شرح حديث إنما أنا رحمة مهداة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
إنما أنا رحمةٌ مهداةٌ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : هداية الرواة
الصفحة أو الرقم: 5737 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
بُعِثَ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم ليُخْرِجَ الناسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ، فكانَ رحْمةً مُهْداةً للعالَمين، يَحْنو على الكَبيرِ، ويرْحَمُ الصَّغيرَ، ويُواسي الكَسيرَ، يشْعُرُ بمَنْ حوْلَه، ويهْتَمُّ به اهتمامًا بالغًا، ومِن كمالِ رحْمتِهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم انْسابَتْ من فَمِهِ الشَّريفِ هذه الكلِماتُ التي يقولُ فيها: "إنَّما أنا رَحْمةٌ مُهْداةٌ"،
أي: أهْداني
اللهُ للناسِ؛ فجَعَلَني سببًا لأنْ يَدْخُلوا في رحْمةِ الحقِّ سُبْحانَهُ، ولأَدُلَّهم على النَّجاةِ، وأُجَنِّبَهم مَسالِكَ الهلاكِ؛ فمَنْ قَبِلَ رحْمةَ
اللهِ وهَديَّتَه فازَ وأفْلَحَ، ومَنْ رَدَّها خابَ وخَسِرَ، وقدْ ثَبَتَ أنَّه رحْمةٌ حتى للكافِرينَ؛ فإنَّهم لا يُعذَّبون وهو بين أظْهُرِهم كما قال
الله تعالى:
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ } [
الأنفال: 33 ]،كما قال تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [
الأنبياء: 107 ]، والرَّحمةُ: اللُّطْفُ والرَّأفةُ والإشْفاقُ، هذا بالإضافَةِ إلى أنَّه صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم كان بالمُؤْمِنينَ رحيمًا؛ فعمومُ العالَمين حصَل لهم النفعُ برسالتِه؛ فأتْباعُه نالوا به كرامةَ الدُّنيا والآخِرَة، والمحارِبون له تعجيلُ موتِهم خيرٌ لهم مِن طولِ أعمارِهم في الكُفرِ، والمعاهِدونَ له عاشوا في الدُّنيا تحتَ ظِلِّه وعهدِه وذِمَّتِه، والمنافِقون حصَل لهم بإظهارِ الإيمانِ به حَقنُ دِمائِهم وأموالِهم وأهلِهم وجرَتْ أحكامُ المُسلِمينَ عليهم، والأممُ البَعيدةُ عنه رُفِعَ عنها بسببِه العذابُ العامُّ عن أهل الأرضِ؛ فكان رَحْمةً مُهداةً صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم