حديث يا عمار هل عرفت القوم قال قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث عامر بن واثلة أبو الطفيل

«لمَّا أقبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن غَزوةِ تَبوكَ أمَرَ مُناديًا فنادى أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آخِذٌ العَقَبةَ، فلا يأخُذْها أحَدٌ. فبَينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقودُه عَمَّارٌ ويَسوقُه حُذَيفةُ؛ إذْ أقبَلَ رَهطٌ مُتَلَثِّمونَ على الرَّواحِلِ حتى غَشَوْا عَمَّارًا وهو يَسوقُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأقبَلَ عَمَّارٌ يَضرِبُ وُجوهَ الرَّواحِلِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لحُذَيفةَ: قُدْ، قُدْ. حتى هَبَطَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا هَبَطَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نزَلَ، ورجَعَ عَمَّارٌ، فقال: يا عَمَّارُ، هل عَرَفتَ القَومَ؟ قال: قد عَرَفتُ عامَّةَ الرَّواحِلِ والقَومُ مُتَلَثِّمونَ. قال: هل تَدري ما أرادوا؟ قال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ. قال: أرادوا أنْ يُنَفِّروا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَطرَحوه. قال: فسارَّ عَمَّارٌ رضِيَ اللهُ عنه رجُلًا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: نَشَدتُكَ باللهِ، ما كان أصحابُ العَقَبةِ؟ قال: أربَعةَ عَشَرَ. فقال: إنْ كُنتَ فيهم فقد كانوا خَمسةَ عَشَرَ. فعَدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منهم ثلاثةً، قالوا: واللهِ ما سَمِعْنا مُناديَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما عَلِمْنا ما أرادَ القَومُ. فقال عَمَّارٌ: أشهَدُ أنَّ الاثنَيْ عَشَرَ الباقينَ منهم حَربٌ للهِ ولِرسولِه في الحياةِ الدُّنيا ويَومَ يَقومُ الأشهادُ. قال أبو الوَليدِ: وذكَرَ أبو الطُّفَيلِ في تلك الغَزوةِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال للناسِ. وذُكِرَ له أنَّ في الماءِ قِلَّةً، فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُناديًا فنادى: لا يَرِدِ الماءَ أحَدٌ قبلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فوَرَدَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوجَدَ رَهطًا قد وَرَدوه قبلَه، فلعَنَهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ.»

مجمع الزوائد
عامر بن واثلة أبو الطفيل
الهيثمي
رجاله رجال الصحيح

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 6/198 -

شرح حديث لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان المُنافِقون يُحاولونَ إيذاءَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكُلِّ الطُّرقِ، ولكنَّ اللهَ سُبحانَه حَفِظَ نَبيَّه منهم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو الطُّفيلِ عامرُ بنُ واثلةَ رضِيَ اللهُ عنه: "لَمَّا أقبَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن غَزوةِ تَبوكَ" وقد كانتْ في السَّنةِ التَّاسعةِ مِن الهِجرةِ، وهي آخِرُ غَزوةٍ غَزاها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانتْ لمُواجَهةِ الرُّومِ على حُدودِ الجَزيرةِ العربيَّةِ مِن جِهَةِ الشَّامِ، وقد تَشتَّتَ جَيشُ الرُّومِ، ونصَرَ اللهُ رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بلا قِتالٍ، "أمَرَ مُنادِيًا، فنادَى: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آخِذٌ العَقبةَ" وهي ثَنيَّةٌ على طَريقِ العَودةِ مِن تَبوكَ إلى المدينةِ، "فلا يأخُذْها أحدٌ"، قِيل: إنَّما اختارَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الطَّريقَ لنفْسِه دونَ الجيشِ؛ لِيَفتضِحَ أمْرُ المُنافقين الَّذين تآمَروا على قتْلِه، قال أبو الطُّفيلِ: "فبيْنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقودُه عمَّارٌ"، أي: مِن الأمامِ، "ويَسوقُه حُذيفةُ"، أي: مِن الخَلفِ، "إذ أقبَلَ رهْطٌ مُتلثِّمون على الرَّواحلِ"، أي: جاء جماعةٌ يَرْكبون جِمالَهم ويُغطُّون وُجوهَهم؛ حتَّى لا يَعرِفَهم أحدٌ، والرَّهطُ: ما دونَ العَشرةِ.
وقيل: إلى الأربعينَ، "حتَّى غَشَوْا عمَّارًا وهو يَسوقُ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: ازْدَحموا عليه وكَثُروا، "وأقبَلَ عَمَّارٌ يَضرِبُ وُجوهَ الرَّواحلِ"، أي: ليُبعِدَهم عن ناقةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لحُذيفةَ: قدْ قدْ"، أي: كفَى، أو يَكْفي ضرْبًا؛ وذلك أنَّ حُذيفةَ لَمَّا وجَدَهم ازْدَحموا على عَمَّارٍ شاركَهُ في ضَربِهم، "حتَّى هبَطَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا هبَطَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نزَلَ، ورجَعَ عمَّارٌ، فقال: يا عَمَّارُ، هل عَرَفْتَ القومَ؟ قال: قد عَرَفْتُ عامَّةَ الرَّواحلِ"، أي: عَرَفْتُ صِفاتِ أكثَرِ الجِمالِ المَركوبةِ، "والقومُ مُتلثِّمون، قال: هل تَدْري ما أرادوا؟ قال: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: أرادوا أنْ يَنفِروا برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَطْرَحوه"، أي: أرادوا أنْ يَغْدِروا برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويُوقِعوه مِن فَوقِ الجَملِ لِيَقتُلوهُ، "قال: فسارَّ عَمَّارٌ رضِيَ اللهُ عنه رَجُلًا مِن أصحابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: تَحدَّثَ معه سِرًّا، "فقال: نَشدْتُك باللهِ ما كان أصحابُ العَقبةِ"، قِيل: وهذه العَقبةُ ليستِ العَقبةَ المشهورةَ بمنًى الَّتي كانتْ بها بَيعةُ الأنصارِ رضِيَ اللهُ عنهم، وإنَّما هذه عَقَبةٌ على طَريقِ تَبوكَ، اجتمَعَ المُنافِقون فيها؛ للغدْرِ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "قال: أربعةَ عَشَرَ، فقال: إنْ كنْتَ فيهم، فقدْ كانوا خَمسَةَ عَشَرَ، فعدَّدَ"، أي: أحْصَى وحَدَّدَ، "رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منهم ثَلاثةً، قالوا: واللهِ ما سَمِعْنا مُناديَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما عَلِمْنا ما أرادَ القَومُ"، أي: أقْسَموا أنَّهم ما سَمِعوا مُناديَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتجاوَزَ عنهم أخْذًا بالظَّاهرِ، وأوكَلَ سَرائرَهم إلى اللهِ، "فقال عمَّارٌ: أشهَدُ أنَّ الاثني عَشَرَ الباقين منهم حَرْبٌ للهِ ولرَسولِه في الحَياةِ الدُّنيا ويومَ يقومُ الأشهادُ"، أي: هم أعداءٌ وخُصومٌ للهِ ولرَسولِه في الدُّنيا والآخِرةِ.
"قال أبو الوليدِ" وهو الوليدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جُميعٍ أحَدُ رُواةِ هذا الحديثِ: "وذَكَرَ أبو الطُّفيلِ في تِلك الغَزوةِ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال للنَّاسِ، وذُكِرَ له أنَّ في الماءِ قِلَّةً، فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُناديًا، فنادَى: لا يَرِدِ الماءَ أحدٌ قَبْلَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: لا يأخُذْ مِن الماءِ أحدٌ قبْلَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى وإنْ وصَلَ قَبْلَه، "فورَدَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدَ رهْطًا"، أي: جَماعةً مِن النَّاسِ، والرَّهطُ: ما دونَ العَشَرةِ.
وقيل: إلى الأَربعينَ، "قد ورَدُوه قبْلَه، فلعَنَهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومئذٍ"، أي: دعا عليهم بالطَّردِ مِن الرَّحمةِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ أنَّ عِصيانَ أمْرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه خَطرٌ عظيمٌ قد يُؤدِّي إلى اللَّعنِ والطَّرد مِن رَحمةِ اللهِ.

وفيه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صدَرَ مِنه اللَّعْنُ لأقوامِ بعينِها .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
كشف المناهج والتناقيحكم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله
مجمع الزوائدبعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوه إلى طعام فجاء
صحيح الترغيبوإن المختلعات والمنتزعات هن المنافقات وما من امرأة تسأل زوجها الطلاق من
تخريج الإحياء للعراقيإن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء
صحيح الجامعليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
خلاصة الأحكام للنوويأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين اللهم اغفر
صحيح الجامعإنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
حاشية بلوغ المرام لابن بازمطل الغني ظلم وإذا أحلت على ملي فاتبعه ولا بيعتين في واحدة
المحلىليس على المسلم في فرسه وعبده صدقة إلا صدقة الفطر في الرقيق
صحيح الأدب المفردأحب الكلام إلى الله سبحان الله لا شريك له له الملك
صحيح الجامعما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله له
صحيح الجامعإذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم و إن شاء


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب