حديث فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال

أحاديث نبوية | معالم التنزيل (تفسير البغوي) | حديث عبدالله بن عباس

«بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم عنده جبريلُ إذ سمِع نَقيضًا من فوقهِ ، فرفعَ جبريلُ بصرَه إلى السماءِ فقال : هذا بابٌ فُتِح من السماءِ ما فُتِح قطُّ قال : فنزل منه ملَكٌ فأتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال : أبشِرْ بنورَينِ أوتيتُهما لم يؤتَهُما نبيٌّ قبلكَ فاتحةِ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ لن تَقرأَ حرفًا منهما إلَّا أُعطيتَهُ»

معالم التنزيل (تفسير البغوي)
عبدالله بن عباس
البغوي
صحيح

معالم التنزيل (تفسير البغوي) - رقم الحديث أو الصفحة: 1/79 - أخرجه مسلم (806) باختلاف يسير

شرح حديث بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده جبريل إذ سمع نقيضا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 806 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



ما أَعظَم الدِّينَ الإسلاميَّ! وما أَعظَمَ ما فيه مِن البُشرياتِ الكثيرةِ الَّتي أعْطاها اللهُ لِنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأمَّتِه؛ فإنَّه سُبحانه أَنزَل عليه الذِّكرَ مِن القُرآنِ، وجَعَل ثَوابَ قِراءتِه عَظيمًا، فبكلِّ حَرفٍ حَسنةٌ، والحَسناتُ تُضاعَفُ، وخَصَّ سُبحانه بعضَ السُّورِ والآياتِ بفضْلٍ زائدٍ لِمَن قرَأَها؛ حَضًّا على قِراءتِها، وتَرْغيبًا فيها.
وفي هذا الحديثِ ذِكرُ مِنْحةٍ رَبَّانيَّةٍ لِمَن قرَأَ سُورةَ الفاتحة وخَواتيمَ سُورةِ البقرةِ؛ فيَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ جِبريلَ عليه السَّلامُ -وهو المَلَكُ الموكَّلُ بالوحْيِ- كان قاعِدًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: «بيْنما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وعنده جِبريلُ عليه السَّلامُ»، والمعنى: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أخبَرَ أصحابَه رَضِي اللهُ عنهم -ومنهم ابنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما- بمُجالَسةِ جِبريلَ عليه السَّلامُ له، فـ«سَمِع» جِبريلُ عليه السَّلامُ، ويَحتمِلُ أنَّ الَّذي سَمِعَ هو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، «نَقيضًا مِن فوقِه»، أي: في السَّماءِ، والنَّقيضُ: الصَّوتُ الصَّادرُ مِن حَرَكةِ شَيءٍ، فرَفَع جِبريلُ عليه السَّلامُ -أو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- رأْسَه يَنظُرُ إلى مَصدرِ هذا الصَّوتِ، فأخبَرَ جِبريلُ عليه السَّلامُ أنَّ هذا بابٌ مِن السَّماءِ الدُّنيا، فُتِح اليومَ، ولم يُسبَقْ أنْ فُتِحَ إلَّا في هذا اليومِ، فنَزَل منه مَلَكٌ مِن الملائكةِ إلى الأرضِ، لم يَنزِلْ مِن قبْلِ هذا اليومِ، وهذا كلُّه تَمهيدٌ لأمرٍ عَظيمٍ؛ لأنَّ فَتْحَ بابٍ مِن أبوابِ السَّماءِ لأوَّلِ مَرَّةٍ، ونُزولَ مَلَكٍ غيرِ جبريلَ لأوَّل مرَّةٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ يَدُلُّ على عِظَمِ الأمرِ المبعوثِ به، فلمَّا نزَلَ المَلَكُ سَلَّم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «أَبْشِرْ» والبشارةُ تكونُ بالخيرِ، «بنُورَينِ أُوتيتَهُما لم يُؤتَهُما نَبِيٌّ قَبْلك: فاتحةُ الكتاب، وخَواتيمُ سُورةُ البقرةِ»، أي: لمْ يُؤْتَ ثَوابَهما الخاصَّ بقِراءتِهما، وإلَّا فالقرآنُ كلُّه لم يُؤْتَه نَبيٌّ قبْلَه.
وخُصَّت سُورةُ الفاتحةِ بهذا؛ لتَضمُّنِها جُملةَ مَعاني الإيمانِ والإسلامِ والإحسانِ، فهي آخِذةٌ بأُصولِ القواعدِ الدِّينيَّةِ، والمَعاقدِ المعارفيَّةِ.
وخَواتيمُ سُورةِ البقرةِ مِن أوَّلِ قولِه تعالَى: { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ... } إلى آخِرِ السُّورةِ، خُصَّت بذلك؛ لِما تَضمَّنَته مِن الثَّناءِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وعلى أصحابِه رَضِي اللهُ عنهم بجَميلِ انقيادِهم لمُقتضاها، وتَسليمِهم لمَعناها، وابتهالِهم إلى اللهِ تعالَى، ورَجوعِهم إليه في جَميعِ أُمورِهم، ولِما حَصَل فيها مِن إجابةِ دَعواتِهم بعْدَ أنْ عُلِّموها فَقالوها، فخَفَّفَ عنهم، وغفَرَ لهم، ونصَرَهم.
ثمَّ قال المَلَكُ: «لنْ تَقرَأَ بحَرفٍ منهما إلَّا أُعْطيتَه»، وهذا مِن عَظيمِ فَضْلِ اللهِ على نَبيِّه وعلى أُمَّتِه، وقدْ سَمَّاهما نُورَين؛ لأنَّ قِراءةَ كلِّ آيةٍ منهما تَجعَلُ لقارئِها نُورًا يَسعَى أمامَه، ويُرشِدُه ويَهدِيه إلى الطَّريقِ القَويمِ والمنهجِ المُستقيمِ؛ لِما يَحويانِه مِن المعاني الجَليلة، والتي فيها الاعترافُ بالرِّبوبيَّةِ وما فيها مِن اللُّجوءِ التَّامِّ إلى اللهِ بالدُّعاءِ العظيمِ بألفاظِهما.
وفي الحديثِ: بَيانُ عِظَمِ مَكانةِ سُورةِ الفاتِحة وخَواتيمِ سُورةِ البقرة، والحثُّ على قِراءتِهما.
وفيه: بَيانُ أنَّ مِن الملائكةِ رُسلًا إلى الأنبياءِ غيرَ جِبريلَ.
وفيه: بَيانُ كَرامةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على ربِّه، حيث أكرَمَه بما لم يُكرِمِ الأنبياءَ الَّذين قبْلَه، فأعطاهُ هَذينِ النُّورينِ.
وفيه: إثباتُ الأبوابِ للسَّماءِ، وأنَّها تُفتَحُ وتُغلَقُ، وأنَّ بعضَ الملائكةِ لا يَنزِلُ إلى الأرضِ إلَّا لمِثلِ هذه البِشارةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
معالم التنزيل (تفسير البغوي)أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة
شرح البخاري لابن الملقنأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج
عمدة القاريليس فيما دون خمس ذود صدقة
عون المعبودأن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها
نخب الافكارأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب ثم قال ما لي
تحفة الأحوذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان صاعا
تحفة الأحوذيأحصوا هلال شعبان لرمضان
تحفة الأحوذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى خثعم فاعتصم ناس
تحفة الأحوذينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل قائما
تحفة الأحوذينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل قائما
تحفة الأحوذيسألت جابر بن عبد الله عن الضبع فقال حلال فقلت عن رسول الله
تحفة الأحوذيصعد رسول صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال يا معشر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب