حديث إن صدقة السر تطفئ غضب الرب

أحاديث نبوية | البدر المنير | حديث -

«إنَّ صدقةَ السِّرِّ تطفئُ غضبَ الرَّبِّ»

البدر المنير
-
ابن الملقن
يروى من طرق

البدر المنير - رقم الحديث أو الصفحة: 7/407 -

شرح حديث إن صدقة السر تطفئ غضب الرب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

صِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمْرِ ، و صَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3766 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن شاهين في ( (الترغيب في فضائل الأعمال )) ( 386 ) مطولاً، والقضاعي في ( (مسند الشهاب )) ( 100 )



صِلةُ الرَّحمِ والصَّدَقةُ مِن أفضَلِ الطاعاتِ التي يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه، وقد حَثَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّكافُلِ بين المُسلِمينَ كما حَثَّنا على صِلَةِ الأرحامِ، وإذا اجتمَعَتْ صِلةُ الرَّحمِ مع الصَّدَقةِ، فذلك خيْرٌ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "صِلَةُ الرَّحِمِ"، أي: وَصْلُ الأقارِبِ الفُقراءِ، ذُكورًا وإناثًا، بالمالِ والنَّفَقةِ، أمَّا الأغنياءُ منهم فصِلَتُهم تكونُ بالهَدايا بما تَيسَّرَ، والتَّزاوُرِ حسَبِ الطاقةِ، وبالمكاتبةِ والاتِّصالِ بالهاتفِ، وبَشاشَةِ الوَجْهِ، والنُّصحِ للجَميعِ، "تَزيدُ في العُمْرِ" ومَعْنى زيادَةِ العُمْرِ: هو الزِّيادَةُ بِالبَرَكَةِ فيه، والتَّوفيقِ لِلطاعاتِ، وعِمارةِ أوْقاتِه بما يَنفعُه في الآخِرَةِ، وصِيانتِه عَنِ الضَّياعِ في غيْرِ ذلك؛ فتكونُ هذه الأعمالُ الطَّيِّبةُ سببًا للتَّوفيقِ للطَّاعةِ والصِّيانةِ عن المعصيةِ، فيَبْقى بعْدَه الذِّكرُ الجميلُ، فكأنَّه لم يَمُتْ.
أو تكونُ الزِّيادةُ حَقيقيةً بتَطويلِ العُمرِ، والجمعُ بينَه وبينَ قولِه تعالى: { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } [ الأعراف: 34 ]: أنَّ الزِّيادةَ على حَقيقتِها، لكنَّ ذلك بالنِّسبةِ إلى عِلْمِ المَلَكِ المُوكَّلِ بالعُمرِ، وأمَّا وقتُ الأجلِ الذي لا يَستأخِرُ عنه ولا يُستقدِمُ -الَّذي دلَّتْ عليه الآيةُ- فهو بالنِّسبةِ إلى عِلْمِ اللهِ؛ كأنْ يُقالَ للمَلَكِ مثلًا: إنَّ عُمرَ فُلانٍ مِئةٌ إنْ وصَلَ رَحِمَه، وسِتُّونَ إنْ قطَعَها، وقد سبَقَ في عِلْمِ اللهِ أنَّه يَصِلُ أو يَقطَعُ؛ فالَّذي في عِلْمِ اللهِ لا يَتقدَّمُ ولا يتأخَّرُ، والَّذي في عِلْمِ المَلَكِ هو الَّذي يُمكِنُ فيه الزِّيادةُ والنَّقصُ، وإليه الإشارةُ بقولِه تعالى: { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } [ الرعد: 39 ].
"وصَدَقةُ السِّرِّ"، أي: النَّفقةُ التي يُخرِجُها المَرْءُ سِرًّا، وهو حَريصٌ في نَفْسِه على إخْفائِها حتى لا يَعلَمَ بها أَحَدٌ، "تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ"، أي: تكونُ سببًا لذلك، فيُحْتمَلُ ممَّن أغْضَبَ رَبَّه بمَعْصيةٍ أن يَتَدارَكَ ذلك بصَدَقةِ السِّرِّ؛ لأنَّ { الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [ هود: 114 ]، فإنَّ المَرْءَ قد يَسْتحِقُّ بالذُّنوبِ العُقوبَةَ، فإذا هو تصَدَّقَ دَفَعَ عن نَفْسِه ما قد اسْتَحَقَّ من ذلك، وغَضَبُ الرَّبِّ سُبحانه وتعالى صِفةٌ مِن صِفاتِه، لكنَّها لا تُماثِلُ صِفاتِ المخلوقينَ؛ لأنَّ اللهَ تعالى ليس كمِثلِه شيءٌ، فهو غضبٌ يَليقُ باللهِ عزَّ وجلَّ، ودالٌّ على كَمالِ عَظمتِه وسُلطانِه.
هذا، وإطْلاقُ لَفْظِ ( الصَّدَقةِ ) يَشمَلُ الفَرْضَ مِن الزَّكاةِ، والمُسْتحبَّ من مُطلَقِ الصَّدَقاتِ، وفي قولِه تَعالى في الصَّدَقاتِ وإيتاءِ الأمْوالِ: { وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى } [ البقرة: 177 أي: القَرابَةَ، واليَتامَى المحاويجَ منهما، وقَدَّمَ ذوي القُرْبى؛ لأنَّ إيتاءَهم أفْضَلُ؛ لأنَّها صَدَقةٌ وصِلةٌ.
ووَجْهُ الجَمْعِ بين الصِّلَةِ والصَّدَقةِ أنَّ كليهما من الإحْسانِ الذي يُرادُ به وَجْهُ اللهِ تَعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ صِلةِ الرَّحِمِ، وفَضلِ صَدقةِ السرِّ، والترغيبُ فيهما.
وفيه: التَّرهيبُ من قَطيعةِ الرَّحِمِ، وأنَّ أثرَ قاطعِ الرَّحِمِ مُضمِحلٌ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
إرواء الغليلأيما رجل أفلس فوجد رجل عنده مال ولم يكن اقتضى ماله شيئا
تحفة المحتاجإذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا فإنما هو رزق ساقه الله إليه
البدر المنيرأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الاستنجاء بالعظم وقال إنه زاد
البدر المنيرإذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا
الاستذكارعن علي أنه كان يقول الصلاة الوسطى صلاة العصر
المحلىعن سعد بن أبي وقاص أنه كان يفرك المني من ثوبه
السنن الكبرى للبيهقيلا تقبل صلاة من أم قوما وهم له كارهون ولا صلاة امرأة
تهذيب التهذيبحديث في حمل ماء زمزم
تهذيب التهذيبحديث في حمل ماء زمزم
القراءة خلف الإماممن كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة
المجموع للنوويوليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين
فتح الباري لابن حجركرجل قدم بدنة وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة وكرجل قدم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب