شرح حديث لا يحلف عند هذا المنبر عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
اليَمينُ الفاجرةُ تؤدِّي بصاحِبِها إلى المَهالكِ؛ لأنَّ بها تَضِيعُ الحُقوقُ، وتُقطَّعُ الأرحامُ، ويَحصُلُ الظُّلمُ العظيمُ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا يَحلِفُ عندَ هذا المِنبَرِ"، أي: مِنبَرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي في المسجدِ النَّبويِّ، وإنَّما خَصَّ المِنبَرَ لزِيادةِ حُرمتِهِ؛ ولأنَّه في أشرفِ بُقعةٍ من الأرضِ؛ ففي الصَّحيحينِ: "ما بين بيتي ومِنبَري رَوضةٌ من رياضِ الجنَّةِ"، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "عَبْدٌ ولا أَمَةٌ"، أي: رجلٌ أو امرأةٌ، "على يمينٍ آثمةٍ"، أي: كاذبةٍ فاجرةٍ، وسُمِّيتْ آثمةً؛ لأنَّهُ يأثَمُ صاحبُها، "ولو على سواكٍ رطْبٍ"، أي: عُودِ سواكٍ رطبٍ لا قِيمةَ له؛ لكَثرةِ وجودِه؛ ولأنَّهُ لا يُستعمَلُ إلَّا يابسًا، وذلك مبالغةٌ في أن اليمينَ الكاذبةَ توجِبُ لصاحبِها النارَ، ولو كانتْ على شيءٍ تافهٍ، "إلَّا وَجبَتْ له النارُ"، أي: كان جَزاؤُه أنْ وَجَبتْ له النَّارُ، وهذا للتَّهديدِ وبيانِ الوعيدِ الشَّديدِ؛ إلَّا أنْ يَتوبَ عنها ويَرْجِعَ قَبْلَ مَوتِه، وإنْ لم يَتُبْ مِنها فهو تحتَ مَشيئةِ اللهِ تعالى؛ إن شاء عاقبَه وإن شاء عَفا عنه.
وفي الحَديثِ: بيانُ أنَّ اليمينَ الكاذِبةَ من الكبائرِ.
وفيه: أنَّ الكَذِبَ في الحَلِفِ مُستوجِبٌ للعَذابِ.
وفيه: تَعظيمُ مِنبَرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبيانُ فَضْلِه وخُصوصيَّتِه( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم