حديث ما علمته إذ كان جاهلا ولا أطعمته إذ كان ساغبا أو جائعا

أحاديث نبوية | جامع المسانيد والسنن | حديث عباد بن شرحبيل

«أصابتنا سنةٌ فأتيتُ المدينةَ، فدخلتُ حائطًا من حيطانِها، فأخذتُ سنبلًا ففرَكتُه، فأكلتُ منه، وحملتُ في ثوبي، فجاء صاحبُ الحائطِ، فضربني، وأخذ ثوبي، فأتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال: مَا علَّمتَه إذ كانَ جاهلًا، ولا أطعمتَه إذْ كان ساغبًا، أو جائعًا، فرد عليَّ الثوبَ، وأمر لي بنصفِ وسْقٍ، أو وسقٍ.»

جامع المسانيد والسنن
عباد بن شرحبيل
ابن كثير
إسناده حسن

جامع المسانيد والسنن - رقم الحديث أو الصفحة: 5882 - أخرجه أبو داود (2620)، والنسائي (5409)، وابن ماجه (2298)، وأحمد (17556) واللفظ له من حديث عباد بن شرحبيل رضي الله عنه.

شرح حديث أصابتنا سنة فأتيت المدينة فدخلت حائطا من حيطانها فأخذت سنبلا ففركته فأكلت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قدمتُ مع عمومتي المدينةَ فدخلتُ حائطًا من حيطانها ففركتُ من سنبلِه فجاء صاحبُ الحائطِ فأخذ كسائي وضربني فأتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أستعدى عليه فأرسل إلى الرجلِ فجاؤوا به فقال ما حملك على هذا فقال : يا رسولَ اللهِ : إنه دخل حائطي فأخذ من سنبلِه .
ففركه .
فقال رسولُ اللهِ : ما علمتَه إذ كان جاهلًا، ولا أطعمَته إذ كان جائعًا، ارددْ عليه كساءَه
الراوي : عباد بن شرحبيل | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 5424 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسَنَ النَّاسِ تَعليمًا وتَربيةً، فكان يُعلِّمُ أصحابَه الأحكامَ وكيفيَّةَ تَطبيقِها، وكان يُراعي الأوقاتَ والأحوالَ عندَ وُقوعِ الخطأِ؛ حتَّى لا يُقيمَ حَدًّا في غيرِ مَوضعِه، ولا يُوقِعَ عُقوبةً في غيرِ مَحلِّها أو وقْتِها.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لبعضِ هذه المعاني، حيثُ يُخبِرُ عَبَّادُ بنُ شُرَحْبيلَ رضِيَ اللهُ عنه قال: "قدِمْتُ مع عُمومتي المدينةَ"، أي: جاؤوا إلى المدينةِ في عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان ذلك في عامِ مَجاعةٍ وقحْطٍ وقِلَّةٍ في الأزوادِ، كما بيَّنَتِ الرِّواياتُ الأُخرى، "فدخلْتُ حائطًا مِن حِيطانِها"، أي: بُستانًا ومزرعةً، "ففرَكْتُ من سُنبلِه"، أي: أخرَجَ ما فيه من الحُبوبِ ليأكُلَه، "فجاء صاحبُ الحائطِ، فأخَذَ كِسائي"، أي: أخَذَ ثوبَه نَظِيرَ ما أفسَدَه من السُّنبلِ والحُبوبِ، "وضَرَبني، فأتيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أستَعْدي عليه"، أي: أشْتَكي منه بسَببِ ضَربِه لي، وأطلُبُ النُّصرةَ، "فأرسَلَ إلى الرَّجلِ، فجاؤوا به"، أي: جاؤوا بصاحبِ البُستانِ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: "ما حمَلَك على هذا؟"، أي: ما سبَبُ أخْذِك لثَوبِه وضَربِه؟ فقال الرَّجلُ: "يا رسولَ اللهِ، إنَّه دخَلَ حائطي فأخَذَ مِن سُنبلِه، ففرَكَه"، أي: كان هذا جزاءً على تَعدِّيه، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما علَّمْتَه إذْ كان جاهِلًا، ولا أطعَمْتَه إذْ كان جائعًا"، أي: إنَّه كان جاهِلًا جائعًا؛ فاللَّائقُ بك تَعليمُه؛ أوَّلًا: أنْ تُعلِّمَه حُرمةَ مالِ الغيرِ إلَّا بإذْنِه، حتَّى يكونَ على عِلْمٍ مِن ذلك، فإذا أقدَمَ وهو عالِمٌ، استحقَّ العُقوبةَ، أو تُعلِّمَه بأنَّ له ما سقَطَ وإطعامَه بالمُسامحةِ عمَّا أخَذَ ثانيًا، وأنت ما فعلْتَ شيئًا من ذلك، وقد عذَرَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجهلِ حين حمَلَ الطَّعامِ، ولامَ صاحبَ الحائطِ؛ إذْ لم يُطْعِمْه ويَرفُقْ به إذْ كان جائعًا.
ثم قال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "ارْدُدْ عليه كِساءَه"، أي: أرجِعْه إليه؛ لأنَّه لا حَقَّ لك فيه، وفي تِمامِ الرِّوايةِ عند ابنِ ماجه قال عَبَّادُ بنُ شُرَحْبيلَ: "وأمَرَ لي رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَسْقٍ أو نصْفِ وسْقٍ"، والوسْقُ: سِتُّون صاعًا بصاعِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويُساوي تقريبًا ما بين 195 إلى 122.4 كيلوجرامًا بالأوزانِ الحديثةِ، حسَبَ اختلافِ تَقديراتِ المذاهبِ.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ الاستعداءِ وطلَبِ النُّصرةِ من الأُمراءِ على المُعتدي.
وفيه: العُذْرُ بالجَهلِ؛ لأنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سكَتَ عمَّا فعَلَه الرَّجلُ مِنْ فرْكِ السُّنبلِ، وعنَّفَ صاحبَ البُستانِ على تَقصيرِه في حَقِّه.
وفيه: الحَثُّ على إطعامِ الجائعِ وتَعليمِ الجاهلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
كشف اللثامنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمها إبقاء على
شرح ابن ماجه لمغلطايكان فراشها بحيال مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كشاف القناعأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لبيك عن شبرمة فقال
إتحاف الخيرة المهرةعلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر
شرح ابن ماجه لمغلطايأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها وكانت حائضا انقضي شعرك واغتسلي
شرح فتح القديراحتجم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما قال أفطر الحاجم والمحجوم
شرح البخاري لابن الملقنأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه يعني صفوان بن أمية
شرح البخاري لابن الملقنمن حدثكم أنه صلى الله عليه وسلم كان يبول قائما فلا تصدقوه ما
شرح البخاري لابن الملقنأنه لما ذهب به إلى النار لقيه رجل فقال دعه إنه نعم الرجل
شرح البخاري لابن الملقنصلاة السفر ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم
شرح البخاري لابن الملقنأنه صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل
شرح البخاري لابن الملقنأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب