شرح حديث يا رسول الله إنا بأرض باردة ونعالج فيها عملا شديدا وإنا
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّا بأرضٍ باردةٍ نعالجُ فيها عملًا شديدًا، وإنَّا نتَّخذُ شرابًا من هذا القمحِ نتقوَّى بِهِ على أعمالِنا وعلى بردِ بلادنا، قالَ: هل يسكرُ؟ قُلتُ: نعَم.
قالَ: فاجتنِبوهُ.
قالَ: قلتُ فإنَّ النَّاسَ غيرُ تارِكيهِ، قالَ: فإن لم يترُكوهُ فقاتلوهم
الراوي : ديلم الحميري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3683 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
كان الصَّحابةُ كثيرًا ما يَسألون النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم ويَستفتونَه في أُمورِ دينِهم ودُنياهم فيُفتِيهم ويُبيِّن لهم ما يَحتاجونَه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ دَيْلَمٌ الحِمْيَرِيُّ: "سألتُ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ"،
أي: طلبْتُ من رسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يُجيبَني عن مَسألةٍ لي، فقلتُ: "يا رسولَ
اللهِ، إنَّا بأرْضٍ بارِدَةٍ"،
أي: إنَّ هذه الأرضَ الَّتي نسكُنُ فيها جوُّها بارِدٌ، "نُعالِجُ"،
أي: نعمَلُ "فيها عمَلًا شَديدًا"،
أي: يَحتاجُ منَّا إلى قوَّةٍ لكَيْ نعمَلَ، "وإنَّا نتَّخِذُ شَرابًا"،
أي: إنَّنا نستعمِلُ من الأشرِبَةِ شَرابًا يكونُ مِن "هذا القمْحِ"؛ وهو الحِنْطةُ، "نتَقوَّى بهِ على أعْمالِنا"،
أي: يُزوِّدُنا بالنَّشاطِ والقوَّةِ على مُمارسَةِ ما نَقومُ بهِ من أعْمالٍ، ويُعينُنا "على برْدِ بِلادِنا"،
أي: أن نتَحمَّلَ البرْدَ الَّذي يكونُ في بِلادِنا، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم: "هل يُسكِرُ؟"،
أي: هل هذا المشروبُ الَّذي تتَّخذونَه يكونُ فيهِ إسْكارٌ، قال دَيْلَمٌ: قلتُ: "نعم"،
أي: أجَل يا رسولَ
اللهِ هو يسْكِرُ، فقال له النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم: "فاجتَنِبوهُ"،
أي: دَعوه ولا تقْرَبوه ما دام مُسكِرًا، قال دَيلَمٌ: قلتُ: "فإنَّ النَّاسَ غيرُ تارِكِيه"،
أي: إنَّ النَّاسَ قد تعَوَّدوا عليهِ ولن يتْرُكوه.
فقال له النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم: "فإنْ لمْ يتْرُكوه"،
أي: لمْ يَستَجيبوا لكم وامتَنَعوا عن ترْكِه بعد علْمِهم بأنَّ هذا الشَّرابَ من المُسكِراتِ "فقاتِلوهم"،
أي: عليكم بقِتالِهم حتَّى يَمتثِلوا لأمْرِ
اللهِ فيُحرِّموا ما حَرَّمَه
اللهُ ويحِلُّوا ما أحَلَّه.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم