حديث فأحبي هذه فقامت فخرجت فحدثتهن فقلن ما أغنيت عنا

أحاديث نبوية | صحيح الأدب المفرد | حديث عائشة أم المؤمنين

«أَيْ بُنَيَّةُ ! ( ألسْتِ ) َتُحِبِّينَ ما أُحِبُّ ؟ قالتْ : بلى ، قال : فَأَحِبِّي هذه . فقامَتْ فَخَرَجَتْ فَحَدَّثَتْهُنَّ ، فقلْنَ : ما أَغْنَيْتِ عَنَّا شيئًا فَارْجِعِي إليهِ ، قالتْ : واللهِ لا أُكَلِّمُهُ فيها أبدًا فَأَرْسَلْنَ زينبَ زَوْجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَاستأذنَتْ ، فَأَذِنَ لها ، فقالتْ لهُ ذلكَ ، ووَقَعَتْ فِيَّ زَيْنَبُ تَسُبُّنِي ، فَطَفِقْتُ أنظرُ هل يَأْذَنُ لِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فلمْ أَزَلْ حتى عَرَفْتُ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَكْرَهُ أنْ أنتَصِرَ، فَوَقَعْتُ بِزينبَ فلمْ أنْشَبْ أنْ أَثْخَنْتُها غَلَبَةً ، فَتَبَسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ثُمَّ قال : أَما إِنَّها ابنَةُ أبي بكرٍ»

صحيح الأدب المفرد
عائشة أم المؤمنين
الألباني
صحيح

صحيح الأدب المفرد - رقم الحديث أو الصفحة: 436 -

شرح حديث أي بنية ألست تحبين ما أحب قالت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّ عائِشَةَ حُبًّا جَمًّا، وكان باقي أزواجِه أحيانًا يظهَرُ عندَهن بعضُ تلك الغَيرةِ نحوَها.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها -كما في روايةِ البخاريِّ في الأدب المفرَدِ- أنَّه: "أرسَلَ أزواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاطِمَةَ" الزَّهراءِ بِنتِ النَّبيِّ صلى الله عليهوسلم ، "إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: لِتَشفَعَ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ ولِيَطلُبْنَ منه التَّسوِيةَ بعائِشَةَ رضِيَ اللهُ عنهن جميعًا، "فاستأذَنَتْ والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع عائِشَةَ رضِيَ اللهُ عنها في مِرطِها"، والمِرطُ: ثوبٌ يَلبِسُه الرِّجالُ والنِّساءُ مِثلُ الإِزارِ، ويكونُ رِداءً يُصنَعُ من الصُّوفِ أو من الحَريرِ المَخْلوطِ بوَبَرٍ قيل يُشبِهُ المِلْحَفةَ، "فأَذِنَ لها فدَخَلتْ، فقالتْ: إنَّ أزواجَك أرسَلْنَني يَسْأَلْنَك العَدْلَ في بِنتِ أبي قُحافَةَ"، أي: طَلَبُ المُساواةِ في محبَّةِ القَلْبِ، لا العَدْلِ في الأفعالِ، فإنَّه كان حاصِلًا قَطعًا، والمرادُ ببنتِ أبي قُحافَةَ: عائِشَةُ بِنتُ أبي بَكرٍ الصِّديقُ زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبو قُحافَةَ جَدُّها والِدُ أبيها، وفي نِسبَتِها إلى جَدِّها، وإنْ كان صحيحًا إلَّا أنَّ فيه نوعًا من التَّقليلِ لها؛ لنقْصِ رُتبتِه بالنِّسبةِ إلى أبيها الصِّديقِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أيْ بُنيَّةُ، ألستِ تُحِبين ما أُحِبُّ؟ وفي روايةِ الصَّحيحِ: "ألَا تُحِبين ما أُحِبُّ"، فقالتْ فاطِمَةُ رضِيَ اللهُ عنها: بَلَى، قال: فأَحِبِّي هذه"، أي: يُوصيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحُبِّ عائِشَةَ لِما عندَه من حُبٍّ لها، قالت عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "فقامَتْ فخَرَجَتْ"، أي: خَرَجَتْ فاطِمَةَ رضِيَ اللهُ عنها من عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وذَهَبَتْ إلى باقي نِسائِه؛ لتُخبِرَهنَّ بقولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فحدَّثَتْهن، فقُلْنَ: ما أغْنَيتِ عنا شيئًا"، أي: لم تُساعِدي في الأمْرِ بشَيءٍ، "فارْجِعي إليه"، أي: طَلَبْنَ من فاطِمَةَ العودةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّةً أخرى، فقالت فاطِمَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "واللهِ لا أُكلِّمُه فيها أبدًا"، وهذا تقديرٌ منها لمَقامِ أبيها، وأنَّ ما يَفعَلْنَه معها ما هو إلَّا غَيْرةً ناشِئَةً عندَهُنَّ، قالت عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "فأَرسَلْنَ زينبَ زوجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، وهي زينبُ بِنتُ جَحْشٍ وبِنتُ عَمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولها مَكانةٌ عندَه، "فاستَأْذَنَتْ، فأَذِنَ لها"، أي: دَخَلتْ عليه وهو عندَ عائِشَةَ، وفي روايةِ الصَّحيحينِ: "وهي التي كانت تُساميني منهن في المنزِلَةِ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: تُضاهيني وَتُفاخِرُني بِجَمالِها وَمَكانتِها عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أزْواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالت عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "فقالتْ له ذلك"، أي: بمِثلِ قولِ فاطِمَةَ، "ووَقَعتْ في زينبَ تَسُبني"، أي: أكْثَرَتْ من القولِ حتى تَكلَّمَتْ في حَقِّ عائِشَةَ، "فطَفِقتُ أنظُرُ"، بمعنى بَدَأتُ أُراقِبُ وأنتظِرُ، وهذا من أَدَبِ عائِشَةَ رضِيَ اللهُ عنها أنَّها لم تتعَدَّ حُضورَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِتَرُدَّ على زَينبَ، "هل يأذَنُ لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلم أَزَلْ حتى عَرَفتُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَكرَهُ أنْ أنتصِرَ"، أي: لا يُمانِعُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن تَرُدَّ على زينبَ، "فوَقَعتُ بزينبَ فلم أنشَبْ"، أي: لم أَستغرِقْ وقتًا طويلًا في الكلامِ والرَّدِّ، "أنْ أثخَنْتُها غَلَبَةً"، أي: أوجَعْتُها وغَلَبْتُها جَزاءً على ما وَقَعَ منها، "فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم قال: أَمَا إنَّها ابنةُ أبي بَكرٍ"، أي: إنَّها شريفةٌ عاقِلةٌ، عارِفةٌ كأبيها؛ ففيه إشارةٌ إلى كمالِ فَهمِها، ومَتانةِ عَقلِها، حيثُ صَبَرتْ إلى أن أثبَتَتْ أنَّ التعدِّيَ من جانِبِ الخَصمِ، ثم أجابَتْ بجوابِ إِلْزامٍ.
في الحَديثِ: فَضيلةٌ عَظيمةٌ لِعائِشةَ رضِيَ اللهُ عنها.

وفيه: أنَّ الرَّجُلَ يَسَعُه السُّكوتُ بَينَ نِسائِه إِذا تَناظَرْنَ، ولا يَميلُ مَعَ بَعْضِهِنَّ عَلى بَعْضٍ.

وفيه: ما كانَ عليه أزْواجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن مَهابتِه والحَياءِ مِنه، حَتَّى راسَلْنَه بِأعَزِّ النَّاسِ عِندَه فاطِمةَ رضِيَ اللهُ عنها.
وفيه: أنَّ الكوامِلَ من الزَّوجاتِ قد يَقَعْنَ في الغَيرةِ فيما بينَهنَّ( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح المواردمن أنت قالت أنا أم ملدم قال انهدي إلى
صحيح المواردلا يذهب الله بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة
السلسلة الصحيحةكان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل السجدة و تبارك الذي بيده
السلسلة الصحيحةخير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه أو قال برسن فرسه خلف
صحيح المواردأن النبي صلى الله عليه وسلم شرب ماء في الطواف
صحيح المواردفي قوله براءة من الله ورسوله لما قفل رسول الله
السلسلة الصحيحةأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس و أحب الأعمال إلى الله عز
صحيح المواردمن حلف على ملك يمينه أن يضربه فكفارته تركه ومع الكفارة
صحيح المواردكان صداقنا إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح المواردجاء ناس فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صاحب لهم أن
المطالب العاليةمن سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار
صحيح المواردأن هيتا كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب