شرح حديث دخل طلحة بن عبيد الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
من سرَّه أن ينظُرَ إلى رجلٍ يمشي على الأرضِ وقد قضَى نحبَه فلينظُرْ إلى طلحةَ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني
| المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 125 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن سعد في ( (الطبقات الكبرى )) ( 3578 ) واللفظ له، وأبو يعلى ( 4898 )، والطبراني في ( (المعجم الأوسط )) ( 9382 )
كان النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم يُبشِّرُ بعضَ أصحابِه بالخيرِ في الآخرةِ؛ لِمَا لهم مِن فضْلٍ في خِدمةِ الإسلامِ، وقد كان طلحةُ بنُ عُبيدِ
اللهِ مِن هؤلاء الصَّحابةِ الذين بَذَلوا أنفُسَهم للدِّفاعِ عن النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم، وصَدَقوا فيما عاهَدوا
اللهَ عليه، كما يُوضِّحُ هذا الحديثُ؛ حيث تَرْوي عائشةُ أمُّ المؤمنينَ رضِيَ
اللهُ عنها: "أنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم قال: مَن سرَّهُ"،
أي: أعجَبَه، "أنْ يَنظُرَ إلى رجلٍ يَمْشي على الأرضِ"، وهو حيٌّ، "وقد قَضى نَحْبَه"،
أي: مات, بمعنى: قضى أجَلَه, واسْتَوفى مُدَّتَه, والنَّحْبُ: المدَّةُ, ويُقال للنَّذرِ أيضًا، والمُرادُ أنَّه وفَّى بنَذْرِه وعَزْمِه على أنَّه يموتُ في سبيلِ
اللهِ تعالى صابرًا مُحتسِبًا، "فلْينظُرْ إلى طلحةَ"، وهو طلحةُ بنُ عُبيدِ
اللهِ الأنصاريُّ؛ فإنَّه بذَلَ نفْسَه في سبيلِ
اللهِ, وخاطَرَ بها حتَّى لم يَبْقَ بيْنه وبين الهلاكِ شيءٌ, فهو كمَن قُتِلَ، وذاقَ الموتَ في سبيلِ
اللهِ, وإنْ كان حيًّا يَمْشي على وجْهِ الأرضِ، وقد مات وحارَبَ كما نذَرَ واسْتُشْهِدَ يومَ الجمَلِ سنةَ 36 هِجْريَّة، وقدْ كان مِن الصَّحابةِ مَن عزَموا أنَّهم إذا لَقُوا حربًا ثبَتوا حتَّى يُستَشْهَدوا، فعُدَّ طَلْحةُ ممَّن وفَّى بذلك، وهو المرادُ مِن قولِه تعالى:
{ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ } [
الأحزاب: 23 ].
وفي الحديثِ: مَنقَبةٌ جليلةٌ لطَلْحةَ بنِ عُبَيدِ
اللهِ رضِيَ
اللهُ عنه.
وفيه: عَلَمٌ مِن أعلامِ النُّبوَّةِ؛ حيثُ ظلَّ طلحةُ رضِيَ
اللهُ عنه يُجاهِدُ في سَبيلِ
اللهِ حتَّى قُتِلَ شهيدًا في سبيلِ
اللهِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم