حديث كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال

أحاديث نبوية | الترغيب والترهيب | حديث عبدالله بن عباس

«كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين مكَّةَ والمدينةِ فمررنا بوادٍ فقال أيُّ وادٍ هذا قالوا وادي الأزرقِ قال كأنِّي أنظرُ إلى موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكر من طولِ شَعرِه شيئًا لا يحفظُه داودُ واضعًا إصبعَه في أذنِه له جُؤارٌ إلى اللهِ بالتَّلبيةِ مارًّا بهذا الوادي قال ثمَّ سِرْنا حتَّى أتينا على ثنيَّةٍ فقال أيُّ ثنيَّةٍ هذه قالوا ثنيَّةُ هرْشَى أو لفتٍ قال كأنِّي أنظرُ إلى يونسَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ناقةٍ حمراءَ عليه جُبَّةُ صوفٍ وخِطامُ ناقتِه خُلبَةٌ مارًّا بهذا الوادي مُلبِّيًا»

الترغيب والترهيب
عبدالله بن عباس
المنذري
إسناده صحيح

الترغيب والترهيب - رقم الحديث أو الصفحة: 2/178 - أخرجه مسلم (166) باختلاف يسير

شرح حديث كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فمررنا بواد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بوادِي الأزْرَقِ، فقالَ: أيُّ وادٍ هذا؟ فقالوا: هذا وادِي الأزْرَقِ، قالَ: كَأَنِّي أنْظُرُ إلى مُوسَى عليه السَّلامُ هابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ، وله جُؤارٌ إلى اللهِ بالتَّلْبِيَةِ، ثُمَّ أتَى علَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فقالَ: أيُّ ثَنِيَّةٍ هذِه؟ قالوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى، قالَ: كَأَنِّي أنْظُرُ إلى يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلامُ علَى ناقَةٍ حَمْراءَ جَعْدَةٍ عليه جُبَّةٌ مِن صُوفٍ، خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَةٌ وهو يُلَبِّي
قالَ ابنُ حَنْبَلٍ في حَديثِهِ: قالَ هُشيمٌ: يَعْنِي لِيفًا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 166 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد مسلم على البخارى



البيتُ الحرامُ هو بَيتُ اللهِ في الأرضِ، وهو قِبلةُ المُسلِمين، وقد رَفَعَ قَواعدَه الخليلُ إبراهيمُ مع ابنِه إسماعيلَ عَليهِما السَّلامُ، وقَد أعلَمَ اللهُ بحَجِّه الأنبياءَ والمُرسَلينَ؛ إجابةً لدَعوةِ ونِداءِ الخليلِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ ذاتَ مَرَّةٍ بوادي الأزرقِ، وهو بالحِجازِ، يَقَعُ شَمالَ شَرقِ مَكَّةَ عَلى بُعدِ 100 كم تقريبًا، بينَ مكَّةَ والمدينةِ، والوَادي: هو الأرضُ السَّهلةُ بين الجَبَلَين، فسألَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم: «أيُّ وادٍ هذا؟» أي: ما اسمُهُ؟ فقالَ الصَّحابَةُ رَضيَ اللهُ عَنهم: «هذا وادي الأَزْرَقِ»، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كأنِّي أَنْظُرُ إلى مُوسى عليه السَّلامُ هابِطًا منَ الثَّنِيَّةِ»، والثَّنيَّةُ: هي المُنعطَفُ الذي يَنحني عِندَه الطَّريقُ، وقيلَ: هي الطَّريقُ التي تكونُ بين الجَبَلَين، «وله جُؤَارٌ إلى اللهِ بالتَّلْبِيةِ»، أي: يَرفَعُ صَوتَه بها وهو يَمُرُّ بهذا الوادي.
وفي رِوايةٍ أُخرى لمُسلِمٍ: «كأنِّي أَنْظُرُ إلى موسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرَ من لَونِه وشَعَرِه شَيئًا، واضِعًا إصْبَعَيهِ في أُذُنَيهِ له جُؤارٌ إلى اللهِ بالتَّلْبِيةِ»، أي: يَضَعُ إصبَعَيه في أُذنَيه؛ لأنَّ له صوتًا عاليًا بالتَّلبيةِ بالحجِّ.
قال ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: «ثُمَّ أتى على ثَنِيَّةِ هَرْشَى»، وهو: جَبَلٌ على مُلتَقى طَريقِ المدينةِ والشَّامِ، قَريبٌ مِنَ الجُحفَةِ، بينَ الأبواءِ ورابٍغٍ، فسألَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أيُّ ثَنِيَّةٌ هذه؟» فقالَ الصَّحابَةُ رَضيَ اللهُ عَنهم: «هَرْشَى»، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كأنِّي أنظُرُ إلى يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلامُ يَركَبُ ناقةً حمراءَ قويَّةً مُكتَنِزةَ اللَّحمِ، وعليه جُبَّةٌ من صُوفٍ، والجُبَّةُ: نَوعٌ من الأكسيةِ يُلبَسُ فوقَ الثِّيابِ، «خِطامُ ناقتِهِ خُلْبَةٌ»، أي: حَبلُ ناقتِه التي يَشُدُّها به مَصنوعٌ من ليفِ النَّخيلِ، وهو يَمُرُّ بهذه المنِطَقةِ وهو يُلبِّي بالحجِّ.
قيلَ: إنَّ رُؤيتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم إنَّما كانت مِنه في لَيلةِ أُسريَ بِهِ، وقيلَ: إنَّما وَقَعَ ذلك مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رُؤيا من مَنامِه في غيرِ اللِّيلةِ التي أُسريَ بِه فيها، وقيلَ: إنَّ هذا الإخبارَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما هو إلَّا إخبارٌ عن أفعالِ الأنبياءِ في حَياتِهم وسابِقِ أيَّامِهم، وحَكَاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما أعلَمَه اللهُ من أخبارِهم.
وهذا الحديثُ إشعارٌ بأنَّ الحَجَّ من شَعائرِ اللهِ، ومِن شَعائرِ أنبيائه، ويُفيدُ ذلك التَّرغيبَ في قَصدِ الحَجِّ، وأداءِ شَعائرِه وما يَتعلَّقُ به مِنَ التَّلبيَةِ الدَّالَّةِ على التَّوحيدِ، وهَيئةِ الإحرامِ المُشعِرةِ بالتَّجريدِ والتَّوحيدِ لله سُبحانَه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّلبيةِ ورفعِ الصَّوتِ بها عِندَ قَصدِ بيتِ اللهِ الحرامِ.
وفيه: التَّلبيةُ عِندَ كلِّ هُبوطٍ وصُعودٍ وفي بُطونِ الأوديةِ.
وفيه: أنَّ التَّهليلَ في بطنِ الوادي من سُننِ المُرسَلينَ صَلواتُ اللهِ عليهم أجمَعينَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الترغيب والترهيبجاءت هند بنت هبيرة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه
عمدة التفسيروستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة
عمدة التفسيرأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بالحزورة
حلية الأولياءأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش
مختصر المقاصدالقبر أول منزل من منازل الآخرة
التوحيد لابن خزيمةوإن أحدكم لاقي الله عز وجل فقائل ما أقول ألم
التوحيد لابن خزيمةعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله
التوحيد لابن خزيمةأن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية فلما
التوحيد لابن خزيمةعن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى
التوحيد لابن خزيمةأن الربيع أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أنبئني
التوحيد لابن خزيمةكنت أصلي لقومي بني سالم فكان يحول بيني وبينهم واد وإذا جاءت الأمطار
التوحيد لابن خزيمةخرج ابن عمتي حارثة يطارد يوم بدر فأصابه سهم غرب فأتت أمه الربيع


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب