حديث سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار

أحاديث نبوية | البدور السافرة | حديث عبدالله بن عمرو

«أوَّلُ ثلاثَةٍ يدخُلون الجنَّةَ : الفُقراءُ المُهاجرينَ الَّذينَ تُتَّقى بِهمُ المَكارِهُ إذا أُمِروا سَمِعوا وأطاعوا وإن كانَت لِرَجلٍ مِنهُم حاجةٌ إلى السُّلطانِ لم تُقضَ لَه حتَّى يموتَ وَهيَ في صدرِه وإن اللَّهُ ليَدعو يومَ القيامةِ الجنَّةَ فَتأتي بزخرفِها وزينتِها فَيقولُ أينَ عباديَ الَّذينَ قاتَلوا في سَبيلي وأوذوا وجاهَدوا في سَبيلي ادخُلوا الجنَّةَ فيدخُلون الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ ولا عَذابٍ وتأتي الملائِكةُ فيَسجُدونَ فَيقولونَ ربَّنا نحنُ نسبِّحُكَ اللَّيلَ والنَّهارَ ونقدِّسُ لَكَ مِن هؤلاءِ الَّذينَ آثرتَهم علَينا فيقولُ اللَّهُ عِبادي الَّذينَ قاتَلوا في سَبيلي وأوذوا في سَبيلي فتدخُلُ عليهمُ الملائِكةُ من كلِّ بابٍ : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ»

البدور السافرة
عبدالله بن عمرو
السيوطي
إسناده حسن

البدور السافرة - رقم الحديث أو الصفحة: 139 - أخرجه أحمد (6650)، وابن حبان (7421)، والطبراني (13/363) (14178) باختلاف يسير

شرح حديث أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره إذا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

هل تدرُون أولَ مَن يدخلُ الجنةَ من خلْقِ اللهِ عز وجل ؟ قالُوا اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : الفقراءُ المهاجرون الذين تُسدُّ بهم الثغورُ ، وتُتَّقى بهمُ المكارِهُ ، ويموت أحدُهم وحاجتُه في صدرِه لايستطيعُ لها قضاءً ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَن يشاءُ من ملائكتِه ائْتُوهم فحَيُّوهم فتقولُ الملائكةُ ربَّنا نحن سكانُ سمائِكَ ، وخِيرَتُك من خلقِك أفَتأْمُرُنا أنْ نأتيَ هؤلاءِ فنُسلِّمُ عليهم ؟ قال إنهم كانوا عبادًا يعبدُوني ولا يشرِكون بي شيئًا ، وتُسدُّ بهم الثغورُ ، وتُتَّقى بهمُ المكارِهُ ، ويموت أحدُهم وحاجتُه في صدرِه لايستطيعُ لها قضاءً ، قال فتأتِيهمُ الملائكةُ عند ذلك فيدخُلون عليهمْ من كلِّ بابٍ سلامٌ عليكم بِما صبرتُم فنِعمَ عُقبَى الدارِ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 3183 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد ( 6570 )، وابن حبان ( 7414 )، والطبراني ( 14/113 ) ( 14734 ) باختلاف يسير.



للمُهاجرين الأوَّلين مَكانةٌ عَظيمةٌ، وفَضلٌ كبيرٌ عندَ اللهِ تعالى، وعندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد بشَّرهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأجرِ والثَّوابِ، وأعلَمَهم بما لَهم مِن مَكانةٍ عِندَ اللهِ سُبحانَه وتَعالى، والمُجازاةِ لَهم بالسَّبقِ إلى دخولِ الجَنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "هل تَدرون أوَّلَ مَن يدخُلُ الجَنَّةَ مِن خلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ؟"، أي: أوَّلَ طائفةٍ وجماعةٍ، "قالوا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ"، وهذا مِن حُسنِ الأدبِ مع اللهِ ورسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعدمِ التَّقدُّمِ عليهم بالقولِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الفقراءُ المُهاجرون" وهم الذينَ هاجَروا مِن مَكَّةَ إلى المدينةِ، ومِن صِفتِهم أنَّهم "الذين تُسدُّ بهم الثُّغورُ" جمعُ ثَغْرٍ، وهو: الحدُّ الفاصلُ بين بلادِ المُسلمين والكُفَّارِ، ويكونُ مَطْمَعًا للأعداءِ في المُرورِ منه، والمُرادُ: مُرابطتُهم وحِراستُهم لتلك الأماكنِ، "وتُتَّقى بهم المكارهُ"، أي: يُحتمَى بهم في الشَّدائدِ والمصائِبِ، "ويموتُ أحدُهم وحاجتُه في صَدرِه لا يَستطيعُ لها قَضاءً" أي: لا يستطيعُ أنْ ينالَ ما في نفْسِه لقِلَّةِ المالِ؛ فبيَّن أنَّهم يُدافِعون عن الإسلامِ، ويَموتون دُونَ أنْ تُقضى حوائجُهم، "فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لمَن يشاءُ مِن ملائكتِه: ائْتوهم فحَيُّوهم" والمعنى: إلقاءُ التَّحيَّةِ والتَّرحيبُ بهم في الآخرةِ، "فتقولُ الملائكةُ: ربَّنا نحنُ سُكَّانُ سمائِك، وخِيرتُك مِن خَلْقِك أفتأمُرُنا أن نأتيَ هؤلاءِ فنسلِّمَ عليهم؟" والمُرادُ: أنَّ الملائكةَ يذكُرون مقامَهم، وعُلوَّ شأنِهم عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، مقابلَ صورةِ هؤلاءِ الفقراءِ وحقيقةِ بَشَريَّتِهم، وهذا منهم على سبيلِ الاستفهامِ لا الكِبْرِ؛ فالملائكةُ مَعصومون عن هذه الصِّفاتِ، فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: "إنَّهم كانوا عبادًا يَعْبُدوني ولا يُشرِكون بي شيئًا" وهذا مِن إخلاصِ توحيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وإخلاصِ العبادةِ للهِ، ونبذِ الشِّركِ، وهذا أعظمُ سببٍ لدخولِ الجَنَّةِ، "وتُسدُّ بهم الثُّغورُ، وتُتَّقى بهم المكارهُ، ويموتُ أحدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً" قال النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فَتَأْتيهم الملائكةُ عندَ ذلك، فيدخُلون عليهم مِن كلِّ بابٍ { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [ الرعد: 24 ]، والمعنى: تدخُلُ الملائِكَةُ يُهنِّئونَهم بهذا الثَّوابِ العظيمِ، فيُسلِّمون عليهم بما صَبَروا على الفَقرِ في الدُّنيا، وقيل: على الجِهادِ، وقيل: على مُلازمةِ الطاعةِ، ومُفارقةِ المعصِيَةِ، وقيل: على تركِهم الشَّهَواتِ.
ويُفهمُ مِن هذا أنَّ الإنسانَ إذا أفقَرَه اللهُ عزَّ وجلَّ فلا يَيْئسُ ولا يحزَنُ ولا يحسُدُ غيرَه ممَّن آتاه اللهُ عزَّ وجلَّ مالًا، فالمالُ نعمةٌ مِن اللهِ سُبحانَه، فإذا تقوَّى به الإنسانُ على طاعةِ اللهِ سُبحانَه وتعالى وعلى عملِ الخيرِ، كان نِعمةً، وإذا تقوَّى به على معاصي اللهِ سُبحانَه وتَعالى، كان نِقْمةً.
وفي الحديثِ: مَنقبةٌ لفقراءِ المُهاجرين الأوَّلين .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
اختيار الأولىرب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره
اختيار الأولىإن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته على
الآداب الشرعيةأكثر منافقي أمتي قراؤها
الآداب الشرعيةليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء
الأمأن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تسمع إني
الأمأيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ثلاثا
الفتوحات الربانيةالتحيات لله الطيبات الصلوات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله قال ابن عمر
الفتوحات الربانيةأيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا و يسبح عشرا كذا
الزواجر عن اقتراف الكبائربينما أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ
الزواجر عن اقتراف الكبائريوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون
الزواجر عن اقتراف الكبائرإن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام
الآداب الشرعيةويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب