حديث ألا اشهدوا أن دمها هدر

أحاديث نبوية | بلوغ المرام | حديث عبدالله بن عباس

«أنَّ أَعمى كانت لَهُ أمُّ ولدَ، تَشتُمُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وتقَعُ فيهِ ، فَينهاها ، فلا تنتَهي ، فلمَّا كانَ ذاتَ ليلةٍ أخذَ المِعوَلَ ، فجعلَهُ في بَطنِها ، واتَّكأَ علَيها فَقتلَها فبلغَ ذلِكَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: ألا اشهَدوا أنَّ دمَها هدرٌ»

بلوغ المرام
عبدالله بن عباس
ابن حجر العسقلاني
رواته ثقات

بلوغ المرام - رقم الحديث أو الصفحة: 363 -

شرح حديث أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ أعمى كانتْ له أمُّ ولدٍ تشتمُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ وتقعُ فيه فيَنهاها فلا تَنتهي ويزجرُها فلا تنزجرُ .
قال : فلمَّا كانتْ ذاتَ ليلةٍ ، جعلَتْ تقعُ في النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ وتشتمُهُ أخذَ المِغولَ فوضعَهُ في بطنِها واتكأَ عليْها فقتلَها ، فوقعَ بين رجليْها طفلٌ فلطخَتْ ما هناكَ بالدمِ .
فلمَّا أصبحَ ذكرَ ذلكَ لرسولِ اللهِ – صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ - فجمعَ الناسَ فقال أنشدُ اللهَ رجلًا فعلَ ما فعلَ ، لي عليهِ حقٌّ ، إلا قام .
فقامَ الأعمى يَتخطى الناسَ ، وهو يتزلزلُ حتى قعدَ بينَ يديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! أنا صاحبُها ، كانَتْ تشتمُكَ وتقعُ فيكَ فأنَّهاها فلا تَنتهي ، وأزجرُها فلا تنزجرُ ، ولي منها ابنانِ مثلَ اللؤلؤتينِ ، وكانَتْ بي رفيقةً ، فلمَّا كانتِ البارحةَ جعلَتْ تشتمُكَ وتقعُ فيكَ ، فأخذْتُ المِغولَ فوضعْتُهُ في بطنِها واتكأتُ عليْها حتى قتلتُها ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : ألا اشهَدوا : أنَّ دمَها هدرٌ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4361 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي ( 4070 ) واللفظ له، والطبراني ( 11/351 ) ( 11984 )، والحاكم ( 8044 ) باختلاف يسير



كان الصَّحابةُ يحِبُّون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم محبَّةً شديدَةً، وكانوا يَفدونَه بأنفسِهِم وبآبائِهِم وأمَّهاتِهم، ويَبذُلونَ في سبيلِ محبَّتِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الغالِيَ والرَّخيصَ.

وفي هذا الحَديثِ يَحكي ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ أعْمَى"، أي: رجلًا أعْمى فاقِدًا للبصَرِ، "كانت له أُمُّ ولَدٍ"؛ وهي الأَمَةُ الممْلوكَةُ الَّتي ولَدَتْ له فصارَتْ يُقالُ لها: أُمُّ ولَدٍ، يَعني: تَبقى أَمَةً حتَّى يَموتَ زوجُها وتُعتَقُ بموْتِه، وكانت هذه المرأَةُ "تشْتُمُ"، أي: تسُبُّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "وتقَعُ فيهِ"، أي: تَعِيبُه وتذَمُّه، "فيَنهاها"، أي: الرَّجلُ عن ذلك، "فلا تنْتَهي"، أي: لا تَستَجيبُ لأمْرِه، "ويزْجُرُها"، أي: يَمْنعُها بقوَّةٍ، "فلا تنْزجِرُ"، أي: فلا تمتَنِعُ.
قال: "فلمَّا كانت ذاتَ ليلَةٍ"، أي: فلمَّا كانت هذه المرأَةُ في ليلةٍ من اللَّيالي، "جعَلَتْ تقَعُ"، أي: تذُمُّ وتَعيبُ في النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "وتشْتُمُه"، أي: وتسُبُّه، أخَذَ الرَّجلُ "المِغْوَلَ"؛ وهو حديدَةٌ كالسَّيفِ الصَّغيرِ، "فوضَعَه"، أي: هذا المغْوَلَ رَكَزَه "في بطْنِها واتَّكَأَ عليها"، أي: ضغَطَ عليها بالسَّيْفِ فقتَلَها، "فوقَعَ بين رِجلَيها طفْلٌ"، أي: لعلَّه كان ولدًا لها، ولكنَّه لم يمُتْ أو أنَّه لمَّا رأى الطِّفلُ أمَّهُ وقَعَ عند رِجلَيها "فلَطخَتْ"، أي: لوَّثَتْ "ما هناك"، أي: منَ الفِراشِ "بالدَّمِ، فلمَّا أصْبحَ ذُكِر ذلك لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فجمَعَ النَّاسَ"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أنْشُدُ اللهَ رجلًا"، أي: أُقسِمُ عليهِ "فعَلَ ما فعَلَ"، أي: فعَل الَّذي فعَلَه بالأمْسِ مِن قتْلِ المرْأَةِ "لي عليهِ حقٌّ"، أي: يجِبُ عليه طاعَتي، "إلَّا قامَ"، أي: يَقومُ ويعْترِفُ أنَّه القاتِلُ، "فقام الأعْمى يتخَطَّى النَّاسَ"، أي: يَخْطو، ويَمشي بين النَّاسِ، "وهو يتزلْزَلُ"، أي: يَتحرَّكُ وهو مضْطرِبٌ "حتَّى قعَدَ" الرَّجلُ "بين يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: أمامَه، فقال الرَّجلُ: "يا رسولَ اللهِ، أنا صاحِبُها"، أي: تلك المرأةِ المقتولَةِ، "كانت"، أي: هذه المرأةُ "تشْتُمُكَ وتقَعُ فيكَ"، أي: تسبُّكَ وتَعيبُك، وكنت "أنْهاها"، أي: عن فعْلِ ذلك، "فلا تنْتَهي"، أي: فلا تسْتجيبُ لي، "وأزْجُرُها فلا تنْزجِرُ"، أي: أمْنعُها بقوَّةٍ فلا تمتَنِعُ، "ولي مِنها ابنانِ مِثلُ اللُّؤْلؤتَينِ"، أي: في الجَمالِ والصَّفاءِ، "وكانت بي"، أي: هذه المرأَةُ "رفيقَةً"، أي: مُعاملَتُها لي برِفْقٍ ولُطْفٍ، "فلمَّا كانتِ البارِحةُ"، أي: فلمَّا كانَت اللَّيلةُ الماضيَةُ "جعَلَتْ تشتُمُكَ وتقَعُ فيكَ"، أي: كانت تسبُّكَ وتَذمُّكَ، "فأخذْتُ المِغْوَلَ"؛ وهو السَّيفُ الصَّغيرُ، "فوضَعْتُه"، أي: ركَزْتُه "في بطْنِها واتَّكأْتُ عليها"، أي: تحامَلْتُ عليها "حتَّى قتلْتُها"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "ألَا اشْهَدوا"، أي: اعلَموا "أنَّ دَمَها"، أي: إنَّ دَمَ هذه المرأَةِ المقتولَةِ "هدَرٌ"، أي: باطِلٌ لا قِصاصَ فيهِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ الَّذي يسُبُّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ تَعالى عليهِ وسلَّم يُقتَلُ، وأنَّ دَمَه هدرٌ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف
حديث شريف


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب