حديث قال إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث عبدالله بن عباس

«أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عوفٍ وأصحابًا لَهُ أتَوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمَكَّةَ ، فقالوا : يا نبيَّ اللَّهِ ، كنَّا في عزٍّ ونحنُ مُشرِكونَ ، فلمَّا آمنَّا صِرنا أذلَّةً : قالَ : إنِّي أُمِرتُ بالعفوِ فلا تُقاتِلوا القومَ . فلمَّا حوَّلَهُ اللَّهُ إلى المدينةِ أمرَهُ بالقتالِ ، فَكَفُّوا . فأنزلَ اللَّهُ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ الآيةَ»

عمدة التفسير
عبدالله بن عباس
أحمد شاكر
[أشار في المقدمة إلى صحته]

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 1/540 -

شرح حديث أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ عبدالرحمن بنَ عوفٍ ، وأصحابًا لَهُ أتَوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بمَكَّةَ فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، إنَّا كنَّا في عزٍّ ونحنُ مُشرِكونَ ، فلمَّا آمنَّا صِرنا أذلَّةً ، فقالَ : إنِّي أُمِرتُ بالعفوِ ، فلا تقاتِلوا فلمَّا حوَّلَنا اللَّهُ إلى المدينةِ ، أَمرَنا بالقتالِ ، فَكَفُّوا ، فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 3086 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ذِروةُ سَنامِ الإسلامِ، وهو يَشمَلُ الجهادَ لدَفْعِ العدوِّ والجهادَ لفَتْحِ البُلدانِ ونَشْرِ دَعوةِ الإسلامِ؛ فبالجِهادِ تَعْلو كَلِمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ وتَقْوى شَوكةُ المسلِمين، فلا يَطمَعُ فيهم عدوُّهم ولا يَستبيحُهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "أنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوفٍ، وأصحابًا له أتَوُا النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بمكَّةَ"، أي: قَبلَ الهِجرةِ؛ "فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّا كنَّا في عِزٍّ ونحن مُشرِكون"، أي: كانت لنا قُوَّةٌ ومَنَعَةٌ وَقتَما كنَّا على الشِّركِ، "فلمَّا آمَنَّا"، أي: دخَلْنا في الإسلامِ، "صِرنا أذِلَّةً"؛ إشارةً إلى ضَعْفِهم ولِما يتَعرَّضون له مِن أذًى مع قَومِهم، ومَقصِدُ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عَنهم التَّعريضُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأنْ يَسمَحَ لهم بالقِتالِ والجِهادِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنِّي أُمِرتُ بالعَفوِ"، أي: عمَّا يقَعُ مِن المشرِكين عليهم مِن أذًى، "فلا تُقاتِلوا"، أي: يُؤكِّدُ عليهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالنَّهيِ عن القِتالِ، "فلمَّا حوَّلَنا اللهُ إلى المدينَةِ"، أي: بعد الهِجرَةِ، "أُمِرْنا بالقِتالِ"، أي: كتَب اللهُ عزَّ وجلَّ عليهم القِتالَ والجِهادَ، "فكَفُّوا"، أي: مَنَعوا أنفُسَهم مِن القِتالِ، "فأَنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [ النساء: 77 ]".
قيل: كان المؤمِنون في ابتِداءِ الإسلامِ، وهم بمكَّةَ مَأمورين بالصَّلاةِ والزَّكاةِ، وإنْ لَم تكنْ مُحدَّدةَ الأنصابِ، وكانوا مأمورين بمُواساةِ الفُقراءِ منهم، وكانوا مَأمورين بالصَّفحِ والعَفوِ عن المشركين والصَّبرِ إلى حينٍ، وكانوا يتَطلَّعون إلى القِتالِ ليتَشفّوا مِن أعدائِهم، قيل: ولَم يَكُنِ الحالُ إذْ ذاك مُناسِبًا لأسبابٍ كَثيرةٍ؛ منها: قلَّةُ عدَدِهم بالنِّسبةِ إلى كَثرةِ عدَدِ عدوِّهم، ومنها كونُهم كانوا في بلَدِهم، وهو بلَدٌ حَرامٌ، وأشرَفُ بِقاعِ الأرضِ، فلَم يَكُنِ الأمرُ بالقِتالِ فيه ابتِداءً؛ فلهذا لَم يُؤمَرْ بالجِهادِ إلَّا بالمدينَةِ لَمَّا صارَت لهم دارٌ ومنَعَةٌ وأَنصارٌ، ومع هذا لَمَّا أُمِروا بما كانوا يوَدُّونَه جَزِعَ بَعضُهم منه، وخافوا مِن مُواجهَةِ النَّاسِ خوفًا شديدًا، { وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ }، أي: لولا أخَّرتَ فَرْضَه إلى مُدَّةٍ أخرى؛ فإنَّ فيه سَفْكَ الدِّماءِ، ويُتْمَ الأولادِ، وتَأيُّمَ النِّساءِ.
ثم إنَّ الذين قالوا هذا الكَلامِ إنَّما هم فريقٌ مِن الصَّحابةِ لا كلُّهم، كما أشارَ إلى ذلك قولُه تعالى: { إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ }، أي: يَخافونَ مِن مُشرِكي مَكَّةَ { كَخَشْيَةِ اللَّهِ }، وهذه الخَشيةُ وهذا الخوفُ ممَّا طُبِعَ عليه البشرُ مِن المخافَةِ لا مِنَ المخالَفةِ.
وقيل: إن هذا الفَريقَ هم قومٌ أسْلَموا قبلَ فرْضِ القِتالِ، فلمَّا فُرِضَ كَرِهوه.
وقيل: هو وصفٌ للمُنافِقين، والمعنى: يَخشَونَ القتلَ مِن المشرِكين، كما يَخشونَ الموتَ مِن اللَّهِ، { أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً }، أي: عندَهم، وفي اعتقادِهم، ولعلَّ هذا أقربُ وأشبهُ بسِياقِ الآيةِ؛ لقوله: { وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ }؛ فيَبعُدُ أن يَصدُرَ هذا القولُ مِن صحابيٍّ كريمٍ يعلمُ أنَّ الآجالَ مَحدودةٌ، والأرزاقَ مقسومةٌ، وقد كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم أَسْرعَ الناسِ امتِثالًا لأوامِرِ اللَّهِ، وأحْرَصَهم على طاعتِه، ويَرَوْنَ الوُصولَ إلى الدَّارِ الآجلةِ خَيرًا مِن المقامِ في الدَّارِ العاجِلةِ؛ فالأقربُ أنَّ قائِلَ ذلك ممَّن لَمْ يَتحقَّقْ بالإيمانِ قَلبُه، ولا انشرَحَ بالإسلامِ صَدْرُه .
؟

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الاقتراح في بيان الاصطلاحأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بدابة وهو مع الجنازة فأبى
الاقتراح في بيان الاصطلاحصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فقال اللهم اغفر
الاقتراح في بيان الاصطلاحأن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا فنجاها
الأحكام الشرعية الصغرىلا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر
الأحكام الشرعية الصغرىيجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم
إتقان ما يحسنقلت يا رسول الله اجعلني إمام قومي قال أنت إمامهم واقتد بأضعفهم واتخذ
الأباطيل والمناكيرلا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثم صوموا
الأباطيل والمناكيرصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحابة أو ظلمة فأكملوا العدة
الترغيب والترهيبغزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا أسمعه يقول المسلمون شركاء
الترغيب والترهيبرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى
الترغيب والترهيبأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل اقرأ قل يا أيها
الترغيب والترهيبخمس صلوات افترضهن الله من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب