حديث إني أستحي ممن تستحي منه الملائكة

أحاديث نبوية | الاستذكار | حديث عائشة أم المؤمنين

«كان جالِسًا في بَيتِه، كاشِفًا عن فَخِذِه، فاستَأذَنَ أبو بكرٍ، ثمَّ عُمرُ، (فأَذِنَ) لهُما وهو على تلكَ الحالِ، ثمَّ استَأذَنَ عُثمانُ، فسَوَّى عليه ثِيابَه ثمَّ أَذِنَ له، فسُئِلَ عن ذلكَ، فقال: إنِّي أَستَحي ممَّن تَستَحي منه المَلائكةُ.»

الاستذكار
عائشة أم المؤمنين
ابن عبدالبر
في ألفاظه اضطراب

الاستذكار - رقم الحديث أو الصفحة: 2/191 -

شرح حديث كان جالسا في بيته كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر ثم عمر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ -أَوْ سَاقَيْهِ- فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فأذِنَ له وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ- فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ، فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ!
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2401 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعرِفُ لأصحابِه قَدْرَهم كما يَعرِفُ أخلاقَهُم، ويَفهَمُ ما في نُفوسِهم، وما يُحِبُّونه وما يَكرَهونه، وكان يُراعي أحْوالَهم وطَبائعَهم، ويُنزِلُ كلَّ واحدٍ منهم مَنْزِلتَه.
وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المؤمِنينَ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان مُضطجِعًا، أي: نائمًا على جَنبِه أو مُتَّكِأً، وكان ذلك في حُجرتِها، وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ أنَّه كان لابسًا مِرْطَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، والمِرطُ: كِساءٌ مِن صُوفٍ أو كَتَّانٍ أو غَيرِه، والمُرادُ به: الإزارُ، «كاشفًا عن فَخِذَيه أو ساقَيْه» والفَخِذُ هو الجزءُ الَّذي يكونُ فوْقَ الرُّكبةِ مِنَ الأمامِ، والسَّاقُ ما تحْتَها، فاستَأذنَ أَبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه للدُّخولِ والجلوسِ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَذِنَ لَه بالدُّخولِ وَهوَ عَلى تلكَ الحالِ مُضطجِعًا وكاشفًا للفَخِذِ أوِ السَّاقِ، فتَحدَّثَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ انصَرَفَ كما في رِوايةِ مُسْلمٍ السَّابقةِ، ثُمَّ جاء عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه واستَأذَنَ، فأَذِنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَه بالدُّخولِ، وظَلَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُضطجِعًا وكاشفًا للفَخِذِ أوِ السَّاقِ، فتَحدَّث فقَضى له حاجَتَه، ثمَّ انصَرَفَ، ثُمَّ جاء عُثمانُ بنُ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه فاستأذَنَ، فجَلَس صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعدَما كان مُضطَجِعًا وسَوَّى ثِيابَه، وغطَّى فَخِذَيْه أو ساقَيْه بالثَّوبِ، وفي رِوايةٍ لمسْلمٍ أنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لِعائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: «اجمَعي عليكِ ثِيابَكِ»، أي: ضُمِّيها وبالِغي مِن تَستُّركِ بها، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ هذا قبْلَ فَرضِ الحجابِ، فتَحدَّثَ عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه، فقَضى له حاجتَه، ثمَّ انصَرَفَ، قالَ مُحمَّدٌ -وهو ابنُ أبي حَرْملةَ- أحدُ رُواةِ الحديثِ: «ولا أقولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ» يعني: أنَّ دُخولَ كلِّ واحدٍ كان في يومٍ غيرِ يومِ دُخولِ الآخَرِ، فلمَّا خَرَجَ عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه سَألتْ أمُّ المؤمِنينَ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقالتْ: دَخلَ أَبو بَكرٍ فلَمْ «تَهتَشَّ له»، والهَشاشَةُ: البَشاشَةُ وطَلاقَةُ الوَجهِ وحُسنُ الالتِقاءِ، «ولم تُبالِه» ولم تَكتَرِثْ له وظَللْتَ على حالِكَ كاشِفًا للفَخِذِ أو السَّاقِ، ثُمَّ دَخلَ عُمَرُ، فَلم تَهتَشَّ لَه ولم تُبالِه، ثُمَّ دَخلَ عُثمانُ فجَلَسْتَ وسَوَّيْتَ ثِيابَك! وغطَّيْتَ فَخِذَيْكَ أو ساقَيْكَ بالثَّوبِ، وفي رِوايةٍ لمسْلمٍ أنَّها قالت: «ما لِي لمْ أرَكَ فَزِعْتَ لِأبِي بَكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهمَا كما فَزِعْتَ لِعُثمانَ؟» أي: لم تَهتَمَّ لهُما وتَحْتفي بهما كما فَعلْتَ مع عُثمانَ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَلا أَستحِيي مِن رَجلٍ تَستَحيي مِنه الملائكَةُ؟!» فغطَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخِذَه واهتَمَّ لدُخولِ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه اسْتِحْياءً له، لَمَّا كان الغالبُ عليه الحَياءَ، فجَزاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه مِن جِنْسِ فِعلِه.
وفي رِوايةٍ أُخرى عندَ مُسلمٍ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ عُثْمانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وإنِّي خَشِيتُ إنْ أذِنْتُ له علَى تِلكَ الحَالِ أَلا يَبْلُغَ إلَيَّ في حاجَتِهِ» أي: خَشِي أنْ يَمنعَه حَياؤُه مِن عَرضِ حاجتِه عليه وهو على الحالِ الَّتي قابَلَ بها أبا بَكرٍ وعُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما.
وهَذا وإنْ كانَ فِيه فَضيلةٌ لعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه إلَّا أنَّه لا يَحُطُّ مِن قَدْرِ أَبي بكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما عندَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقِلَّةُ الالتِفاتِ إليهما؛ لأنَّ قاعدَةَ المَحبَّةِ إذا كَمَلَت واشتَدَّت ارتَفَعَ التَّكلُّفُ، كما قيلَ: إذا حَصَلتِ الأُلفَةُ بَطَلتِ الكُلفَةُ، واللهُ أعلمُ.
وفي الحديثِ: فَضلُ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه، وشِدَّة حيائِه.
وفيه: أنَّ الحياءَ صِفةٌ جَميلةٌ مِن صِفاتِ المَلائكَةِ.
وفيه: الحثُّ على تَوْقيرِ مَن يَستَحِقُّ منَ النَّاسِ، ولا سِيَّما منَ المَشايخِ والعُلَماءِ والصَّالِحينَ.

وفيه: الإذْنِ في الدُّخولِ على الغيرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرجدال في القرآن كفر
مسند أحمد تحقيق شاكرإذا قام أحدكم من الليل فلا يغمس يده في إنائه حتى يغسلها
مسند أحمد تحقيق شاكرالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة ثم كالمهدي بقرة ثم كالمهدي شاة
البدر المنيرأكثر عذاب القبر من البول
تحفة المحتاجليس للقاتل من الميراث شيء
الاستذكارأن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال يتقدم
تحفة المحتاجالضبع صيد فإذا أصابه المحرم ففيه جزاء كبش مسن ويؤكل
الاستذكارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام
تحفة المحتاجنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها
السنن الكبرى للبيهقيرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستن فأعطاه أكبر القوم
السنن الكبرى للبيهقيأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر بأذان واحد بعرفة ولم
السنن الكبرى للبيهقيفي جمع صلاة المغرب والعشاء بالمزدلفة وقال بإقامة واحدة لكل صلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب