حديث إنها طيبة تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد

أحاديث نبوية | صحيح الجامع | حديث زيد بن ثابت

«إنَّها طَيْبَةُ ، تَنفي الرِّجالَ كما تَنفي النَّارُ خَبثَ الحديدِ»

صحيح الجامع
زيد بن ثابت
الألباني
صحيح

صحيح الجامع - رقم الحديث أو الصفحة: 2434 -

شرح حديث إنها طيبة تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا خَرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أُحُدٍ، رَجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ خَرَجَ معهُ، وكانَ أصْحَابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً تَقُولُ: نُقَاتِلُهُمْ، وفِرْقَةً تَقُولُ: لا نُقَاتِلُهُمْ، فَنَزَلَتْ { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا } [ النساء: 88 ]، وقالَ: إنَّهَا طَيْبَةُ، تَنْفِي الذُّنُوبَ كما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الفِضَّةِ.
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4050 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الشَّدائدُ تُظِهرُ مَعادنَ الرِّجالِ، وتُميِّزُ الصَّادقَ مِنَ الكاذِبِ، والطَّيِّبَ مِن الخَبيثِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي زَيدُ بنُ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى غَزْوةِ أُحُدٍ سَنةَ ثلاثٍ مِن الهِجْرةِ، بعْدَما اسْتَشارَ النَّاسَ في الخُروجِ، فأشارَ الصَّحابةُ -لا سيَّما مَن لم يَحْضُروا غَزْوةَ بَدرٍ- بالخُروجِ لمُلاقاةِ العَدوِّ خارجَ المَدينةِ، وأشارَ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ رَأسُ المُنافِقينَ بالبَقاءِ في المَدينةِ والقِتالِ فيها، وقولُه لَيس نُصحًا؛ بل حتَّى يَستَطيعَ التَّهرُّبَ أثْناءَ القِتالِ، فلمَّا أخَذ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَأيِ مَن قالوا بالخُروجِ، تحيَّنَ ابنُ سَلولَ فُرْصةً أثْناءَ مَسيرِ الجَيشِ، ثمَّ رجَع بمَن معَه مِن المُنافِقينَ، وكانوا حَوالَيْ ثَلاثَ مئةٍ، بما يُعادِلُ ثُلثَ الجَيشِ تَقْريبًا، زاعمًا أنَّ سَببَ رُجوعِه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَأخُذْ برأيِه.

فلمَّا فَعَلوا ذلك، كان مَوقِفُ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن هؤلاء الرَّاجِعينَ فِرقَتَينِ؛ فِرقةٌ منَ الصَّحابةِ تقولُ: نُقاتِلُهم المُنافِقينَ الرَّاجِعينَ، وفِرقةٌ تقولُ: لا نَقاتِلُهم؛ لأنَّهم مُسلِمونَ، فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ قولَه: { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا } [ النساء: 88 ]، مُنكِرًا عليهم اختِلافَهم إلى فِرقَتَينِ في قَتلِ مَن أركَسَهمُ اللهُ، أي: أوقَعَهم في الخَطأِ، وأضلَّهم، ورَدَّهم إلى الكُفرِ بعْدَ الإيمانِ، والمَعنى: ما لكمُ اختَلَفْتم في شَأنِ قومٍ نافَقوا نِفاقًا ظاهِرًا، وتَفرَّقْتم فيه فِرقَتَينِ؟! وما لكم لم تُثبِتوا القولَ في كُفرِهم، واللهُ أضَلَّهم بسبَبِ عِصْيانِهم، ومُخالَفَتِهمُ الرَّسولَ، واتِّباعِهمُ الباطلَ؟!
وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّهَا طَيْبَةُ، تَنْفِي الذُّنُوبَ كما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الفِضَّةِ»، يَعني أنَّ المَدينةَ تُميِّزُ أصْحابَ الذُّنوبَ، وتُظهِرُ شِرارَ الرِّجالِ مِن خِيارِهم، كما تُميِّزُ النَّارُ وسَخَ الفضَّةِ، وتُبْقي الطَّيِّبَ خالصًا نَقيًّا، أنْقَى وأجوَدَ ممَّا كان، وكذلك المَدينةُ.
وقدْ ختَم اللهُ أنَّهم لا يُجاوِرونَه فيها إلَّا قَليلًا، فنَفَتْهمُ المَدينةُ بعْدَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لخَوفِهمُ القَتلَ؛ قال اللهُ تعالَى: { مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا } [ الأحزاب: 61 ]، فلم يَأمَنوا فخرَجوا، فصحَّ بذلك أنَّ المَدينةَ تَنْفي خَبَثَها، لكنْ ليس ذلك ضَرْبةً واحدةً؛ بلِ الشَّيءَ بعْدَ الشَّيءِ، حتَّى لا يَبْقَى مِن أهْلِها الطيِّبونَ النَّاصِعونَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعإنها ليست بدواء و لكنها داء يعني الخمر
صحيح الجامعإنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم و الطوافات يعني الهرة
تفسير القرآن العظيمعن ابن عباس قال الكوثر نهر في الجنة حافتاه ذهب وفضة يجري
صحيح الترغيبهذه ثم ظهور الحصر قال وكن كلهن يحججن إلا زينب
صحيح الترغيبهذه ثم ظهور الحصر
هداية الرواةعن أم مالك البهزية أنها قالت ذكر رسول الله صلى الله
مسند أحمد تحقيق شاكرعن ابن عباس أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقمت
مسند أحمد تحقيق شاكرعن ابن عمر أنه كان لا يدع الحج والعمرة وإن عبد الله بن
صحيح الجامعلا يموت فيكم ميت مادمت بين أظهركم إلا آذنتموني به
صحيح الجامعإن الله يحدث من أمره ما يشاء و إن الله قد أحدث
تفسير القرآن العظيمإن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل من هم
سير أعلام النبلاءأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يعني لجد سعيد بن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب