حديث صفهم لنا شكلهم لنا فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال

أحاديث نبوية | المتجر الرابح | حديث أبو مالك الأشعري

«يأيها الناسُ اسمعوا واعقلوا واعلموا أنَّ للهِ عزَّ وجلَّ عبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ يغبطُهم النبيون والشهداءُ على منازلِهم وقربِهم من الله، فجثا رجلٌ من الأعرابِ من قاصيةِ الناسِ وألوى بيدِه إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ ناسٌ من الناسِ ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ يغبطُهم النبيون والشهداءُ على مجالسِهم وقربِهم من اللهِ؟! انعتْهُم لنا، حلِّهم لنا يعني: صِفهم لنا شكلهم لنا، فسُّر وجهُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بسؤالِ الأعرابيِّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: هم ناسٌ من نوازعِ القبائلِ لم تصلْ بينهم أرحامٌ متقاربةٌ تحابوا في اللهِ وتصافوا يضعُ اللهُ لهم يومَ القيامةِ منابرَ من نورٍ فيجلسون عليها فيجعلُ وجوهَهم نورًا وثيابَهم نورًا يفزعُ الناسُ يومَ القيامةِ ولا يفزعون وهم أولياءُ اللهِ الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.»

المتجر الرابح
أبو مالك الأشعري
الدمياطي
إسناده حسن

المتجر الرابح - رقم الحديث أو الصفحة: 285 -

شرح حديث يأيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناسًا ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ تعالى، قالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَن هم؟ قال: هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ، وقرَأ هذه الآيةَ: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [ يونس: 62 ].
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3527 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



في هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَضْلَ المحبَّةِ في اللهِ، وأنَّها تُثْمِرُ الفلاحَ في الدُّنيا والآخرةِ، فيقول: ( إنَّ مِن عبادِ اللهِ )، أي: مَنْ كَمَلَ إيمانُهم وإحسانُهم للهِ تعالى، وإضافتُهم للهِ إضافةَ تشريفٍ وتعظيمٍ، ( لَأُناسًا )، أي: هُمْ جماعةٌ من أولياءِ اللهِ تعالى، الذين يُحبُّونَ في اللهِ ويُعادونَ في اللهِ، ( ما هُمْ بأنبياءٍ ولا شُهداءَ )، أي: إنَّ محبَّتَهم للهِ التي ترتَّبَ عليها هذا الخيرُ العظيمُ لا لأجْلِ أنَّهم أنبياءٌ أو شهداءُ، بل هُمْ بَشَرٌ كباقي البَشَرِ، وفي اقتِرانِ الشُّهداءِ بالأنبياءِ دليلٌ على فضْلِ الشَّهادةِ؛ حيث قُرِنَ بينها وبين مَقامِ النُّبوَّةِ، وهؤلاءِ: ( يَغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ؛ بمكانِهم من اللهِ تعالى )، أي: لقُرْبِهم من اللهِ تعالى يَتمنَّى الأنبياءُ والشُّهداءُ أنْ يكونوا مَكانَهم، و"الغِبْطَةُ" تمنِّي المرءِ النِّعمةَ التي عِند غيرِه، من غيرِ تمنِّي زوالِها عنه؛ فهي تكون في الخيرِ، بخلافِ "الحسَدِ" فهو تمنِّي النِّعمةِ التي عِند غيرِه مع تمنِّي زوالِها عنه، فهو يكون في الشَّرِّ.
فتعجَّبَ الصَّحابةُ لهم ولمكانتِهم ومنزلتِهم، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَنْ هُمْ؟ أي: صِفْهُمْ لنا، وهو طلَبٌ في غايةِ الأدَبِ، فقال: ( هُمْ قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ )، أي: تزاوَرُوا وتجالَسوا وأَحَبَّ بعضُهم بعضًا في اللهِ، ( على غيرِ أرحامٍ بينهم، ولا أموالٍ يَتَعاطَوْنَها )، أي: محبَّةُ بعضِهم بعضًا ليسَتْ للقَرابةِ والمنفعةِ والمصلحةِ؛ لأنَّها أغراضٌ مُفسِدةٌ للمحبَّةِ، وإنَّما هي خالِصةٌ للهِ تعالى، فالمرادُ تَحسينُ النِّيَّةِ.
ثم أخْبَرَ صلَّى الله عليه وسلَّم عن جزائِهم ومَنزلتِهم قائلًا: ( فواللهِ إنَّ وُجوهَهم لَنورٌ )، أي: مُنيرةٌ يَعْلوها النُّورُ، وهي مُبالَغةٌ من شِدَّةِ النُّورِ، ( وإنَّهم على نورٍ )، أي: على مَنابِرَ من نورٍ، فهُمْ نورٌ على نورٍ، وهي بيانٌ لحالِهم ومنزلتِهم عِندَ اللهِ، ( لا يَخافونَ إذا خافَ النَّاسُ، ولا يَحزَنونَ إذا حزِنَ النَّاسُ )، أي: يومَ القيامةِ، ثمَّ قرأ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الآيةَ استشهادًا على قولِه الأخيرِ: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [ يونس: 62 أي: إنَّ المُحبِّينَ المُتَّقينَ أولياءَ اللهِ تعالى لا خَوْفٌ عليهم من عقابٍ يَلْحَقُ بهم، ولا هُمْ يَحزَنونَ من فَواتِ ثَوابِهِمْ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الضعفاء الكبيريقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ما أكل فأفنى ولبس فأبلى
إتحاف الخيرة المهرةعن ابن عمر رضي الله عنهما كان يخرج إلى الغابة فلا
كشف المناهج والتناقيحإن من الحنطة خمرا ومن الشعير خمرا ومن التمر خمرا ومن الزبيب خمرا
كشف المناهج والتناقيححديث عشرة من الفطرة
كشف المناهج والتناقيحكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكة يتطيب منها
كشف المناهج والتناقيحلم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا
كشف المناهج والتناقيحليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء
كشف المناهج والتناقيحخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره
كشف المناهج والتناقيحمر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده أناس فقال رجل ممن عنده
كشف المناهج والتناقيحالمسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا
كشف المناهج والتناقيحوالذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث
كشف المناهج والتناقيحلا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب