حديث غيرتم والله فقال أبا سعيد قد ذهب ما تعلم فقلت ما أعلم

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو سعيد الخدري

«كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شَيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ. قالَ أبو سَعِيدٍ: فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ علَى ذلكَ حتَّى خَرَجْتُ مع مَرْوَانَ - وهو أمِيرُ المَدِينَةِ - في أضْحًى أوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أتَيْنَا المُصَلَّى إذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بنُ الصَّلْتِ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ، فَجَبَذْتُ بثَوْبِهِ، فَجَبَذَنِي، فَارْتَفَعَ، فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقُلتُ له: غَيَّرْتُمْ واللَّهِ، فَقالَ أبَا سَعِيدٍ: قدْ ذَهَبَ ما تَعْلَمُ، فَقُلتُ: ما أعْلَمُ واللَّهِ خَيْرٌ ممَّا لا أعْلَمُ، فَقالَ: إنَّ النَّاسَ لَمْ يَكونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ.»

صحيح البخاري
أبو سعيد الخدري
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 956 -

شرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آمِرينَ بالمعروفِ، ناهينَ عن المُنكَرِ، أقوياءَ في الحقِّ، يَقولونَه ولا يَخافون في اللهِ لَومةَ لائمٍ.
وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضيَ اللهُ عنه هَدْيَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاةِ العيدينِ، وأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَخرُجُ يومَ الفِطرِ والأضحى إلى المُصلَّى، وهو المكانُ الفضاءُ الواسعُ، وهو مَوضعٌ مَعروفٌ بالمدينةِ، بيْنَه وبيْن بابِ المسجدِ ألْفُ ذِراعٍ، وأنَّ أوَّلَ شَيءٍ كان يَبدَأُ به الصَّلاةُ، ثمَّ يَتوجَّهُ إلى النَّاسِ فيَقِفُ قِبَلَ وُجوهِهم، والنَّاسُ جُلوسٌ في أماكنِهم، فيَخطُبُ فيهم، ويعِظُهم، ويُوصِّيهم، ويَأمُرُهم، وإنْ كان يُريدُ أن «يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ»، أي: يُرسِلَ جَيشًا، أو طائفةً مِن الجيشِ إلى جِهةٍ مِن الجِهاتِ، أرْسَلَه.
ثمَّ ذكَرَ أبو سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّاسَ ظَلُّوا على ذلك الهَدْيِ حتَّى استَعمَلَ مُعاويةُ رَضيَ اللهُ عنه مَرْوانَ بنَ الحكَمِ واليًا على المدينةِ، ولَمَّا جاء عِيدُ الأضحى أو الفِطرِ، خرَجَ أبو سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه مع مَرْوانَ إلى المُصلَّى، فرَأى مِنبرًا قد بَناهُ التَّابعيُّ كَثِيرُ بنُ الصَّلْتِ الكِنديُّ، وإذا مَرْوانُ يُريدُ أنْ يَصعَدَ المِنبرَ ليَخطُبَ قبْلَ أنْ يُصلِّيَ، فما كان مِن أبي سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه إلَّا أنْ شَدَّهُ مِن ثَوبِه بقُوَّةٍ، مُحاولًا مَنْعَه من ذلك، إلَّا أنَّ مَرْوانَ لم يَستجِبْ لأبي سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه، ومَضى في الخُطبةِ قبْلَ الصَّلاةِ، فأغلَظَ له أبو سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه القولَ؛ لأنَّه بذلك قد غيَّر السُّنَّةَ، وأقسَمَ أبو سَعيدٍ أنَّ الذي يَعلَمُه خَيرٌ؛ لأنَّه هو طَريقُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكيف يكونُ غيرُه خَيرًا منه؟! فزَعَمَ مَرْوانُ أنَّ فِعلَه ذلك؛ لأنَّ الحالَ قد تغيَّرَ، وأنَّ النَّاسَ لا يَجلِسون لسَماعِ خُطبتِه بعْدَ الصَّلاةِ، فجَعَلها قبْلَ الصَّلاةِ حتَّى يُلزِمَهم بسَماعِها، وهذا يُشعِرُ بأنَّ مَرْوانَ فَعَلَ ذلك باجتهادٍ منه، وأنَّه حَمَلَ فِعلَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبَدْءِ بالصَّلاةِ أوَّلًا، ثمَّ الخُطبةِ؛ على الأَولويَّةِ، واعتَذَرَ عن تَرْكِ الأَولى بما ذَكَرَه مِن تَغيُّرِ حالِ الناسِ، فرَأى أنَّ المُحافَظةَ على أصْلِ السُّنةِ -وهو إسماعُ الخُطبةِ- أَولى مِن المُحافَظةِ على هَيئةٍ فيها ليست مِن شَرْطِها، بيْنما حمَلَ أبو سَعيدٍ فِعلَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تَرتيبِ الصَّلاةِ أوَّلًا ثُمَّ الخُطبةِ على التَّعيينِ، وأنَّه مع ذلك لم يَترُكِ الصَّلاةَ ولا سَماعَ الخُطبةِ.
وفي الحديثِ: أنَّ صَلاةَ العيدِ تكونُ في أرضٍ فَضاءٍ، وليس في المسجدِ إلَّا لضَرورةٍ.
وفيه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَخطُبُ في المُصلَّى في العِيدَينِ وهو واقفٌ.
وفيه: الأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المُنكَر، وإنْ كان المُنكَرُ عليه واليًا.
وفيه: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ المِنبَرِ لخُطبةِ العيدِ.
وفيه: بَيانُ كَيفيَّةِ وُقوفِ الخَطيبِ، وأنَّه يكونُ مُواجِهًا للنَّاسِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ حَلِفِ الإنسانِ على صِدقِ ما يُخبِرُ به.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر
صحيح البخاريمن صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فإنه
صحيح ابن حبانعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في يوم عيد أول
صحيح ابن حبانكنا عند سارية المسجد فلو كنت ثم لأخبرتكم بموضعها قال خطبنا رسول الله
صحيح ابن حبانخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة ثم قال
صحيح الجامعمن صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك
صحيح الجامعإن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع
صحيح البخاريإن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن
صحيح البخاريخطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال إن أول ما نبدأ
صحيح البخاريسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال إن أول ما نبدأ به
صحيح البخاريصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال من صلى صلاتنا
صحيح مسلممن صلى صلاتنا ووجه قبلتنا ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يصلي فقال خالي


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب