شرح حديث قال عمرو بن العاص صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
صنعَ لنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ طعامًا فدَعانا وسَقانا منَ الخمرِ فأخذَتِ الخمرُ منَّا وحضَرتِ الصَّلاةُ فقدَّموني فقرأتُ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ونحنُ نعبدُ ما تعبدونَ فأنزلَ اللَّهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3026 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود ( 3671 )، والترمذي ( 3026 ) واللفظ له.
إنَّ مِن حِكمةِ الشَّارعِ ورَحمتِه أنَّه عَلَّم العِبادَ وبيَّن لهم ما فيه نفْعُهم وحثَّهم عليه، والأشياءَ الَّتي تُلحِقُ به ضَررًا وحذَّرهم منها، ومِن هذه الأشياءِ الَّتي تُسبِّبُ الأَضرارَ الخمرُ؛ لِما تُسبِّبه مِن مَفاسِدَ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ
اللهُ عَنه: "صنَع لنا"،
أي: طبَخ وأعَدَّ "عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ طعامًا، فدَعانا"،
أي: ووجَّه إلينا الدَّعوةَ، "وسَقانا مِن الخمرِ"،
أي: وكان ممَّا قدَّمه لنا مِن الشَّرابِ وشَرِبنا مِنه الخَمرُ، وفي روايةٍ موضِّحةٍ: أنَّه كان "قَبلَ أن تُحرَّمَ"، وهذا بيانٌ لأنَّهم إنَّما فعَلوا شيئًا حلالًا لم يُحرَّمْ بعدُ، "فأخَذَتِ الخمرُ منَّا"،
أي: أثَّرت الخمرُ في عُقولِنا وسَكِرْنا، "وحضَرَتِ الصَّلاةُ"،
أي: حان وقتُ الصَّلاةِ، فقُمْنا لنُصلِّيَ "فقدَّموني"،
أي: لأُصلِّيَ بهم إمامًا، "فقرأتُ"،
أي: في الصَّلاةِ سورةَ الكافرون، فقال فيها: "قل يا أيُّها الكافرون، لا أعبدُ ما تَعبُدون، ونحن نعبُدُ ما تَعبُدون"،
أي: خلَط في القِراءةِ، فقال قولًا يتَناقَضُ أوَّلُه مع آخرِه وهو خطَأٌ، وليس مِن القرآنِ، والأَظْهَرُ أنَّ قِراءةَ عَلِيٍّ إنَّما وقَعَتْ سَهْوًا لا قَصْدًا، وذلك بسببِ تأثيرِ الخمرِ، "فأنزَل
اللهُ" هذه الآيةَ:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ }،
أي: لا تَقوموا إلى الصَّلاةِ ولا تُؤدُّوها
{ وَأَنْتُمْ سُكَارَى }،
أي: وأنتُم في حالةِ سُكرِكم،
{ حَتَّى تَعْلَمُوا }،
أي: حتَّى تُصحُّوا وتتبيَّنوا
{ مَا تَقُولُونَ } [
النساء: 43 ]، وتَقْرَؤون في الصَّلاةِ، والسُّكْرُ هو النَّشْوةُ واللَّذَّةُ الَّتي تَعقُبُ شُربَ الخَمرِ فيَغيبُ العقلُ، فلا يكونُ هناك خُشوعٌ وتقرُّبٌ بمُناجاةِ
اللهِ تعالى، فكانتْ هذه الآيةُ قبلَ نُزولِ آيةِ تحريمِ الخمرِ، فكانوا يَتْرُكونها في وقتِ الصَّلاةِ ويَشرَبونها في غيرِ وقتِ الصَّلاةِ، إلى أن نزَل حُكمُ
اللهِ بِتَحريمِها مُطلَقًا.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم