مُشاهَدةٌ ومَسموعةٌ لِلجَميعِ، وهذه أسئلةٌ يُلقيها الشَّيطانُ؛ ليُشكِّكَ المؤمِنَ في عَقيدتِه ودينِه.
فإذا قال النَّاسُ ذلك فمَوقِفُ المُؤمِنِ أن يَعُودَ إلى اللهِ، وأرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أنَّ مَن صادَفَ شيئًا من ذلك القولِ والسُّؤالِ، أو وجَد في خاطِرِه شيئًا من جِنسِ ذلك الحديثِ، «فَلْيَقُلْ: آمنتُ باللهِ ورُسُلِهِ»، أي: آمنتُ بالَّذي قاله اللهُ تَعالَى ورُسلُه عليهمُ السَّلامُ؛ من وَصفِه تَعالَى بالتَّوحيدِ والقِدَمِ، وأنَّ قولَه سُبحانَه وإجماعَ الرُّسُلِ هو الصِّدقُ والحقُّ؛ فماذا بَعدَ الحقِّ إلا الضَّلالُ؟!
وفي رِوايةٍ: «يأْتي الشَّيطانُ أحدَكم»، أي: يُوَسوِسُ إبليسُ، أو أحَدُ أعوانِه، من شَياطينِ الإنسِ والجنِّ، في صَدرِ المِرءِ، والشَّيطانُ: هو أعْدَى أعْداءِ البَشَرِ على الإطْلاقِ؛ إذ لا هَمَّ ولا عمَلَ له أبدًا إلَّا غَوايةُ الإنسانِ، وإضلالُهُ، حتَّى يَهلِكَ؛ فَيُوَسوِسُ إليه بشَتَّى الوساوِسِ، ويَأْتيه من كلِّ طريقٍ وشُبهةٍ، وَهَمُّه الأوَّلُ أن يَأتيَه من جِهةِ العقيدةِ؛ لأنَّها أساسُ الدِّينِ والإيمانِ، وعليها تَتوقَّفُ نَجاةُ الإنسانِ، وسَعادتُه في الدَّارِ الآخِرَةِ، فَيَبعَثُ في نَفسِه الشُّبُهاتِ حَولَها، وَيُثيرُ فيه التَّساؤلاتِ الكثيرةَ عن حُدوثِ الأشياءِ، وَمَن أحدَثَها، فيقولُ: «مَنْ خَلَقَ السَّماءَ؟ مَنْ خَلَقَ الأرضَ»، وَغَرَضُه أن يُوقِعَه في الغَلَطِ والكُفرِ.
وفي الحديثِ: الاستعانةُ باللهِ على قَطعِ وَساوسِ الشَّيطانِ.
وفيه: الحثُّ على دَفعِ الخَواطِرِ غيرِ المستقِرَّةِ بالإِعراضِ عنها، والردِّ لها من غيرِ استدلالٍ ولا نَظرٍ في إبطالِها، وهذا من أعظمِ أسبابِ السَّلامةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح ثلاثيات المسندكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من
شرح ثلاثيات المسندلما سمع المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينادي على
مجمع الزوائدكانت منزلة قيس بن سعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة
مجمع الزوائدإن كان الرجل ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم للشيء من
مجمع الزوائدعلى كل مسلم في كل يوم صدقة فقال رجل من يطيق هذا يا
مجمع الزوائدلا حسد إلا في اثنتين رجل أعطاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل
مجمع الزوائدأن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة التي يجدها
مجمع الزوائدعليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه
مجمع الزوائدلا تسبوا أصحابي لعن الله من سب أصحابي
مجمع الزوائدأنه جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
النكت على الموضوعاتمن شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن مات
خلاصة البدر المنيربايعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على النصح لكل مسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب