حديث لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفر الخندق عرض لنا

أحاديث نبوية | الأحكام الشرعية الصغرى | حديث البراء بن عازب

«- لمَّا أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يُحفَرِ الخندقَ عرضَ لنا حجَرٌ لا تأخُذُ فيهِ المعاولُ فاشتكينا ذلِكَ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فجاءَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فألقى ثوبَهُ وأخذَ المعولَ وقالَ بسمِ اللَّهِ فضربَ ضربةً فَكسرَ ثلُثَ الصخرة ثم قال اللَّهُ أَكبرُ أعطيتُ مفاتيحَ الشَّامِ واللَّهِ إنِّي لأبصِرُ إلى قصورِها الحمراءِ الآنَ من مكاني هذا قال ثمَّ ضربَ أخرى وقال بسمِ اللَّهِ وكسر ثُلثًا آخرَ وقالَ اللَّهُ أَكبرُ أعطيتُ مفاتيحَ فارسَ واللَّهِ إنِّي لأبصرُ قصرَ المدائنِ الأبيضَ ثمَّ ضربَ الثَّالثةَ وقالَ بسمِ اللَّهِ فقطعَ الحجرِ وقالَ اللَّهُ أَكبرُ أعطيتُ مفاتيحَ اليمنِ واللَّهِ إنِّي لأبصر باب صنعاءَ»

الأحكام الشرعية الصغرى
البراء بن عازب
عبد الحق الإشبيلي
[أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]

الأحكام الشرعية الصغرى - رقم الحديث أو الصفحة: 510 - أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8858)، والروياني في ((المسند)) (410)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/421)

شرح حديث لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفر الخندق عرض


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا أمرَ النَّبيُّ بحَفرِ الخندقِ ، عَرضَت لَهُم صخرةٌ حالَت بينَهُم وبينَ الحفرِ ، فَقامَ رسولُ اللَّهِ ، وأخذَ المعولَ ، ووضعَ رداءَهُ ناحيةَ الخندَقِ ، وقالَ : تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فَندرَ ثلثُ الحجرِ ، وسَلمانُ الفارسيُّ قائمٌ ينظرُ ، فبرَقَ معَ ضربةِ رسولِ اللَّهِ برقةٌ ، ثمَّ ضربَ الثَّانيةَ ، وقالَ : تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فندرَ الثُّلثُ الآخرُ ، فبرقت برقةٌ فرآها سَلمانُ ، ثمَّ ضربَ الثَّالثةَ ، وقالَ : تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا، لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فنذر الثُّلثُ الباقي ، وخرجَ رسولُ اللَّهِ ، فأخذَ رداءَهُ وجلَسَ ، قالَ سلمانُ : يا رسولَ اللَّهِ ، رأيتُكَ حينَ ضربتَ ، ما تضربُ ضربةً إلَّا كانت معَها بَرقةٌ ، قالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ : يا سَلمانُ ، رأيتَ ذلِكَ فقالَ : أي والَّذي بعثَكَ بالحقِّ يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : فإنِّي حينَ ضَربتُ الضَّربةَ الأولى رُفِعَت لي مدائنُ كِسرى وما حولَها ومدائنُ كثيرةٌ ، حتَّى رأيتُها بعينيَّ قالَ لَهُ مَن حضرة من أصحابِهِ : يا رسولَ اللَّهِ ، ادعُ اللَّهَ أن يفتحَها علَينا ويغنِّمَنا ديارَهُم ، ويخرِّبَ بأيدينا بلادَهُم ، فدعا رسولُ اللَّهِ بدلك ، ثمَّ ضَربتُ الضَّربةَ الثَّانيةَ ، فرُفِعت لي مدائنُ قيصرَ وما حولَها ، حتَّى رأيتُها بعينيَّ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ادعُ اللَّهَ أن يفتحَها علَينا ويغنِّمَنا ديارَهُم ، ويخرِّبَ بأَيدينا بلادَهُم ، فدعا رسولُ اللَّهِ بذلِكَ ، ثمَّ ضرَبتُ الثَّالثةَ ، فرُفِعَت لي مدائنُ الحبشةِ وما حولَها منَ القُرى ، حتَّى رأيتُها بعينيَّ ، قالَ رسولُ اللَّهِ : عندَ ذلِكَ دَعوا الحبشةَ ما ودَعوكُم ، واترُكوا التُّركَ ما ترَكوكُم
الراوي : رجل من الصحابة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 3176 | خلاصة حكم المحدث : حسن



لقدِ اشترَك النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مع أصحابِه رَضِي اللهُ عَنهم في حَفْرِ الخندقِ شَمالَ المدينةِ، وكان حفْرُه بمشورةٍ مِن سَلْمانَ الفارسيِّ رضِيَ اللهُ عنه؛ لحِمايتِها مِن الأحزابِ الَّتي جمَعَتْها قُرَيشٌ لِحَربِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وأصحابِه، في شوَّالٍ سنةَ أربَعٍ من الهجرةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رجلٌ مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لَمَّا أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بحَفرِ الخندَقِ، عرَضَت"، أي: ظهَرَت، "لهم صَخرةٌ حالَتْ بينَهم وبينَ الحَفْرِ"، أي: أوقَفَتِ الحَفرَ؛ لِصَلابتِها وعِظَمِها، "فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وأخَذ المِعْوَلَ"، وهو آلةَ الحفرِ كالفأسِ ونَحوِه تكونُ مِن حَديدٍ، "ووضَع رِداءَه ناحيةَ الخندقِ"، أي: نزَعه ووضَعه على جانبٍ منه، "وقال: { تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } أي: كَلمةُ النَّصرِ الَّتي كتَبها اللهُ عزَّ وجلَّ لعِبادِه المؤمِنين في الدُّنيا والآخِرَةِ، "{ صِدْقًا وَعَدْلًا } أي: صِدقًا فيما قال، وعدلًا فيما حَكَم، "{ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } أي: ليس أحَدٌ يُعقِّبُ على حُكمِه تعالى، لا في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، "{ وَهُوَ السَّمِيعُ }" لأقوالِ عِبادِه وسِرِّهم ونَجواهم، "{ الْعَلِيمُ }"، بأفعالِهم وبكلِّ شَيءٍ.
قال: "فنَدَر"، أي: سقَط وهُدِم، "ثُلثُ الحجَرِ، وسَلمانُ الفارسيُّ قائمٌ يَنظُرُ"، أي: مُتعجِّبًا مِن فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فبَرَق مع ضَربةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بَرقةٌ"، أي: أضاء الحجَرُ ولَمَع، "ثمَّ ضرَب الثَّانيةَ"، أي: ضرَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الحجرَ بالمِعْوَلِ، "وقال: { تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }"، "فنَدَر الثُّلثُ الآخَرُ"، أي: سقَط وهُدِم الثُّلثُ الثَّاني مِن الصَّخرةِ، "فبرَقَت برقةٌ، فرآها سَلْمانُ، ثمَّ ضرَب الثَّالثةَ، وقال: { تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }"، قال: " فنَدَر الثُّلثُ الباقي"، أي: فهُدِم وكُسِر ما بَقي من الصَّخرةِ، "وخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: مِن الخندَقِ، "فأخَذ رِداءَه وجلَس، قال سَلمانُ: يا رسولَ اللهِ، رأيتُك حِينَ ضَرَبتَ"، أي: الصَّخرةَ، "ما تَضرِبُ ضربةً إلَّا كانتْ معها بَرْقةٌ"، أي: لَمَعانٌ ووَميضٌ مِن الضَّوءِ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا سَلْمانُ، رأيتَ ذلك؟"، أي: هل رأيتَ ذلك اللَّمعانَ؟ فقال سلمانُ رَضِي اللهُ عَنه: "إي، والَّذي بعَثَك بالحقِّ يا رسولَ اللهِ"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فإنِّي حينَ ضرَبتُ الضَّربةَ الأولى رُفِعَتْ لي"، أي: ظهَرَتْ، "مَدائِنُ كِسْرى وما حولَها ومَدائنُ كثيرةٌ"، أي: البلادُ الَّتي تقَعُ تحتَ حُكمِ كِسْرى، و( كِسْرى ) لقَبٌ لِمَلِكِ الفُرْسِ، "حتَّى رأيتُها بعَيني"، قال له مَن حضَره مِن أصحابِه رَضِي اللهُ عَنهم: "يا رسولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أن يَفتَحَها علينا، ويُغَنِّمَنا دِيارَهم، ويُخْرِبَ بأيدينا بِلادَهم، فدَعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بذلك"، أي: بأنْ يَفتَحَها عليهم، وقد قيل: إنَّ سَعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ رَضِي اللهُ عَنه افتتَحَها سنةَ أربعَ عَشْرةَ، "ثمَّ ضَرَبتُ الضَّربةَ الثَّانيةَ، فرُفِعَتْ لي مدائنُ قَيْصرَ وما حولَها"، أي: البلادُ الَّتي تقَعُ تحتَ حُكمِ قَيصرَ، و( قيصرُ ) لقَبُ ملِكِ الرُّومِ، "حتَّى رأيتُها بعَيني"، قال أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا رسولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أنْ يَفتَحَها علينا ويُغَنِّمَنا دِيارَهم، ويُخْرِبَ بأيدينا بِلادَهم، فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بذلك"، أي: بأن يَفتَحَ عليهم بلادَ الرُّومِ.
قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ثمَّ ضرَبتُ الثَّالثةَ، فرُفِعَتْ لي مَدائنُ الحبَشةِ وما حولَها مِن القُرَى"، والحبشةُ: جِنسٌ مِن السُّودانِ، "حتَّى رأيتُها بعَيني"، "قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عند ذلك"، أي: عند ذِكْرِه للحبشَةِ: "دَعُوا الحبَشَةَ ما وَدَعُوكم، واترُكوا التُّرْكَ ما ترَكُوكم"، أي: لا تُقاتِلوهم ما لم يُقاتِلوكم.
وقيل: إنَّما النَّهيُ عن قِتالِ الحبشةِ: لأنَّ بلادَ الحبَشةِ وَعْرةٌ، وبينَها وبينَ بلادِ المسلِمين مَفاوِزُ وصِعابٌ؛ فلم يُكلِّفِ المسلِمين بدُخول ديارِهِم؛ لِكَثرةِ التَّعبِ، وأمَّا التُّركُ فبَأْسُهم شَديدٌ، وبلادُهُم باردةٌ، والعربُ- وهم جُندُ الإسلامِ- كانوا مِن البلادِ الحارَّةِ؛ فلم يُكلِّفْهم دُخولَ بلادِهم، وأمَّا إذا دخَل الأحباشُ أو التُّركُ بلادَ الإسلامِ، فلا يُباحُ تَرْكُ قِتالِهم.
وفي الحديثِ: علامةٌ مِن علاماتِ صِدقِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: تأييدُ اللهِ تَعالَى لنبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم بالمبشِّراتِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الأحكام الشرعية الصغرىبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش قبل نجد وانبعثت سرية
الأحكام الشرعية الصغرىأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يريد مكة وهو محرم حتى
الأحكام الشرعية الصغرىكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية
الأحكام الشرعية الصغرىقلت للبراء بن عازب حدثني ما كره أو نهى عنه رسول الله صلى
الأحكام الشرعية الصغرىأنها كانت سوداء مربعة من نمرة يعني راية رسول الله صلى الله
الأحكام الشرعية الصغرىكانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر ما
الأحكام الشرعية الصغرىعن عكرمة أنه رأى ابن عباس يأتزر فيضع حاشية إزاره من مقدمه على
الأحكام الشرعية الصغرىالحمى من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم
الأحكام الشرعية الصغرىقوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة
الأحكام الشرعية الصغرىأنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
الأحكام الشرعية الصغرىأن كفار قريش كتبوا إلى ابن أبي ومن كان معه يعبد الأوثان من
الأحكام الشرعية الصغرىاختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب