حديث إن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة فلما

أحاديث نبوية | إرواء الغليل | حديث عائشة أم المؤمنين

«إنَّ أبا بكرٍ الصِّديقَ كان نحَلَها جادَّ عشرين وَسقًا من مالِه بالغابةِ فلما حضرتْه الوفاةُ قال واللهِ يا بُنيَّةُ ما من الناسِ أحدٌ أحبُّ إليَّ غنًى بعدي منكِ ولا أعزُّ عليَّ فقرًا بعدي منكِ وإني كنتُ نحَلتُكِ جادَّ عشرين وَسقًا فلو كنتُ جدَدتِيه واحتزتِيه كان لكِ وإنما هو اليومَ مالُ وارثٍ وإنما هما أخواك وأختاك فاقتسِموه على كتابِ اللهِ قالت عائشةُ فقلتُ يا أبتِ واللهِ لو كان كذا وكذا لتركتُه إنما هي أسماءُ فمن الأُخرى فقال أبو بكرٍ ذو بطنٍ بنتِ خارجةَ أُراها جاريةً»

إرواء الغليل
عائشة أم المؤمنين
الألباني
صحيح

إرواء الغليل - رقم الحديث أو الصفحة: 6/61 -

شرح حديث إن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عن عائشةَ رضيَ اللُه عنها قالت : نحَلني أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ جادَّ عشرينَ وسقًا من مالِ الغابةِ ، فلما حضرته الوفاةُ قال : واللهِ يا بُنيةُ ما من الناسِ أحبُّ إليَّ غنًى منكِ بعدِي ، ولا أعزُّ عليَّ فقرًا بعدي مِنكِ ، وإني كنت نَحلتُك جادَّ عِشرينَ وسقًا ، ولو كنت جَددتِيه واحتَزْتيه لكان لكِ ، وإنما هو اليومَ مالُ الوارثِ ، وإنما هما أخواكِ وأختاكِ ، فاقتسِموه على كتابِ اللهِ ، قالت : فقلت : يا أبتِ ، لو كان كذا وكذا لترَكتُه ، إنما هي أسماءُ فمَن الأخرى ؟ قال : ذو بطنِ ابنةِ خارجةَ .
أُراها جاريةً
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن الملقن
| المصدر : البدر المنير
الصفحة أو الرقم: 7/144 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان الصَّحابةُ الكِرامُ رضِيَ اللهُ عنهم يَتَحرَّوْنَ أنْ تَكونَ مُعاملاتُهم مُوافِقَةً للكِتابِ والسُّنَّةِ،
وفي هذا الحَديثِ تقولُ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "نَحَلَني أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه"، أي: أعْطاني على سَبيلِ المِنْحةِ والهَديَّةِ، "جادَّ عِشرينَ وَسْقًا"، أي: قَدْرَ عِشرينَ وَسْقًا ممَّا يُحصَدُ ويُقطَعُ من التَّمْرِ، والوَسْقُ: مِكيالٌ كبيرٌ يَسَعُ سِتِّينَ صاعًا، ويُعادِلُ 130 كيلو جرامًا تقريبًا، "من مالِ الغابةِ"؛ حيثُ تُوجَدُ أرضُ أبي بَكرٍ، وهي مَوضِعٌ قريبٌ مِن المدينةِ ناحيةَ الشَّمالِ، وكانتْ على بُعدِ سِتَّةِ أميالٍ منها، والمِيلُ يُساوي 1,6 كيلومترًا تقريبًا، "فلما حَضَرَتْه الوَفاةُ"، يَعني في مَرَضِ المَوتِ، "قال: واللهِ يا بُنَيَّةُ، ما مِنَ النَّاسِ أحَبُّ إليَّ غِنًى مِنكِ بَعدي"، بمعنى لا يُوجَدُ أحَدٌ أُحِبُّ أنْ يكونَ غَنِيًّا بعدَ مَوتي منكِ أنتِ، "ولا أعَزُّ عليَّ فَقْرًا بعدَي مِنكِ"، بمَعْنى ولا أحَدٌ يَشُقُّ عليَّ، ويَشتَدُّ حُزْني أنْ يكونَ فَقيرًا بَعدي مِنكِ أنتِ، فكُنتُ أُحِبُّ أنْ تَكوني غَنيَّةً لا فَقيرةً، "وإنِّي كُنتُ نَحَلتُكِ جادَّ عِشرينَ وَسْقًا، ولو كُنتُ جَدَدتيهِ واحْتَزتيهِ"، أي: لو كُنتُ حَصَدتيهِ وأصبَحَ في مِلْكَكِ، "لكان لك" بعدَ حِيازَتِك له؛ لأنَّ الحِيازةَ والقَبْضَ شَرْطٌ في تَمامِ الهِبَةِ، "وإنَّما هو اليَومَ مالُ الوارثِ"، أي: يُصبِحُ بعدَ مَوتي مالًا لكُلِّ الوَرَثةِ الذين لهم الحَقُّ في مِيراثي، "وإنَّما هما أخَوَاكِ"، وهما عبدُ اللهِ ومُحمَّدٌ ابْنا أبي بَكرٍ، "وأُخْتاكِ"، وهما: أسماءُ بِنتُ أبي بَكرٍ، ثُمَّ الحَمْلُ الذي في بَطنِ زَوجَتِه كما سيُبَيَّنُ بعدَ ذلك، "فاقْتَسِموه على كِتابِ اللهِ"، وهذا أمْرٌ منه بعائشةَ أي: يُقْسِموا مِيراثَه بيْنَهم قِسْمةً شَرعيَّةً كما وَرَدَ في القُرآنِ الكَريمِ والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ، قالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "فقُلتُ: يا أبتِ، لو كان كذا وكذا لتَرَكتُه"، أي: لو بَلَغَ ما أعْطَيْتَني قَدْرًا كَبيرًا أزيَدَ ممَّا وَهَبتَه لي لتَرَكتُه بعدَك؛ ليُقسَمَ بيْنَ الوَرَثةِ، اتِّباعًا للشَّرْعِ وطَلَبًا لِرِضاكَ، ثُمَّ قالت مُستَفهِمةً عن أُختِها الثانيةِ، ومَن تكونُ هي؟: "إنَّما هي أسماءُ فمَنِ الأُخرى؟ قال: ذو بَطنِ ابْنةِ خارِجةَ"، يَعني ما في بَطنِ زَوْجتِه حَبيبةَ بِنْتِ خارِجةَ الأنْصاريِّ، وهي صَحابيَّةٌ بِنتُ صَحابيٍّ شَهِدَ بَدْرًا، وآخَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَه وبيْنَ أبي بَكرٍ، وكانت حَبيبةُ تُقيمُ بالعاليةِ، وهيَ مَنازِلُ بَني الحارِث، "أُراها جاريةً"، أي: أتوقَّعُ أنْ تَلِدَ أُنثى، فكان كما ظَنَّ رضِيَ اللهُ عنه فوَلَدَتْ بِنتًا اسْمُها أُمُّ كُلْثومٍ، ويُريدُ أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه بذلك مَن يَرِثُه بالبُنوَّةِ؛ لأنَّ مَن وَرِثَتْه زَوجَتاه أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ، وحَبيبةُ بِنتُ خارِجةَ، وأبوه أبو قُحافةَ.
وفي الحَديثِ: أنَّ الهِبَةَ تُملَكُ بالحِيازةِ.
وفيه: بيانُ حِرْصِ أبي بَكرٍ وعائشةَ على العَدْلِ والتَّسْويةِ بيْنَ المُتَشارِكينَ في المِيراثِ، والتَّأليفِ بيْنَ الأُخْوةِ وتَرْكِ ما يُوقِعُ بيْنَهم الشَّحْناءِ ويُورِثُ العُقوقَ للآباءِ.

وفيه: أنَّ الغِنى أحَبُّ إلى الفُضلاءِ من الفَقْرِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
إرواء الغليلأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال وخز من أعدائكم من
إرواء الغليلأصاب عمر أرضا بخيبر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها فقال
إرواء الغليللا تنكح المرأة على عمتها ولا العمة على بنت أخيها ولا المرأة على
إرواء الغليللا شغار في الإسلام
إرواء الغليلجاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما فسأله عن رجل طلق امرأته
إرواء الغليلأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج فقالت امرأة لزوجها أحجني مع
إرواء الغليلمن نسي أن يذكر الله في أول طعامه فليقل حين يذكر بسم الله
إرواء الغليلكان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة اتقوا الله
إرواء الغليلطلق ركانة بن عبد يزيد أخو بني مطلب امرأته ثلاثا في مجلس واحد
إرواء الغليلإن الله لا يحب الفاحش المتفحش
إرواء الغليلعن ابن عباس قال مثل قول عمر بن الخطاب رضي الله
إرواء الغليلقال الصبي بن معبد كنت أعرابيا نصرانيا فأسلمت فكنت حريصا على الجهاد فوجدت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب