عَلِمْتُ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يَصومُ في بَعضِ الأيَّامِ الَّتي كانَ يصومُها، فتحيَّنتُ فِطرَهُ بنبيذٍ صَنعتُهُ، في دبَّاءٍ،، فلمَّا كانَ المساءُ، جئتُهُ أحملُها إليهِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي قد عَلِمْتُ أنَّكَ تصومُ في هذا اليومِ، فتحيَّنتُ فطرَكَ بِهَذا النَّبيذِ، فقالَ: أدنِهِ منِّي يا أبا هُرَيْرة، فرفعتُهُ إليهِ فإذا هوَ يَنشُّ، فقالَ: خُذْ هذِهِ فاضرِب بِها الحائطَ، فإنَّ هذا شَرابُ من لا يؤمنُ باللَّهِ ولا باليومِ الآخرِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 5720 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود ( 3716 ) باختلاف يسير، والنسائي ( 5704 ) واللفظ له، وابن ماجه ( 3409 ) مختصراً
الخَمرُ أُمُّ الخَبائثِ، وقد حرَّمها
اللهُ تعالى في كِتابِه، وحذَّر مِنها عبادَه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُريرةَ رَضِي
اللهُ عَنه: "عَلِمتُ أنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم كان يَصومُ في بعضِ الأيَّامِ الَّتي كان يَصومُها"،
أي: الَّتي كان مِن عادَتِه صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم أَنْ يُحافِظَ على صِيامِها، "فتحَّينْتُ فِطرَه بنَبيذٍ صَنَعتُه في دُبَّاءٍ"،
أي: انتَظَرتُ موعِدَ فِطْرِ رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم لأَسقِيَه بعضَ النَّبيذِ، والنَّبيذُ: نَقْعُ التَّمرِ أو الزَّبيبِ في الماءِ، والدُّبَّاءُ: وِعاءٌ يُصنَعُ مِن نَباتِ القَرعِ بعد تَجفيفِه وتفريغِ جِلدِه وجَعلِه مُجوَّفًا، "فلمَّا كان المساءُ"،
أي: دخَل وقتُ المساءِ مِن اليومِ الَّذي صُنِع فيه النَّبيذُ، أتَى أبو هُريرَةَ رَضِي
اللهُ عَنه بالوِعاءِ يَحمِلُه إلى النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم، "فقلتُ: يا رسولَ
اللهِ، إنِّي قد عَلِمتُ أنَّك تَصومُ في هذا اليومِ، فتحيَّنتُ فِطْرَك بهذا النَّبيذِ"، فقال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم: "أَدْنِه منِّي يا أبا هُريرَةَ"،
أي: قرِّبْه، قال أبو هُريرةَ رَضِي
اللهُ عَنه: "فرَفعتُه إليه"،
أي: ناوَلْتُه إلى النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم، "فإذا هو يَنِشُّ"،
أي: يَغلي ويشتَدُّ، فقال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم لأبي هُريرةَ رَضِي
اللهُ عَنه: "خُذ هذه"،
أي: النَّبيذَ الَّذي صَنَعه، "فاضرِب بها الحائِطَ"، وهذا كنايَةٌ عن صَبِّه وإراقَتِه لعدَمِ صلاحِ شُربِه؛ "فإنَّ هذا شَرابُ مَن لا يُؤمِنُ ب
اللهِ ولا باليومِ الآخِرِ"، وهذا تأكيدٌ للنَّهيِ عن شُربِه؛ لكَونِه تَحوَّلَ إلى خَمرٍ، والمعنى: أنَّه إنِ استحَلَّه يَخرُجُ مِن الإيمانِ حَقيقةً، باستِحْلالِه الحرامَ، وإلَّا فمُرادُه أنَّه ناقِصُ الإيمانِ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عند الصَّحابةِ رَضِي
اللهُ عَنهم مِن بَذْلِ أنفُسِهم في خِدمةِ رسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم ونَوالِ محبَّتِه.
وفيه: أنَّ النَّهيَ عن الأشربَةِ مرتبِطٌ بوجودِ الإسكارِ فيها .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم