حديث الله ورسوله أعلم قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا

أحاديث نبوية | الرسائل الشخصية لابن عبد الوهاب | حديث معاذ بن جبل

«كنتُ رَدِيفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ، فقال لي: يا مُعاذُ، أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ، وما حَقُّ العِبادِ على اللهِ؟ قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: حَقُّ اللهِ على العِبادِ أن يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شَيئًا، وحَقُّ العِبادِ على اللهِ ألَّا يُعَذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به شيئًا»

الرسائل الشخصية لابن عبد الوهاب
معاذ بن جبل
محمد ابن عبد الوهاب
[ثابت]

الرسائل الشخصية لابن عبد الوهاب - رقم الحديث أو الصفحة: 46 - أخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30) باختلاف يسير

شرح حديث كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بيْنَا أنَا رَدِيفُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليسَ بَيْنِي وبيْنَهُ إلَّا أخِرَةُ الرَّحْلِ، فَقالَ: يا مُعَاذُ بنَ جَبَلٍ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعَاذُ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعَاذُ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولَا يُشْرِكُوا به شيئًا، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثُمَّ قالَ: يا مُعَاذُ بنَ جَبَلٍ، قُلتُ: لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، فَقالَ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبَادِ علَى اللَّهِ إذَا فَعَلُوهُ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: حَقُّ العِبَادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5967 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 5967 )، ومسلم ( 30 )



الطريقُ لنجاةِ العَبدِ في الدُّنيا والآخرةِ يبدَأُ وينتهي بإفرادِ اللهِ عزَّ وجَلَّ بالعبادةِ وَحْدَه، ونَبْذِ وتَرْكِ كُلِّ ما سواه عزَّ وجَلَّ في عُلاه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان رَدِيفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا، والرَّدِيفُ: هو الرَّاكبُ خلْفَ الرَّاكبِ بإذنِه، وهذا مِن تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فإنَّ إردافَ الإمامِ والشَّريفِ لمَن هو دُونَه ورُكوبَه معه: مِنَ التَّواضُعِ وتَرْكِ التَّكبُّرِ، وفي روايةٍ أُخرى في الصَّحيحَين بيَّنَت أنَّهم كانوا على حماٍر، وكان اسمُه عفيرًا، ويذكُرُ مُعاذٌ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه لم يكُنْ بينه وبين النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ، والرَّحْلُ للبَعِير كالسَّرْجِ للفَرَس، وآخِرَتُه: هي العُودُ الذي يُجعَلُ خلْفَ الرَّاكِبِ يَستَنِدُ إليه، وفائدةُ ذِكرِه المُبالَغةُ في شِدَّةِ قُربِه؛ ليكونَ أوقعَ في نفْسِ سامِعِه أنَّه ضَبَط ما رواهُ.
فَنادى عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يا مُعَاذُ» ثَلاثَ مرَّاتٍ، وفي كلِّ مَرَّةٍ يَرُدُّ مُعَاذٌ رضِي اللهُ عنه عليه: «لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ»، أي: أُجِيبكَ يا رَسولَ اللهِ إجابةً لكَ بعْدَ إجابةٍ، أَوْ أَقمْتُ على طاعَتِكَ إقامَةً بعْدَ إقامةٍ، وطَلَبتُ السَّعادةَ لإجابَتِكَ في كلِّ مرَّةٍ في الأُولَى والآخِرةِ، وهذا يَعني أنَّه مُجيبٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومُؤكِّدٌ له على حُسنِ طاعتِه فيما يَأمُرُ بهِ، فلمَّا أحسَنَ مُعاذٌ رَضيَ اللهُ عنه الإجابةَ وأصْغى السَّمعَ، سَأَله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائلًا: «هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى عِبَادِهِ؟» أي: هلْ تَعلَمُ ما يَجِبُ للهِ على عِبادِه، وما يَستحِقُّه منهم؟ فقال مُعاذٌ: «اللهُ ورسولُه أعلَمُ»، وهذا مِن حُسنِ الأدبِ، وعدَمِ التَّقدُّمِ على اللهِ ورَسولِه، فبَيَّنَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ حَقَّ اللهِ على عِبادِه: أنْ يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا.
والمُرادُ بالعِبادةِ: عمَلُ الطَّاعاتِ واجتِنابُ المعاصِي، وهي اسمٌ جامعٌ لكُلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويَرضاهُ مِن الأقوالِ والأفعالِ.
وعطَفَ على العِبادةِ عدَمَ الشِّركِ بِه سُبحانَه؛ لأنَّه تَمامُ التَّوحيدِ.
وقيل: الحِكمةُ في ذلِك: أنَّ بعضَ الكفَرةِ كانوا يَدَّعون أنَّهم يَعبُدون اللهَ، ولَكِنَّهم كانوا يَعبُدون معه آلهةً أُخرَى، فاشتُرِطَ نَفْيُ ذلك، وأنْ تكونَ عِبادتُهم للهِ وحْدَه؛ لأنَّه تعالَى هو الخالِقُ الرَّزَّاقُ، النَّافعُ، الدَّافعُ عن عِبادِه الآفاتِ والمُؤذِياتِ، فإذا كان كذلك وجَبَ عليهم أنْ يُوَحِّدوه ويُخْلِصوا له الطَّاعةَ دونَ مَن سِواه؛ فهذا هو حقُّ اللهِ تعالَى على عِبادِه.
وسار صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُدَّةً من الزَّمَنِ، ثُمَّ قالَ: يا مُعَاذُ بنَ جَبَلٍ، فقال مُعاذٌ رضِيَ اللهُ عنه بأَدَبِه الجُمِّ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لَبَّيْكَ رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ»، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «هلْ تَدْرِي ما حَقُّ العِبَادِ علَى اللَّهِ إذَا فَعَلُوهُ؟» أي: أيُّ شَيءٍ حَقيقٌ وجَديرٌ ولائقٌ أنْ يَفعَلَ اللهُ تعالَى بعِبادِه إنْ هُم أدَّوْا حقَّه؟ فقال معاذٌ رضِيَ اللهُ عنه: «اللهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ»، ففوَّض العِلمَ لله ورسولِه كما فعل قبل ذلك، فذكَرَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ حَقَّ العِبادِ على اللهِ إذا فَعَلوا ذلك: ألَّا يُعذِّبَهم.
ويَستلزِمُ ذلك حُصولَ ما وعَدَهم به مِنَ الثَّوابِ والجَزاءِ، وهذا بشَرْطِ الإتيانِ بأَوامِرِه، والانتِهاءِ عن مَناهِيه؛ فإنَّ كلَّ ذلك مِن عِبادتِه، وقدْ حَقَّ ذلك الجَزاءُ ووجَبَ بحُكمِ وعْدِ اللهِ الصِّدقِ، وقَولِه الحقِّ الَّذي لا يَجوزُ عليه الكذِبُ في الخبرِ، ولا الخُلفُ في الوَعدِ؛ فاللهُ سُبحانَه وتعالَى لا يَجِبُ عليه شَيءٌ بحُكمِ الأمْرِ؛ إذ لا آمِرَ فَوْقَه سُبحانه.
وفي الحَديثِ: تَكرارُ المُعلِّمِ أو الواعِظِ النِّداءَ؛ لتأكيدِ الاهتمامِ بما يُخبِرُ به، وليَكْمُلَ تَنبُّهُ المُتعلِّم فيما يَسمَعُه.
وفيه: أنَّ مَن ماتَ على التَّوحيدِ دخَلَ الجنَّةَ قطْعًا.
وفيه: مَنزلةُ مُعاذِ بنِ جَبلٍ رَضيَ اللهُ عنه، وأدَبُه مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقُربُه منه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الرسائل الشخصية لابن عبد الوهابلما بعث معاذا إلى اليمن قال له إنك تأتي قوما من أهل الكتاب
الرسائل الشخصية لابن عبد الوهابذكرت له كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور قال أولئك إذا
الضياء اللامعأن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية
مذكرة الأصولأنه صلى الله عليه وسلم استسلف بكرا ورد رباعيا وقال إن خير الناس
الضياء اللامعلا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن
فتح الغفارمن نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره
حاشية بلوغ المرام لابن بازأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق
حاشية بلوغ المرام لابن بازلا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان
حاشية بلوغ المرام لابن بازلا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما
حاشية بلوغ المرام لابن بازتابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد
حاشية بلوغ المرام لابن بازتابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد
الضياء اللامعأيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب