حديث فراش من ذهب قال فأعطي رسول الله صلى الله عليه

أحاديث نبوية | إتحاف الخيرة المهرة | حديث عبدالله بن مسعود

«لما أُسري برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم انتَهى إلى سدرةِ المُنتَهى وهي في السماءِ السادسةِ ، وإليها يَنتَهي ما يصعَدُ به منَ الأرضِ ، فيقبضُ منها ، وإليها ينتَهي ما يهبطُ له مِن فوقِها فيقبضُ منها : إذْ يَغشَى السدرةَ ما يَغشَى ، قال : فراشٌ مِن ذهبٍ ، قال : فأُعطِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثَ خِلالٍ : الصلواتُ الخمسُ ، وخواتيمُ سورةِ البقرةِ ، وغُفِر لمن لا يُشرِكُ باللهِ مِن أمتِه المقحماتِ»

إتحاف الخيرة المهرة
عبدالله بن مسعود
البوصيري
إسناده رواته ثقات

إتحاف الخيرة المهرة - رقم الحديث أو الصفحة: 6/189 -

شرح حديث لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا أُسْرِيَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، انْتُهي به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهي في السَّماءِ السَّادِسَةِ، إلَيْها يَنْتَهِي ما يُعْرَجُ به مِنَ الأرْضِ فيُقْبَضُ مِنْها، وإلَيْها يَنْتَهِي ما يُهْبَطُ به مِن فَوْقِها فيُقْبَضُ مِنْها، قالَ: { إِذْ يَغْشَى } ( النَّجْمُ ) { السِّدْرَةَ ما يَغْشَى } [ النجم: 16 ]، قالَ: فَراشٌ مِن ذَهَبٍ، قالَ: فَأُعْطِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وأُعْطِيَ خَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَن لَمْ يُشْرِكْ باللَّهِ مِن أُمَّتِهِ شيئًا، المُقْحِماتُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 173 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كانت رِحلَةُ الإسراءِ والمِعراجِ مِنَ المُعجِزاتِ التي أيَّدَ بها اللهُ عزَّ وجلَّ نَبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانت في العامِ العاشِرِ من البَعثةِ، وقد أُسريَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ المَسجِدِ الحرامِ في مكَّةَ إلى بيتِ المَقدسِ في فِلَسطينَ، ثُمَّ أكرَمَه اللهُ وأصعَدَه مع جِبريلَ إلى السَّمواتِ العُلى، حتَّى أراه الجَنَّةَ وأراه من آياتِه الكُبرى.
وفي هذا الحديث يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه أنَّه لمَّا أُسريَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذَهَبَ جِبريلُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصَعِدَ به إلى السَّمَاء، ثُمَّ كانت نِهايةُ ما وَصَلَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ سِدرةِ المُنتَهى، وهي شَجرَةٌ عَظيمةٌ عِندَها يَنتهي عِلمُ الخلائقِ، وما بَعدَها لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ سُبحانَه، «وهي في السَّمَاءِ السَّادسَةِ» ويَصعَدُ إليها ما جاءَ مِنَ الأرضِ من أعمالِ النَّاسِ وغيرِ ذلك، وعندها يَهبِطُ ما أمَرَ اللهُ به فيُؤخَذُ من عِندِها، ويَنفُذُ حيثُ أمَرَ اللهُ، وحاصِلُ المَعنى: أنَّ سِدرةَ المُنتهى غايةٌ لوُصولِ ما يَنزِلُ من فوقِها حتَّى يُقبَضَ منها، وغايةٌ لصُعودِ ما يُصعَدُ به من تحتِها، فقد تَبيَّنَ من هذا سببُ تَسميتِها بهذا الاسمِ.
وفي روايةٍ عندَ مُسلِمٍ: «فما أحدٌ من خلقِ اللهِ يَستطيعُ أنْ يَنعتَها من حُسنِها»، وفي روايةٍ عندَ أحمدَ نحوُه، لكن قالَ: «تَحوَّلتْ ياقوتًا أو زُمرُّدًا».
وقد ثبَتَ في الصَّحيحَينِ من حديثِ أنسٍ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ سِدرةَ المُنتَهى كانت بعدَ السَّمَاءِ السَّابِعةِ، ورجَحَ ذلك لأنَّ رُواتِه أكثَرُ، فمَن رَوَى أنَّها في السَّادِسةِ وَهِمَ في ذلك، ويُمكِنُ أن يُجمَعَ بينهما فيَكُونَ أصلُها في السَّادِسةِ، ومُعظَمُها في السَّابِعةِ.
ثُمَّ قالَ ابنُ مسعودٍ في قولِه تَعالَى: { إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } [ النجم: 16 ]، قالَ: «فَرَاشٌ من ذهَبٍ»، أي: أحاطَ بالسِّدرَةِ وغطَّاها فَرَاشاتٌ مِنَ الذَّهَبِ، أو إنَّ الفَراشَ أحالَ بينَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبينَ الشَّجرَةِ.
وأخبَرَ ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عند بُلوغِه سِدرَةَ المُنتهى، أُعطيَ ثلاثةَ أمورٍ؛ أوَّلُها أنَّه فُرِضَت عليه الصَّلواتُ الخَمسُ، وكانت خَمسينَ، وخفَّفَها اللهُ تَعالَى إلى خَمسٍ في العَمَلِ، وجَعَلَها خَمسينَ في الأجرِ.
والأمرُ الثَّاني أنَّه أُعطيَ خَواتيمَ سُورةِ البقَرَةِ، أي: أواخِرَ آياتِها، وهذا بَيانٌ لفضلِها، وثَبَتَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا أنَّ خَواتيمَ البقرَةِ قد نَزَلت والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الأرضِ؛ ففي صَحيحِ مُسلمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: «بيْنَما جِبريلُ قاعِدٌ عندَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقيضًا من فوقِه، فرَفَعَ رأْسَه، فقالَ: هذا بابٌ مِنَ السَّماءِ فُتِحَ اليومَ، لم يُفْتَحْ قطُّ إلَّا اليومَ، فنزَلَ منه مَلَكٌ، فقالَ: هذا مَلَكٌ نزَل إلى الأرْضِ لم يَنزِلْ قطُّ إلَّا اليومَ، فسَلَّمَ، وقالَ: يا مُحَمَّدُ، أَبشِرْ بنُورَينِ أُوتيتَهما لم يُؤتَهما نَبيٌّ: فاتحةِ الكِتابِ، وخَواتيمِ سُورةِ البَقرةِ، لنْ تَقرَأَ حرْفًا مِنها إلَّا أُوتيتَه»، وكأنَّ المُرادَ بأنَّه أُعطيَ: أنَّه قرَّرَ له إعطاءَه إيَّاها في رحلةِ المِعراجِ، وأنَّها ستَنزِلُ عليه، وإلَّا فالآيَتانِ مَدنيَّتانِ.
والأمرُ الثَّالِثُ أنَّ اللهَ سُبحانَه يَغفرُ المُقحِماتِ لمَن يَموتُ من أمَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُوحِّدًا لله عزَّ وجلَّ ولم يُشرِك به شيئًا، والمُقحِماتُ هي الذُّنوبُ العِظامُ الكبائرُ التي تُهلِكُ أصحابَها، وتُورِدُهمُ النَّارَ، وتُقحِمُهم إيَّاها، وقد ثبَتَ منَ الأدلَّةِ أنَّ مَن ماتَ وقدِ ارتكَبَ بعضَ كبائرِ الذُّنوبِ دُونَ التَّوبةِ منها؛ فإنَّه يُحاسَبُ عليها، ولكِنَّه لا يُخَلَّدُ بها في النَّارِ، بخلافِ المُشرِكينَ، فليسَ المُرادُ أنَّه لا يُعذَّبُ أصلًا، وقيلَ: المُرادُ بالأمَّةِ هنا بعضُهم، فيَغفِرُ اللهُ تَعالَى لبعضِ الأمَّةِ جَميعَ ذُنوبِهم، صغائرِها وكبائرِها ما عدا الشِّركَ؛ لقولِه عزَّ وجلَّ: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ النساء: 48 ]، فمَن ماتَ دونَ تَوبةٍ منَ الكبائرِ فهو واقعٌ تحتَ المَشيئةِ: إمَّا أن يُعذِّبَه اللهُ بها، وإمَّا أن يَغفِرَها له.
وفي الحديثِ: بيانُ وصفِ سِدرةِ المُنتهى.
وفيه: بيانُ ما أكرَمَ اللهُ تَعالَى به نبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: بيانُ فضلِ الصَّلوات الخمسِ، حيثُ فُرِضت في المَحلِّ الأعلى، خِلافَ سائرِ الفَرائضِ.
وفيه: بيانُ ما أكرَمَ اللهُ تَعالَى به هذه الأمَّةَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
إتحاف الخيرة المهرةأن أباه قرأ إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه الآية
تخريج المحلىمن ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض
إتحاف الخيرة المهرةلا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يؤذي المؤمن والله يكره أذى
فتاوى نور على الدرب لابن بازمن سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن
إتحاف الخيرة المهرةقال ابن مسعود رضي الله عنه مثل الجليس الصالح كمثل صاحب
حاشية بلوغ المرام لابن بازليس للولي مع الثيب أمر واليتيمة تستأمر
فتح الغفاركان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه
المتجر الرابحإسباغ الوضوء في المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل
الضياء اللامعما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال وأنه ما
حاشية بلوغ المرام لابن بازإن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث
جامع المسانيد والسننتابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير
فتح الغفارأن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب