حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط ثمامة بن أثال في المسجد وهو

أحاديث نبوية | أحكام القرآن لابن العربي | حديث -

«أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ربطَ ثُمامةَ بنَ أثالٍ في المسجدِ وهوَ مُشْرِكٌ»

أحكام القرآن لابن العربي
-
ابن العربي
قال علماؤنا : هذا الحديث صحيح

أحكام القرآن لابن العربي - رقم الحديث أو الصفحة: 2/469 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط ثمامة بن أثال في المسجد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بَعَثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ برَجُلٍ مِن بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ له: ثُمَامَةُ بنُ أُثَالٍ، فَرَبَطُوهُ بسَارِيَةٍ مِن سَوَارِي المَسْجِدِ، فَخَرَجَ إلَيْهِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: عِندِي خَيْرٌ يا مُحَمَّدُ؛ إنْ تَقْتُلْنِي تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ علَى شَاكِرٍ، وإنْ كُنْتَ تُرِيدُ المَالَ فَسَلْ منه ما شِئْتَ، فَتُرِكَ حتَّى كانَ الغَدُ، ثُمَّ قَالَ له: ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ قَالَ: ما قُلتُ لَكَ: إنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ علَى شَاكِرٍ، فَتَرَكَهُ حتَّى كانَ بَعْدَ الغَدِ، فَقَالَ: ما عِنْدَكَ يا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: عِندِي ما قُلتُ لَكَ، فَقَالَ: أطْلِقُوا ثُمَامَةَ.
فَانْطَلَقَ إلى نَجْلٍ قَرِيبٍ مِنَ المَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَقَالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، يا مُحَمَّدُ، واللَّهِ ما كانَ علَى الأرْضِ وجْهٌ أبْغَضَ إلَيَّ مِن وجْهِكَ، فقَدْ أصْبَحَ وجْهُكَ أحَبَّ الوُجُوهِ إلَيَّ، واللَّهِ ما كانَ مِن دِينٍ أبْغَضَ إلَيَّ مِن دِينِكَ، فأصْبَحَ دِينُكَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيَّ، واللَّهِ ما كانَ مِن بَلَدٍ أبْغَضُ إلَيَّ مِن بَلَدِكَ، فأصْبَحَ بَلَدُكَ أحَبَّ البِلَادِ إلَيَّ، وإنَّ خَيْلَكَ أخَذَتْنِي وأَنَا أُرِيدُ العُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَمَرَهُ أنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ له قَائِلٌ: صَبَوْتَ! قَالَ: لَا، ولَكِنْ أسْلَمْتُ مع مُحَمَّدٍ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَا واللَّهِ، لا يَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4372 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



حَثَّ الشَّرعُ على العَفوِ عندَ المَقْدِرةِ، والإحْسانِ إلى النَّاسِ؛ لأنَّهما يُوصِلانِ إلى كَسبِ القُلوبِ، ولأنَّ لهذا العَفوِ والإحسانِ بالِغَ الأثَرِ في نفْسِ مَن نَدْعوه.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرسَلَ فُرْسانًا إلى ناحيةِ نَجْدٍ، وهي الأرضُ المرتفعةُ مِن تِهامةَ إلى العراقِ، وكان ذلك بقِيادةِ محمَّدِ بنِ مَسْلَمةَ رَضيَ اللهُ عنه في العاشرِ مِن مُحرَّمٍ سَنةَ سِتٍّ مِن الهجرةِ؛ ليُقاتِلوا أحياءَ بَني بكْرٍ الذين منْهم بَنو حَنيفةَ، فأغاروا عليهمْ، وهَزَمُوهم، وأسَروا رَجلًا مِن بَني حَنيفةَ -قَبيلةٌ كَبيرةٌ مَشهورةٌ، يَنزِلون اليَمامةَ بيْن مكَّةَ واليمَنِ- يُقالُ له: ثُمامةُ بنُ أُثالٍ، فرَبَطوه بساريةٍ -وهي الأُسْطوانةُ والعَمودُ- مِن سَواري المَسجِدِ النَّبويِّ، فخرَجَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: «ما عندَكَ يا ثُمامةُ؟» يَعني: أيُّ شَيءٍ عِندَكَ؟ أو ما الَّذي تَظُنُّه أنِّي فاعلٌ بكَ؟ فقال ثُمامةُ: «عِندي خَيرٌ يا مُحمَّدُ»، يَعني: لسْتَ أنتَ ممَّن يَظلِمونَ النَّاسَ؛ بلْ أنتَ ممَّن يَعْفو ويُحسِنُ، وإنْ تَقتُلْني تَقتُلْ ذا دَمٍ، أي: صاحبَ دَمٍ، يَعني: إنْ قَتَلْتَني فأنا مَطلوبٌ بدَمٍ أستحِقُّ عليه القَتلَ؛ فلا عَيبَ عليكَ في قَتْلي، أو المرادُ أنَّه صاحبُ دَمٍ غالٍ وشَريفٍ لرياسَتِه وفَضلِه، وفي قَتْلِه بُلوغٌ للثَّأرِ وشِفاءٌ للقَلبِ، وإنْ تُنعِمْ وتُحسِنْ بالمَنِّ بلا فِداءٍ تُنعِمْ على شاكرٍ؛ لأنَّكَ تُنعِمُ على كَريمٍ حافظٍ للمَعْروفِ، ولا يَنْسى الجَميلَ، وإنْ كُنتَ تُريدُ المالَ لأفْتَديَ به نَفْسي، فاطلُبْ مِن المالِ ما تَشاءُ؛ فسوف تُعْطاه.

فترَكَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى اليومِ التَّالي على حالِه مَرْبوطًا في السَّاريةِ، فأعادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُؤالَه الأوَّلَ، فأجابَه ثُمامةُ قائلًا: ما قُلتُ لكَ -يعني: نفْسَ جَوابِ الأمسِ-: «إنْ تُنعِمْ تُنعِمْ على شاكِرٍ»، فقدَّمَ ثُمامةُ أوَّلَ يومٍ أشقَّ الأمرَينِ عليه، وهو القَتلُ «إنْ تَقتُلْني تَقتُلْ ذا دَمٍ»؛ وذلك لمَا رَأى مِن غَضَبِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اليَومِ الأوَّلِ، فلمَّا رَأى أنَّه لم يَقتُلْه رَجا أنْ يُنعِمَ عليه، فقَدَّمه في اليومِ الثَّاني، فترَكَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى كان اليَومُ الثَّالثُ، فأعادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُؤالَه، وأعاد ثُمامةُ رَضيَ اللهُ عنه نفْسَ الجوابِ، وفي رِوايةِ مُسلمٍ أنَّ ثُمامةَ رَضيَ اللهُ عنه كان يُجِيبُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اليومِ الثَّاني والثَّالثِ بالجُملةِ كاملةً دونَ نقْصٍ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه رَضيَ اللهُ عنهم: «أطْلِقوا ثُمامةَ»، أي: فُكُّوه واتْرُكوه.
ففَكُّوه، فذهَبَ ثُمامةُ إلى «نجْلٍ» بالجيمِ، وهو الماءُ النَّابعُ مِن الأرضِ، وفي رِوايةٍ في الصَّحيحينِ: «نَخْلٍ» قَريبٍ مِنَ المَسجِدِ فيه ماءٌ، فاغتَسَلَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ، فقال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، يا مُحمَّدُ، واللهِ ما كان على الأرضِ وَجهٌ أبغَضَ إليَّ مِن وَجهِكَ، فقدْ أصبحَ وَجهُكَ أحبَّ الوُجوهِ إليَّ، واللهِ ما كان مِن دِينٍ أبغَضَ إليَّ مِن دينِكَ، فأصبَحَ دينُكَ أحبَّ دِينٍ إلَيَّ، واللهِ ما كان مِن بَلدٍ أبغَضَ إلَيَّ مِن بَلدِكَ، فأصبَحَ بَلدُكَ أحبَّ البِلادِ إلَيَّ، وهذا إخبارٌ مِن ثُمامةَ رَضيَ اللهُ عنه لحالتِه التي كان عليها بعْدَ هِدايةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ له إلى الإسلامِ؛ فقدِ انقلَبَت العَداوةُ إلى الصَّداقةِ، والبُغضُ إلى المحبَّةِ، سُبحانَ مَن بيَدِه قُلوبُ عِبادِه، يُصرِّفُها كيف يَشاءُ! ثمَّ أخبَرَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه أُسِرَ وهو في طَريقِه إلى مكَّةَ ليَعتَمِرَ، فبَشَّرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بخَيرَي الدُّنيا والآخرةِ، أو بمحْوِ ذُنوبِه وتَبعاتِه السَّابقةِ؛ فالإسلامُ يَهْدِمُ ما كان قبْلَه، وأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَعتمِرَ.
فلمَّا جاءَ إلى مكَّةَ، قال له قائلٌ: صَبوْتَ! يَعني: تَركْتَ دِينَكَ ومِلَّتَكَ، وخرَجْتَ مِن الحقِّ إلى الباطلِ! -على زَعْمِهم- فقال ثُمامةُ: لا، ولكنْ أسلَمْتُ معَ مُحمَّدٍ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوافَقْتُه واتَّبَعْتُه على دينِ الحقِّ؛ فصِرْنا مُتَصاحِبَينِ في الإسْلامِ.
ثمَّ أقسَمَ ثُمامةُ باللهِ لِمُشركي قُريشٍ أنَّه لنْ تَأتيَهم حَبَّةُ قَمحٍ حتَّى يَأذَنَ ويَأمُرَ فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تُرسَلَ إليهم.
وفي الحَديثِ: الإحْسانُ إلى مَن يَستَحِقُّه، وأنَّه يُليِّنُ القُلوبَ المُغْلَقةَ، والإحْسانُ إلى الأَسْرى، والعَفوُ عنهم، والرِّفقُ بمَن يُحَسُّ إسْلامُه منهم، وإطْلاقُه.
وفيه: رَبطُ الأسيرِ في المَسجِدِ وإنْ كان كافرًا، خُصوصًا إذا كان ذلك لغرَضٍ نافعٍ، كسَماعِ قُرآنٍ، أو عِلمٍ، ورَجاءِ إسْلامِه، ونَحوِ ذلك منَ المَصالِحِ.
وفيه: مَعرِفةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَعادِنِ الرِّجالِ، ووَضْعُه الإحْسانَ في مَوضِعِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةثكلتك أمك يا معاذ بن جبل وهل يكب الناس على
السلسلة الصحيحةإنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب
السلسلة الصحيحةإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين
صحيح الجامعحرم على عينين أن تنالهما النار عين بكت من خشية الله
مختصر الشمائلكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع قال و سم
مختصر الشمائلخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه فدخل على امرأة
السلسلة الصحيحةكلوا جميعا و لا تتفرقوا فإن طعام الواحد يكفي الاثنين و
السلسلة الصحيحةيأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله بيده الأخرى تشخب
هداية الرواةيكون قوم في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يجدون
الإصابة في تمييز الصحابةعن أنس قال دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة في
مختصر الشمائلنهى رسول الله عن الترجل إلا غبا
التمهيدعن جابر بن عبد الله أنه قال نحرنا مع رسول الله صلى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب