حديث عجبت لصبر أخي يوسف و كرمه والله يغفر له حيث أرسل

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث عبدالله بن عباس

«عجِبتُ لصبرِ أخي يوسفَ و كرمِه - واللهُ يغفرُ له - حيث أُرسِل إليه ليُستفتَى في الرُّؤيا ، ولو كنتُ أنا لم أفعَلْ حتَّى أخرُجَ ، وعجِبتُ لصبرِه وكرمِه - واللهُ يغفِرُ له - أتَى ليخرُجَ فلم يخرُجْ حتَّى أخبرَهم بعُذرِه ، ولو كنتُ أنا لبادرتُ البابَ»

السلسلة الصحيحة
عبدالله بن عباس
الألباني
صحيح

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 1945 - أخرجه ابن أبي الدنيا في ((العقوبة)) (160)، والطبراني (11/249) (11640)، والديلمي في ((الفردوس)) (4093)

شرح حديث عجبت لصبر أخي يوسف و كرمه والله يغفر له حيث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يوسفَ وكَرَمِهِ واللهُ يَغْفِرُ لهُ حيثُ أُرْسِلَ إليهِ ليُسْتَفْتَى في الرُّؤْيا ، ولَوْ كُنْتُ أنا لمْ أَفْعَلْ حتى أَخْرُجَ .
وعَجِبْتُ لِصَبْرِهِ وكَرَمِهِ واللهُ يَغْفِرُ لهُ أُتِي لِيَخْرُجَ فلمْ يَخْرُجْ حتى أخبرَهُمْ بِعُذْرِهِ ، ولَوْ كُنْتُ أنا لبادرتُ البابَ ، ولَوْلا الكلمةُ لَما لَبِثَ في السِّجْنِ حيثُ يَبْتَغِي الفَرَجَ من عِنْدِ غَيْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3984 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ( (العقوبة )) ( 160 )، والطبراني ( 11/249 ) ( 11640 )، والديلمي في ( (الفردوس )) ( 4093 )



ضرَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَروعَ الأمثلةِ في التَّواضُعِ والتَّوقيرِ لِمَن سبَقَه مِن الأنبياءِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "عجِبْتُ لِصَبْرِ أخي يُوسُفَ" وهو نبيُّ اللهِ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السلامُ، وقال ذلك إعْجابًا بصَبْرِ يُوسفَ وقوَّةِ عزيمتِه، "وكَرَمِه!"؛ حيث كان كريمًا مع مَن أهانُوه ورَمَوه في السِّجْنِ، ويَحتمِلُ أنَّه بمعنى: أعْجبَتْني هاتانِ الخُلَّتَانِ مِن خِصالِه؛ لأنَّ اللهَ يُحِبُّهما، "واللهُ يَغفِرُ له" هذه جُملةٌ دُعائيَّةٌ؛ فإنَّه لَمَّا ذكَرَ ما أعْجَبَه مِن صِفاتِه أعقَبَ ذلك بالدُّعاءِ له والإحسانِ إليه، وأكمَلُ الإحسانِ إلى الـمَوتى الدُّعاءُ بالمَغْفرةِ، "حيث أُرْسِلَ إليه لِيُسْتَفْتى في الرُّؤْيَا"، وكان يُوسفُ عليه السلامُ يُعْرَفُ بِتَفسيرِه للرُّؤَى والأحلامِ، والمرادُ بالرُّؤيا هنا: رُؤيا ملِكِ مِصْرَ، وكان قد رَأَى في مَنامِه سَبْعَ بقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهنَّ سَبْعٌ عِجافٌ، وسَبعَ سُنْبلاتٍ خُضْرٍ وأُخَرَ جافَّةً، ولم يَجِدْ عندَ أحَدٍ تَعبيرَها، فعبَرَها يُوسفُ وهو في الـحَبْسِ، وهذا بَيانُ وَجْهِ صَبْرِه وكرَمِه؛ حيث أَفْتاهم وهو في هذه الحالِ، "ولو كنتُ أنا لـمْ أفعَلْ"، أي: لـمْ أعْبُرْها ولـمْ أُفَسِّرْها "حتى أَخْرُجَ"، أي: حتى يُخْرِجُوني مِن السِّجنِ، ولكنَّ يُوسفَ فعَلَ ذلك صَبْرًا منه على بَلِيَّةِ السِّجنِ، وكرَمًا مِن طِباعِه ببَذْلِ الفُتْيا، "وعجِبْتُ لِصَبْرِه وكَرمِه، واللهُ يَغفِرُ له" كرَّرَ التَّعجُّبَ مِن صَبرِه وكَرمِه؛ لأنَّ قِصَّتَه قاضيةٌ ببُلوغِه ذِرْوةَ الأمْرَينِ مِن الصَّبرِ والكَرمِ، "أُتِي لِيَخْرُجَ" مِن السِّجْنِ لَمَّا أرسَلَ إليهِ الـملِكُ، كما في قولِه تعالى: { ائْتُونِي بِهِ } [ يوسف: 50 ] في الـمَرَّةِ الأُولى، "فلمْ يَخرُجْ حتى أخْبَرَهم بعُذْرِه"؛ حيثُ قال لرَسولِ الـمَلِكِ الذي أُرْسِلَ إليه لِيَأْتِيَه به: { ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } [ يوسف: 50 ]، ولم يُسارِعْ بالخُروجِ مِن السِّجنِ الطويلِ والرَّاحةِ مِن البَلِيَّةِ العظيمةِ أوَّلَ ما أمْكَنَه، بل تثبَّتَ حتى تَظْهرَ براءَتُه، ويَلْقَى الـملِكَ غيرَ مُرتابٍ ولا خَجِلٍ مـمَّا عساهُ يقَعُ بقلْبِه مـمَّا رُفِعَ عنه؛ أراد أنْ يَخْرُجَ خُروجَ مَن قدْ ثبَتَتْ له الحُجَّةُ، لا خُروجَ مَن عُفِيَ عنه، وهذا أيضًا مِن أدلَّةِ صَبرِه، وهو دَليلٌ على كرَمِه؛ لأنَّ مَن يَأْتِ صابرًا على الضَّرَّاءِ حتَّى يُبَرِّئَ صاحِبَه مِن التُّهمةِ فهو مِن أكرَمِ الخلْقِ طبْعًا، "ولو كنتُ أنا لَبادَرتُ البابَ"، أي: خرَجْتُ مِن السِّجنِ ولـمْ ألْبَثْ؛ لِطُولِ مُدَّةِ الـحَبْسِ، وخاصَّةً أنَّه ظهَرَ عُلُوُّ قَدْرِه عندَ الـمَلِكِ بعدَ تفْسيرِ الرُّؤْيَا، "ولوْلا الكلمةُ" وهي قَولُه للَّذي ظَنَّ أنَّه ناجٍ منهما: { اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ } [ يوسف: 42 ]، "لَمَا لبِثَ في السِّجنِ" تلكَ المُدَّةَ الطَّويلةَ، وذلك "حيثُ يَبتَغي الفَرَجَ"، أي: يَطلُبُه "مِن عندِ غيرِ اللهِ عزَّ وجلَّ"؛ فأُدِّبَ بطُولِ مُدَّةِ الـحَبْسِ.

وهذا الحديثُ مِن أدلَّةِ تَواضُعِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإنصافِه، وفيه بَيانُ شَرَفِ غيرِه مِن الأنبياءِ، ولعلَّهُ قال هذا هَضْمًا لنَفْسِه، وإظهارًا لفَضيلةِ أخيهِ يُوسفَ عليه السلامُ؛ وإلَّا فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أكْرَمِ البَرِيَّةِ وأصْبرِهم.
وفي الحَديثِ: دَليلٌ على مَشروعيَّةِ أخْذِ شَيءٍ على الفُتْيا ولو كان مَعنويًّا.
وفيه: دَليلٌ على حُسْنِ الصَّبرِ على الظُّلمِ الذي يَنزِلُ بالعبدِ، وأنَّه يُباحُ للعبدِ أنْ يَتظلَّمَ إنْ ظُلِمَ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
ذخيرة الحفاظإن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية
صحيح أبي داودليس على المنتهب قطع ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا
التلخيص الحبيرأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أعطي الناس بدعواهم لادعى
إزالة الدهشخير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم
السلسلة الصحيحة عن عائشة السنة عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة
السلسلة الصحيحةالرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة
مختصر الشمائلما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا قال
السلسلة الصحيحةمن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر
السلسلة الصحيحةإياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود
التلخيص الحبيركان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن
السلسلة الصحيحةلا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك
السلسلة الصحيحةكان إذا هاجت ريح شديدة قال اللهم إني أسألك من خير ما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب