شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها أنها حاضت بسرف وطهرت بعرفة فقال
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه أحْكامَ الحَجِّ والعُمرةِ، ومِن ذلك أنَّه بيَّن أحْكام المُفرِدِ والقارِنِ والمُتَمَتِّعِ، وأحْكامَ الرِّجالِ والنِّساءِ، ومَن حَدَثَ له ما يُوجِبُ عليه عدَمَ الدُّخولِ في النُّسُكِ، أو الانْتِظارَ حتى يَنتَهيَ العُذرُ.
وفي هذا الحَديثِ تَحكي عائِشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "أنَّها حاضَت بِسَرَفَ" وهو مكانٌ قريبٌ مِن مكَّةَ، على بُعدِ حوالي 10 كم مِنها، وقِيل: على بُعْدِ 16 كم، وقيل غيرُ ذلك، "وطَهُرَت بعَرَفةَ" يومَ التاسعِ مِن ذي الحِجَّةِ، "فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُجزِئُك طوافٌ واحدٌ لحَجِّكِ وعُمرتِكِ"، أي: يُجزِئُكِ عنهما ويَكفيكِ طَوافٌ واحدٌ بأشْواطِه، وسَعيٌ واحِدٌ بأشْواطِه، وفي رِوايةِ الدارقُطْنيِّ: "يَكفيكِ طوافٌ واحدٌ بعدَ المغرِبِ"، وفي رِوايةِ البَيهقيِّ: "بعدَ المُعرَّفِ"، أي: بعدَ انتهاءِ أعمالِ عَرَفةَ، وقد قال لها ذلك؛ لأنَّها أحْرمَتْ مِن الميقاتِ ثُمَّ حاضَت، فأمَرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تُدخِلَ الحَجَّ في العُمرةِ، فتكونَ قارِنةً، ثمَّ لم تَطُفْ بالبيتِ ولا بيْن الصَّفا والمَروةِ عندَ قُدومِها مكَّةَ لمانعِ الحَيضِ، فلمَّا طَهُرَت أخبَرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ طوافًا واحدًا وسَعيًا واحدًا كافيانِ عن حَجَّتِها وعُمرَتِها، وهما طَوافُ الإفاضةِ والسَّعيُ في نِهايةِ النُّسكِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ تَيسيرِ الإسلامِ على أصْحابِ الأعْذارِ في أُمورِ الحَجِّ والعُمرةِ.
وفيه: مَشروعِيَّةُ الاكْتفاءِ بِطوافِ الإفاضةِ وبِسَعيٍ واحدٍ في نِهايةِ النُّسكِ للقارِن بيْن الحَجِّ والعُمرةِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم