حديث ما علمته إذ كان جاهلا ولا أطعمته إذ كان جائعا وأمره فرد

أحاديث نبوية | الإصابة في تمييز الصحابة | حديث عباد بن شرحبيل

«عن عبادِ بنِ شرحبيلٍ رجلًا منَّا من بني عسرةِ قال : أصابتنا سِنِةٌ فدخلتُ حائطًا من حيطانِ المدينةِ فأخذتُ سفيلًا فعركتُه فأكلتُه فجاء صاحبُ الحائطِ فضربني وأخذَ كسائي فأتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم فأخبرتُه فقال له : ما علَّمتَه إذ كان جاهلًا ولا أطعمتَه إذ كان جائعًا وأمره فردَّ إليه ثوبَه … وفي بعضِ طُرُقِه خرجتُ أنا وعمي إلى المدينةِ كذا …»

الإصابة في تمييز الصحابة
عباد بن شرحبيل
ابن حجر العسقلاني
إسناده صحيح

الإصابة في تمييز الصحابة - رقم الحديث أو الصفحة: 2/265 -

شرح حديث عن عباد بن شرحبيل رجلا منا من بني عسرة قال أصابتنا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قدمتُ مع عمومتي المدينةَ فدخلتُ حائطًا من حيطانها ففركتُ من سنبلِه فجاء صاحبُ الحائطِ فأخذ كسائي وضربني فأتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أستعدى عليه فأرسل إلى الرجلِ فجاؤوا به فقال ما حملك على هذا فقال : يا رسولَ اللهِ : إنه دخل حائطي فأخذ من سنبلِه .
ففركه .
فقال رسولُ اللهِ : ما علمتَه إذ كان جاهلًا، ولا أطعمَته إذ كان جائعًا، ارددْ عليه كساءَه
الراوي : عباد بن شرحبيل | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 5424 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسَنَ النَّاسِ تَعليمًا وتَربيةً، فكان يُعلِّمُ أصحابَه الأحكامَ وكيفيَّةَ تَطبيقِها، وكان يُراعي الأوقاتَ والأحوالَ عندَ وُقوعِ الخطأِ؛ حتَّى لا يُقيمَ حَدًّا في غيرِ مَوضعِه، ولا يُوقِعَ عُقوبةً في غيرِ مَحلِّها أو وقْتِها.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لبعضِ هذه المعاني، حيثُ يُخبِرُ عَبَّادُ بنُ شُرَحْبيلَ رضِيَ اللهُ عنه قال: "قدِمْتُ مع عُمومتي المدينةَ"، أي: جاؤوا إلى المدينةِ في عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان ذلك في عامِ مَجاعةٍ وقحْطٍ وقِلَّةٍ في الأزوادِ، كما بيَّنَتِ الرِّواياتُ الأُخرى، "فدخلْتُ حائطًا مِن حِيطانِها"، أي: بُستانًا ومزرعةً، "ففرَكْتُ من سُنبلِه"، أي: أخرَجَ ما فيه من الحُبوبِ ليأكُلَه، "فجاء صاحبُ الحائطِ، فأخَذَ كِسائي"، أي: أخَذَ ثوبَه نَظِيرَ ما أفسَدَه من السُّنبلِ والحُبوبِ، "وضَرَبني، فأتيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أستَعْدي عليه"، أي: أشْتَكي منه بسَببِ ضَربِه لي، وأطلُبُ النُّصرةَ، "فأرسَلَ إلى الرَّجلِ، فجاؤوا به"، أي: جاؤوا بصاحبِ البُستانِ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: "ما حمَلَك على هذا؟"، أي: ما سبَبُ أخْذِك لثَوبِه وضَربِه؟ فقال الرَّجلُ: "يا رسولَ اللهِ، إنَّه دخَلَ حائطي فأخَذَ مِن سُنبلِه، ففرَكَه"، أي: كان هذا جزاءً على تَعدِّيه، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما علَّمْتَه إذْ كان جاهِلًا، ولا أطعَمْتَه إذْ كان جائعًا"، أي: إنَّه كان جاهِلًا جائعًا؛ فاللَّائقُ بك تَعليمُه؛ أوَّلًا: أنْ تُعلِّمَه حُرمةَ مالِ الغيرِ إلَّا بإذْنِه، حتَّى يكونَ على عِلْمٍ مِن ذلك، فإذا أقدَمَ وهو عالِمٌ، استحقَّ العُقوبةَ، أو تُعلِّمَه بأنَّ له ما سقَطَ وإطعامَه بالمُسامحةِ عمَّا أخَذَ ثانيًا، وأنت ما فعلْتَ شيئًا من ذلك، وقد عذَرَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجهلِ حين حمَلَ الطَّعامِ، ولامَ صاحبَ الحائطِ؛ إذْ لم يُطْعِمْه ويَرفُقْ به إذْ كان جائعًا.
ثم قال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "ارْدُدْ عليه كِساءَه"، أي: أرجِعْه إليه؛ لأنَّه لا حَقَّ لك فيه، وفي تِمامِ الرِّوايةِ عند ابنِ ماجه قال عَبَّادُ بنُ شُرَحْبيلَ: "وأمَرَ لي رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَسْقٍ أو نصْفِ وسْقٍ"، والوسْقُ: سِتُّون صاعًا بصاعِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويُساوي تقريبًا ما بين 195 إلى 122.4 كيلوجرامًا بالأوزانِ الحديثةِ، حسَبَ اختلافِ تَقديراتِ المذاهبِ.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ الاستعداءِ وطلَبِ النُّصرةِ من الأُمراءِ على المُعتدي.
وفيه: العُذْرُ بالجَهلِ؛ لأنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سكَتَ عمَّا فعَلَه الرَّجلُ مِنْ فرْكِ السُّنبلِ، وعنَّفَ صاحبَ البُستانِ على تَقصيرِه في حَقِّه.
وفيه: الحَثُّ على إطعامِ الجائعِ وتَعليمِ الجاهلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامععليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي اللهم إني أسألك من الخير كله
صحيح الجامعرباط يوم خير من صيام شهر وقيامه
صحيح الجامعرباط يوم في سبيل الله أفضل من صيام شهر وقيامه ومن مات
صحيح الجامعالراكب يسير خلف الجنازة والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها
صحيح الجامعليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض
صحيح الجامعليبلغ شاهدكم غائبكم لا تصلوا بعد الفجر إلا سجدتين
صحيح الجامعإياي أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله تعالى إنما سخرها لكم
صحيح الجامعأيكم كانت له أرض أو نخل فلا يبعها حتى يعرضها على شريكه
صحيح الجامعأيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل
صحيح الجامعلتخرج العواتق وذوات الخدور والحيض ويشهدن الخير ودعوة المؤمنين ويعتزل
صحيح الجامعفي الكبد الحارة أجر
صحيح الجامعفي المواضح خمس خمس من الإبل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب