حديث أن مروان بن الحكم قال اذهب يا رافع لبوابه إلى ابن

أحاديث نبوية | تحفة الأحوذي | حديث عبدالله بن عباس

«أنَّ مَرْوانَ بنَ الحكمِ قالَ اذهَب يا رافعُ – لبوَّابِهِ – إلى ابنِ عبَّاسٍ فقل لهُ لئن كانَ كلُّ امرئٍ فرِحَ بما أوتيَ وأحبَّ أن يحمَدَ بما لم يفعَلُ معذَّبًا لنعَذَّبنَّ أجمعونَ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ ما لكم ولهذهِ الآيةِ إنَّما أنزلت هذهِ في أهلِ الكتابِ ثمَّ تلاَ ابنُ عبَّاسٍ { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ } وتلاَ { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} قالَ ابنُ عبَّاسٍ سألَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن شيءٍ فكتموهُ وأخبروهُ بغيرِهِ فخرجوا وقد أَروهُ أن قد أخبروهُ بما سألَهم عنهُ واستحمَدوا بذلكَ إليهِ وفرِحوا بما أوتوا من كتمانِهم ما سألَهُم عنهُ»

تحفة الأحوذي
عبدالله بن عباس
المباركفوري
صحيح

تحفة الأحوذي - رقم الحديث أو الصفحة: 7/439 - أخرجه البخاري (4568)، ومسلم (2778) باختلاف يسير

شرح حديث أن مروان بن الحكم قال اذهب يا رافع لبوابه إلى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ مَرْوَانَ قالَ لِبَوَّابِهِ: اذْهَبْ يا رَافِعُ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْ: لَئِنْ كانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بما أُوتِيَ، وأَحَبَّ أنْ يُحْمَدَ بما لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا، لَنُعَذَّبَنَّ أجْمَعُونَ، فَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: وما لَكُمْ ولِهذِه؟! إنَّما دَعَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عن شَيءٍ، فَكَتَمُوهُ إيَّاهُ، وأَخْبَرُوهُ بغَيْرِهِ، فأرَوْهُ أنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إلَيْهِ بما أخْبَرُوهُ عنْه فِيما سَأَلَهُمْ، وفَرِحُوا بما أُوتُوا مِن كِتْمَانِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } كَذلكَ حتَّى قَوْلِهِ: { يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا } [ آل عمران: 187 - 188 ].
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4568 | خلاصة حكم المحدث : [ أورده في صحيحه ] وقال : تابعه عبد الرزاق عن ابن جريج.
حدثنا ابن مقاتل أخبرنا الحجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره أن مروان بهذا...

التخريج : أخرجه مسلم ( 2778 ) باختلاف يسير



اللهُ عزَّ وجَلَّ يَعلَمُ الأمورَ على حقائِقِها، فلا يُخدَعُ سبحانَه بالمظاهِرِ وإن اجتهد صاحِبُها في إخفاءِ بواطِنِ الأمورِ وحقائِقِها، وسيُجازي سبحانه كلَّ امرئٍ الجزاءَ الذي يستحِقُّه؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشَرٌّ.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما سَببَ نُزولِ قولِه تعالَى: { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران: 188 ]؛ وذلك أنَّ مَرْوانَ بنَ الحَكمِ بنِ أبي العاصِ في أثناءِ إمارتِه على المدينةِ النَّبويَّةِ من قِبَلِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ رضِيَ اللهُ عنهما -وقد وَلِيَ الخلافةَ بعد ذلك-أمَرَ بَوَّابَه -وهو الذي يجلِسُ على بابِه؛ ليأذَنَ لمن يريدُ بالدُّخولِ، واسمُه: رافِعٌ- أنْ يَذهَبَ لابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما ويَسألَه عَن قوله: { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران: 188 ]، وقد كان مَرْوانُ ظنَّ أنَّها نَزَلتْ فيمَن فرِحَ وأحبَّ الحَمْدَ وإنْ كان على شَيءٍ لم يَفْعَلْه غيرَ كاذبٍ ولا مُدَّعٍ؛ لذلك قال لبَوَّابِه أن يقولَ لابنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: «لئنْ كان كلُّ امرئٍ فَرِح بما أُوتيَ وأحبَّ أنْ يُحمَدَ بما لم يَفعَلْ مُعذَّبًا، لَنُعذَّبَنَّ أجْمَعون»؛ وذلك لأنَّ كُلَّ النَّاسِ يفرَحُ بما أُوتِيَ ويحِبُّ أن يُحمَدَ بما لم يفعَلْ، فأنْكَرَ ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما قولَه هذا، وقال: «وما لكم ولهذه؟!» يعني: ما لكمْ وللسُّؤالِ عن هذه المسألةِ؟!
ثُمَّ بيَّنَ رضِيَ اللهُ عنه فيمَن أُنزِلَتْ هذه الآيةُ، وأنَّها نزَلتْ في قَومٍ مِنَ اليهودِ دعاهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسَأَلَهمُ عَن شَيءٍ، فلم يُخبِرُوه وأخْبَروه بشَيءٍ غيرِه، وظنُّوا أنَّ فِعْلَهم هذا يَستوجِبُ الحمْدَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وطلبوا من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يحمَدَهم على ما أخبروه به من جوابٍ على مسألتِه، وفَرِحوا بأنَّهم كتَموا ما سَأَلهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنَزَلتْ فيهمُ الآيةُ المذكورةُ، وقرَأَ ابنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ * لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران: 187- 188 ].
ومعنى الآيتين: واذْكُر -يا مُحمَّدُ- حين عَهِد اللهُ عزَّ وجلَّ إلى اليهودِ وغيرِهم مِن أهلِ الكتاب عَهْدًا مؤكَّدًا: بأنْ يُبيِّنوا ما في كُتُبِهم للنَّاسِ ولا يُخفوه أبدًا، ومِن ذلك صِفةُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإثباتُ رِسالتِه، فكانتِ النَّتيجةُ أنَّهم نَقَضوا هذا العهْدَ، وتَرَكوا العملَ به، وأرادُوا مُقابِلَ نقْضِهم عَهْدَ اللهِ تعالَى بكِتمانِهم ما في كُتبِهم الحصولَ على حُظوظٍ دُنيويَّةٍ خَسيسةٍ مِن مَناصِبَ أو أموالٍ، أو غيرِ ذلك..
فبِئستِ الصَّفْقةُ صَفْقتُهم، وما أخْسرَها مِن تِجارةٍ! لأنَّهم اختاروا الدَّنيءَ الخَسيسَ، وترَكوا العاليَ النَّفيس.
ثمَّ يُحَذِّرُهم اللهُ عزَّ وجَلَّ في الآيةِ الثانيةِ -ومن سار على نهْجِهم- من سوءِ صنيعِهم، فيُخاطِبُ اللهُ نبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنْ لا يَظُنَّ هو، ولا يَظُنَّ الذين يَفْرَحون بما فَعَلوه مِن أعمالٍ -ككِتْمان العِلم لمَن سَأَلهم كاليهود، والتَّخلُّفِ عن الغزْوِ في سَبيلِ اللهِ تعالَى كالمنافقين، وكأعمالِ المُتزيِّنين للنَّاسِ المُرائين لهم بما لم يَشرَعْه اللهُ ورسولُه- ويُحبُّون أنْ يُثنِيَ عليهم الناسُ بما لم يَعْمَلوه؛ أنَّهم سيَنجُون مِن عَذابِ الله، بلْ لهم عَذابٌ أليمٌ!
وفي الصَّحيحَينِ أنَّ أبا سَعيدٍ الخدريَّ ذكَرَ أنَّ سَببَ نُزولِ الآيةِ؛ هو أنَّ رِجالًا مِن مُنافِقِي المدينةِ كانوا يَتخلَّفون عَنِ الخُروجِ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الغزواتِ، وكانوا يَفرَحون بِقُعودِهم وتخلُّفِهم عنه، فإذا ما رجَعَ مِنَ الغزوِ ذَهبوا إليه واعْتَذروا عَن عدَمِ خُروجِهم، وتعلَّلُوا بما لا يَصِحُّ وهمْ فيه يَكذِبونُ، وأَحبُّوا أنْ يُحمَدوا مع ذلك بما لم يَفعَلوه، فظَنُّوا أنَّهم يُخادِعونَ اللهَ تعالَى وهو خادعُهم، ولهم في الآخرةِ ما يَستحِقُّونَه، وفي ذلك أنْزَلَ اللهُ تعالَى هذه الآيةَ.
وقد قِيل: إن الآيةَ نزَلَتْ في الفَريقَينِ جَميعًا.
وفي الحَديثِ: وُجوبُ بيانِ العِلمِ على أهلِ العِلمِ.
وفيه: فِقهُ ابنِ عَبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما وعِلْمُه بالتفسيرِ ومكانتُه العِلميَّةُ بين النَّاسِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تحفة الأحوذيكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوسد يمينه عند المنام ثم يقول
در السحابةدعوا أصحابي لا تسبوا أصحابي
در السحابةلا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر
در السحابةحب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق
در السحابةاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم
در السحابةاللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار
در السحابةناشد عثمان الناس يوما فقال تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
در السحابةبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة من أصحابه أبو بكر
در السحابةإن الله سبحانه جعل الحق على لسان عمر وقلبه
در السحابةعن ابن عباس في الموافقة للقرآن يعني موافقة عمر ربه في قوله عز
در السحابةأن عثمان بن عفان قال له يا ابن أخي أدركت رسول الله صلى
مجموع فتاوى ابن بازاستأذن جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادخل فقال كيف أدخل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب