حديث ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث شقيق بن سلمة

«دَخَلَ أبو مُوسَى وأَبُو مَسْعُودٍ علَى عَمَّارٍ، حَيْثُ بَعَثَهُ عَلِيٌّ إلى أهْلِ الكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ، فَقالَا: ما رَأَيْنَاكَ أتَيْتَ أمْرًا أكْرَهَ عِنْدَنَا مِن إسْرَاعِكَ في هذا الأمْرِ مُنْذُ أسْلَمْتَ؟ فَقالَ عَمَّارٌ: ما رَأَيْتُ مِنْكُما مُنْذُ أسْلَمْتُما أمْرًا أكْرَهَ عِندِي مِن إبْطَائِكُما عن هذا الأمْرِ وكَسَاهُما حُلَّةً حُلَّةً، ثُمَّ رَاحُوا إلى المَسْجِدِ.»

صحيح البخاري
شقيق بن سلمة
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 7103 -

شرح حديث دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار حيث بعثه علي إلى أهل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنْتُ جَالِسًا مع أبِي مَسْعُودٍ، وأَبِي مُوسَى، وعَمَّارٍ؛ فَقالَ أبو مَسْعُودٍ: ما مِن أصْحَابِكَ أحَدٌ إلَّا لو شِئْتُ لَقُلتُ فيه غَيْرَكَ، وما رَأَيْتُ مِنْكَ شيئًا مُنْذُ صَحِبْتَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعْيَبَ عِندِي مِنَ اسْتِسْرَاعِكَ في هذا الأمْرِ، قالَ عَمَّارٌ: يا أبَا مَسْعُودٍ، وما رَأَيْتُ مِنْكَ ولَا مِن صَاحِبِكَ هذا شيئًا مُنْذُ صَحِبْتُما النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعْيَبَ عِندِي مِن إبْطَائِكُما في هذا الأمْرِ، فَقالَ أبو مَسْعُودٍ -وكانَ مُوسِرًا-: يا غُلَامُ، هَاتِ حُلَّتَيْنِ، فأعْطَى إحْدَاهُما أبَا مُوسَى، والأُخْرَى عَمَّارًا، وقالَ: رُوحَا فيه إلى الجُمُعَةِ.
الراوي : شقيق بن سلمة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7106 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم يجتَهِدون في أمورِ النَّوازِلِ التي لم يَرِدْ فيها نصٌّ واضِحٌ صَريحٌ، بحسَبِ فَهْمِهم لكتابِ اللهِ وسُنَّةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقد حدَثَت فِتنةُ مَقتَلِ الخليفةِ عُثمانَ رَضِيَ اللهُ عنه وتلاها فتنةُ وُقوعِ الاقتِتالِ بين المُسلِمين، إلَّا أنَّه ظَلَّ بينهم التناصُحُ والتواصُلُ والتواصي بالحَقِّ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابعيُّ أبو وائلٍ شَقِيقُ بنُ سَلَمَةَ أنَّه كان جالسًا مع صَحابةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أبي مَسْعودٍ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ البَدْرِيِّ الأنصاريِّ، وأبي مُوسَى عبدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ، وعَمَّارِ بنِ ياسِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهم، وفي روايةٍ أُخرى للبخاريِّ قال أبو وائلٍ: «دخل أبو موسى وأبو مسعودٍ على عَمَّارٍ، حيث بعثه عليٌّ إلى أهلِ الكُوفةِ يستَنفِرُهم»، أي: يطلُبُ منهم النُّصرةَ على قِتالِ طَلحةَ والزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنهما ومن معهما، فقال أبو مَسْعودٍ لِعَمَّارٍ: ما مِن أصحابِك ممَّن كانوا مع عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أحدٌ، إلَّا لو شِئتُ لَقُلْتُ فيه ما يَعيبُه غَيْرَك، ومُرادُه أنَّه يُجِلُّه، ولا يَرَى فيه عَيْبًا غيْرَ كونِه مُسرِعًا في هذا القِتالِ؛ لأنَّه -في رأْيِه- مِن الفِتنةِ التي ينبغي تجنُّبُها، وكذلك كان رأيُ أبي موسى حيث رأوا معًا الكَفَّ عن القتالِ؛ تمسُّكًا بالأحاديثِ الواردةِ فيه، وما في حَملِ السِّلاحِ على المسلِمِ من الوعيدِ.
فقال عَمَّارٌ رَضِيَ اللهُ عنه جَوابًا عليه: «يا أبا مَسعودٍ، وما رأيْتُ منك ولا مِن صاحبِك هذا»، أي: أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ «شيئًا» تُعابان عليه «منذُ صَحِبتُما النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعيَبَ عِندي مِن إبطائِكما في هذا الأمرِ» أي: عَدَمِ الانضمامِ إلى القِتالِ مع عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه؛ لأنَّ عَمَّارًا رَضِيَ الله عنه كان يَرَاه مِن طاعةِ الحاكِمِ الشَّرعيِّ لرَدِّ الفِتنةِ، وكان يرى في الإبطاءِ مُخالفةً للإمامِ وترْكًا لامتثالِ الأمرِ في قَولِه تعالى: { فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ } [ الحجرات: 9 ]، فكان عمَّارٌ على رأيِ عليٍّ في قتالِ الباغين والنَّاكثين، وقد جعل كُلٌّ من الطَّرَفينِ الإبطاءَ والإسراعَ عَيبًا بالنِّسبةِ لِما يعتَقِدُه.
وكان أبو مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه غَنيًّا، فنادى خادِمَه، وأمره أن يُحضِرَ حُلَّتَيْنِ، فأعطَى إحداهما أبا مُوسَى، والأُخرَى عَمَّارًا؛ لأنَّ عمَّارًا كان قد قَدِم مِن سَفَرٍ، وكان يَلبَسُ ثيابَ السَّفَرِ وهَيئةِ الحَربِ، فأراد له أن يشهَدَ الجُمُعةَ في تلك الثِّيابِ، وكَرِهَ أن يكسُوَه بحضرةِ أبي موسى ولا يكسُوَ أبا موسى، فكسا أبا موسى أيضًا، وكان لِقاؤهم يوْمَ جُمُعَةٍ، «وقال: رُوحَا فيه إلى الجُمُعَةِ» والحُلَّةُ اسمٌ لثَوْبَيْنِ ( أي: إزارٍ ورِدَاءٍ )، مِن أيِّ نوعٍ مِن الثِّيابِ كانَ.
وفي الحَديثِ: عَظيمُ ما كان عليه الصَّحابةُ رَضِيَ الله عنهم مِن التَّعَاذُرِ فيما فيه اجتهادٌ.
وفيه: أنَّ الاختلافَ لا يَلْزَمُ منه التَّباغُضُ والتَّخاصُمُ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريكنت جالسا مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار فقال أبو مسعود ما من
صحيح مسلمأن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح أبي داودسمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على
صحيح الترمذيمررت بهشام بن حكيم بن حزام وهو يقرأ سورة الفرقان فى حياة رسول
صحيح النسائيسمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها عليه وكان
صحيح النسائيسمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله
صحيح مسلمسمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها
صحيح البخاريسمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت هشام بن حكيم بن
صحيح البخاريسمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله
صحيح البخاريسمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله
صحيح البخاريسمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله
صحيح الجامعإن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب