إنَّ هذا أمرٌ كتبه اللهُ تعالى على بناتِ آدمَ؛ فاغتسِلي، وأهلِّي بالحجِّ، واقضي ما يَقْضي الحاجُّ، غيرَ ألَّا تطوفي بالبيتِ ولا تُصلِّي.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 2254 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أحكامَ الحجِّ والعُمرةِ، وعلَّمَ النِّساءَ ما يَفعَلْنَه إذا أصابَهنَّ الحَيضُ قبْلَ طوافِ الرُّكنِ وقبْلَ إتمامِ أركانِ الحجِّ، كما في هذا الحديثِ الذي هو جُزءٌ مِن رِوايةٍ أُخرى، يَروي فيها جابرُ بنُ عبدِ
اللهِ رضِيَ
اللهُ عنهما: "أنَّ أغلَبَهم أقْبَلوا مُهلِّينَ مع النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ بحَجٍّ مُفرَدٍ، وأقبَلَتْ عائشةُ مُهِلَّةً بعُمرةٍ"، وذلك باعتبارِ آخِرِ أمْرِها، حتى إذا كانوا "بسَرِفَ"، وهو اسمُ بُقعةٍ على عَشرةِ أميالٍ،
أي: ما يُقارِبُ 16 كيلومترًا مِن مكَّةَ، "عَرَكَت"،
أي: حاضَت عائشةُ، حتى إذا قَدِموا طافوا بالكعبةِ، وسَعَوا بيْن الصَّفا والمروةِ، فأمَرَهم رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَحِلَّ منهم مَن لم يكُنْ معه هَدْيٌ، قال: "فقالوا: حِلُّ ماذا؟"
أي: أيُّ نوعٍ مِن الحِلِّ؟ فأجابهم صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "الِحلُّ كلُّه"،
أي: أنَّ كلَّ الأشياءِ التي مُنِعَت بسَببِ الإحرامِ تَحِلُّ، "فواقَعوا النِّساءَ"،
أي: جامَعوهم، "وتَطيَّبوا بالطِّيبِ، ولَبِسوا الثِّيابَ"،
أي: الممنوعَ لُبْسُها في الإحرامِ، وليس بيْنهم وبيْن الوقوفِ بعَرَفةَ إلَّا أربعُ ليالٍ، "ثمَّ أهَلُّوا يومَ التَّرويةِ"،
أي: أحْرَموا بالحجِّ يومَ التَّرويةِ، وهو اليومُ الثامنُ مِن ذي الحجَّةِ، وسُمِّيَ بذلك؛ لأنَّ الماءَ كان قليلًا بمِنًى، فكانوا يَرتَوون مِن الماءِ ويَحمِلونه لِمَا بعدَ ذلك، ثمَّ دخَلَ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ على عائشةَ رضِيَ
اللهُ عنها فوجَدَها تَبكي، فسأَلَها: "ما شأْنُكِ؟" فأجابت: "شأْني أنِّي قد حِضْتُ، وقد حلَّ الناسُ"،
أي: مِن إحرامِهم بالحجِّ بعَملِ العُمرةِ، ولم أحِلَّ ولم أطُفْ بالبيتِ؛ وذلك لأنَّها حائضٌ، والناسُ يَذهَبون إلى الحجِّ الآنَ، فقال صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ هذا"،
أي: الحيضَ، "أمْرٌ كتَبَه
اللهُ تعالى"،
أي: قدَّره، "على بناتِ آدَمَ"،
أي: إنَّك لستِ مُختصَّةً بذلك، بل كلُّ بناتِ آدَمَ يكونُ مِنهنَّ هذا، وهذا لتَطْييبِ خاطرِها، "فاغْتَسِلي وأهِلِّي بالحجِّ، واقْضي ما يَقْضي الحاجُّ، غيرَ ألَّا تَطوفي بالبيتِ ولا تُصلِّي"، ففعَلَت ووقَفَت المواقفَ كلَّها؛ فوقَفَت بعَرَفةَ، ومُزدلِفةَ، ومِنًى، حتى إذا طَهُرَت مِن حَيضِها، طافت بالكعبةِ، وسعَتْ بيْن الصَّفا والمروةِ، وأخبَرَها صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّها قد حلَّتْ مِن حَجَّتِها وعُمرتِها جميعًا، فقالت عائشةُ للنَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنِّي أجِدُ في نَفْسي أنِّي لم أطُفْ بالبيتِ حتى حجَجْتُ"،
أي: حتى انتهَيتُ مِن الحجِّ، فأمَرَ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ عبدَ الرَّحمنِ أخاها أنْ يَذهَبَ بها لِتُحرِمَ بعُمرةٍ؛ تَطييبًا لقَلْبِها، وذلك ليلةَ المبيتِ بالمُحصَّبِ بعدَ النَّفرِ مِن مِنًى.
وفي الحديثِ: بيانُ تَيسيرِ الشَّرعِ على الحائضِ في أُمورِ الحجِّ والعُمرةِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ التَّمتُّعِ بالعُمرةِ في أشهُرِ الحجِّ
( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم