حديث ما كلم الله عز وجل أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك

أحاديث نبوية | معارج القبول | حديث جابر بن عبدالله

«لمَّا قُتِل عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حرامٍ يومَ أُحُدٍ قال رسولُ اللهِ : يا جابرُ ألا أخبرُك ما قال اللهُ عزَّ وجلَّ لأبيك ؟ قال بلى . قال : ما كلَّم اللهُ عزَّ وجلَّ أحدًا إلَّا من وراءِ حجابٍ وكلَّم أباك كِفاحًا فقال : يا عبدي تمنَّ عليَّ أُعطِك ، قال يا ربِّ تُحييني فأُقتلَ فيك ثانيةً . قال إنَّه قد سبق منِّي أنَّهم لا يُرجعون . قال : يا ربِّ فأبلِغْ مَن ورائي . فأنزل اللهُ تعالَى هذه الآيةَ : وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا الآيةَ»

معارج القبول
جابر بن عبدالله
الحكمي
إسناده صحيح

معارج القبول - رقم الحديث أو الصفحة: 327/1 - أخرجه الترمذي (3010)، وابن ماجه (190) باختلاف يسير

شرح حديث لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا ؟ قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ استُشْهِدَ أبي قُتِلَ يومَ أُحُدٍ ، وترَكَ عيالًا ودَينًا ، قالَ : ( أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ ؟ ) قلتُ : بلَى يا رسولَ اللَّهِ قالَ : ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قطُّ إلَّا من وراءِ حجابِه وأحيى أباكَ فَكَلَّمَهُ كِفاحًا فقالَ : يا عَبدي تَمنَّ عليَّ أُعْطِكَ قالَ : يا ربِّ تُحييني فأقتلَ فيكَ ثانيةً قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالَى : إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ قالَ : وأُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ) الآيةَ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3010 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه الترمذي ( 3010 ) واللفظ له، وابن ماجه ( 190 ) باختلاف يسير، وأحمد ( 14881 ) مختصراً



للشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ مَرتَبةٌ عظيمةٌ، وفضلٌ كبيرٌ عِندَ اللهِ؛ فمَن كُتِبَ له أنْ يموتَ في سَبيلِ اللهِ سبحانَه وتعالَى، فإنَّه ينالُ مَكانةً عاليةً عندَ اللهِ تعالى، ويَكونُ له الجَزاءُ والنَّعيمُ المُقِيمُ يومَ القيامةِ.

وفي هذا الحَديثِ يَخكِي جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال له بعَدَما استُشهِدَ أبوه عبدُ اللهِ بنُ حَرامٍ رضِيَ اللهُ عنه: "يا جابِرُ، ما لي أراك"، أي: أُشاهِدُك "مُنكسِرًا؟"، أي: مَهمومًا محزونًا، فقال جابرٌ رَضِي اللهُ عَنه: قلتُ: يا رسولَ اللهِ "استُشهِد أبي"، أي: رزَقه اللهُ الشَّهادةَ "يومَ أحُدٍ"، وهي غَزوةُ أحُدٍ الَّتي كانت بينَ المسلِمين وبينَ المشرِكين عندَ جبَلِ أحُدٍ، وفي هذه الغزوةِ قُتِل مِن المسلمين سَبعون رجُلًا، مِن بَينِهم أبو جابرٍ رَضِي اللهُ عَنهما عبدُ اللهِ بنُ حَرامٍ، قال جابرٌ: "وتَرَك"، أي: خلَّف أبي بعدَ استِشْهادِه "عِيالًا"، وهُنَّ بَناتٌ ممَّن يَحْتَجْن إلى النَّفقةِ عليهِنَّ "ودَينًا"، أي: وترَك دَينًا، فأنا حزينٌ مهمومٌ لذلك، فأخبَره النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بما يُزيلُ همَّه وانكسارَه، ويَسُرُّه، فقال: "أفلا أُبشِّرُك"، أي: أَحمِلُ لك البُشْرَى، بما يَجعَلُك مَسرورًا "بما لَقِي اللهُ"، أي: بما قابَل اللهُ "به أباك؟"، بعدَ استِشْهادِه مِن الجزاءِ والفضلِ والكرامةِ؟ قال جابرٌ: قلتُ: "بلى يا رسولَ اللهِ"، أي: أخبِرْني يا رسولَ اللهِ بما كان جزاءُ أبي، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ما كلَّم اللهُ أحَدًا قطُّ إلَّا مِن وَراءِ حِجابِه"، أي: مِن أفضَلِ ما حدَث مِن فَضائلَ للبَعضِ أنْ كلَّمَهم اللهُ بدونِ واسطةٍ مع وُجودِ الحِجابِ، كما كلَّم موسى، "وأَحْيا أباك"، أي: بعدَ استِشْهادِه ومَوتِه، "فكلَّمه كِفاحًا"، أي: ليس بينَه وبينَ اللهِ حِجابٌ ولا رسولٌ، "فقال" اللهُ: يا عَبْدي، "تَمَنَّ علَيَّ"، أي: اطلُبْ ما تتَمنَّاه "أُعطِك" وأُحقِّقْه لك، فقال عبدُ اللهِ بنُ حَرامٍ والدُ جابرٍ: "يا ربِّ، تُحْييني"، أي: تُعيدُني إلى الحياةِ مرَّةً أخرى، "فأُقتَلُ فيك"، أي: أُقاتِلُ في سَبيلِك، وإعلاءِ كَلِمةِ الدِّين مرَّةً "ثانيةً"، قال الرَّبُّ تبارَك وتعالى: "إنَّه قد سبَق مِنِّي"، أي: سبَق منِّي الحُكْمُ والقَضاءُ "أنَّهم إليها لا يُرجَعون"، أي: مَن مات لا يَرجِعُ إلى الحياةِ الدُّنيا مرَّةً أخرى.
قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "وأُنزِلَت هذه الآيةُ" في شأنِ الشُّهداءِ: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } [ آل عمران: 169 - 171 { وَلَا تَحْسَبَنَّ } أي: لا تَظُنَّنَّ { الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللَّهِ }، أي: استُشهِدوا في سَبيلِ اللهِ { أَمْوَاتًا } أي: قد فَقَدوا الحياةَ { بَلْ أَحْيَاءٌ }، أي: لهم حياةٌ كما شاء اللهُ { عِنْدَ رَبِّهِمْ }، أي: قَرببين مِن اللهِ بما نالوه مِن الدَّرَجاتِ العُلْيا والكَرامةِ، { يُرْزَقُونَ }، أي: يَرزُقُهم اللهُ مِن أنواعِ النَّعيمِ.

واستُشكِلَ قولُه: "أحيا أباك"، مع قولِه تعالى: { بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمِ }؛ لأنَّ التَّقديرَ هم أحياءٌ، فكيف يُحْيي الحيَّ؟ والجوابُ؛ قيل: جَعَل اللهُ تعالى تِلكَ الرُّوحَ في جَوفِ طيرٍ خُضْرٍ، فأحيا ذلك الطَّيرَ بتِلْك الرُّوحِ؛ فصَحَّ الإحياءُ، أو أرادَ بالإحياءِ زيادةَ قوَّةِ روحِه، فشاهَدَ الحقَّ بتِلك القوَّةِ.
وفي هذه البُشْرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لجابرٍ ما يُثبِّتُ قَلبَه، ويُزيلُ انكِسارَه بعدَ موتِ أبيه، وما ترَك مِن دُيونٍ وبَناتٍ في رَقبةِ جابرٍ؛ لأنَّ اللهَ الَّذي أحيا أباه وكلَّمه كِفاحًا هو الَّذي سيَقْضي دُيونَه ويتَولَّى ذُرِّيَّتَه، وقد ورَدَ في حديث آخَرَ كيفَ قَضَى اللهُ دَينَ والدِ جابرٍ بكرامةٍ منه سُبحانَه.
وفي الحديثِ: إثباتُ صفةِ الكلامِ للهِ تعالى.
وفيه: بيانُ كَرامةِ الشُّهداءِ عِندَ اللهِ، ومَنقَبةٌ جَليلةٌ لعبدِ اللهِ بنِ حرامٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
التوحيد لابن خزيمةقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقال رجل
العلل الكبيرأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحثو في وجوه المداحين التراب
العلل الكبيرمن أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس ومن أسخط الله برضا
تحفة التحصيلقال عبدالله كنا لا نتوضأ من الموطأ
الأحكام الشرعية الصغرىلقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا لنكاد
العلل الكبيرإذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء واجعل الماء بين أصابع يديك ورجليك
الأحكام الشرعية الصغرىإذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا بسم الله وعلى سنة رسول الله
الأحكام الشرعية الصغرىادفنوا القتلى في مصارعهم
الأحكام الشرعية الصغرىلا عقر في الإسلام
الأحكام الشرعية الصغرىكنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر على
الأحكام الشرعية الصغرىنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور
الأحكام الشرعية الصغرىمن غسل الميت فليغتسل ومن حمله فليتوضأ


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب