شرح حديث لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بأولئك الرهط فألقوا في الطوى
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
عن عائشةَ قالت لما أمر النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بأولئكَ الرهْطِ عتبةَ بنِ ربيعةَ وأصحابِه فأُلقُوا في الطُّوَى قال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جزى اللهُ شرًّا من قومِ نبيٍ ما كان أسوأَ الطردِ وأشدَّ التكذيبِ قال فقيل يا رسولَ اللهِ كيف تُكَلِّمُ قومًا قد جَيَّفوا قال ما أنتم بأفهمَ لقولي منهم أو لهم أفْهمُ لقولي منكم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن جرير الطبري
| المصدر : مسند عمر
الصفحة أو الرقم: 2/517 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
القَبرُ هو أوَّلُ مَنازِل الآخِرَةِ؛ فإمَّا رَوْضَةٌ مِن رياضِ الجَنَّةِ، أو حُفْرةٌ مِن حُفَرِ النارِ.
وفي هذا الحَديثِ تَروي عائشةُ رضِيَ
اللهُ عنها: أنَّه لَمَّا نَصَرَ
اللهُ رسولَه والمُسلِمينَ، وهَزَمَ الشِّرْكَ والمُشرِكينَ، وأَعْلَى كَلِمتَه، وقَتَلَ
اللهُ المُشرِكينَ بأيْدي المُسلِمينَ، وكان ذلك في غَزْوةِ بَدْرٍ؛ قالت: "لمَّا أمَرَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ بأولئك الرَّهْطِ عُتْبةَ بنِ رَبيعةَ وأصْحابِه"، الرَّهطُ: المجموعةُ من الرِّجالِ يَبلُغُ عَدَدُها ما يُقارِبُ العَشَرةَ، والمُرادُ بهم: مَن قُتِلَ مِن أسيادِ قُرَيشٍ يَومَ بَدْرٍ، وهم: عَمرُو بنُ هِشامٍ، وشَيْبةُ بنُ رَبيعةَ، والوَليدُ بنُ عُتْبةَ، وأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، وعُقْبةُ بنُ أبي مُعَيطٍ، وعُمَارَةُ بنُ الوَلِيدِ، "فأُلْقوا في الطَّويِّ"، وهو البِئرُ المُبطَّنُ بالأحْجارِ مِن آبارِ مِنطَقةِ بَدْرٍ، أو هو البِئرُ القَديمةُ التي لا يُعرَفُ لها حافِرٌ، وقد كان هؤلاءِ أكثَرَ النَّاسِ إيذاءً للنَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في مكَّةَ، ولمَّا أُلقوا في البِئْرِ، "قال لهم رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: جَزى
اللهُ شَرًّا مِن قَومِ نَبيٍّ"،
أي: جازاكم
اللهُ شَرًّا على عَمَلِكم السَّيِّئِ، وقد كُنتُم عَشيرةَ نَبيٍّ دَعاكم إلى الحَقِّ، فكَذَّبتُموه وقاتَلْتُموه، "ما كان أسوَأَ الطَّردِ"،
أي: طَردِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن معه مِن مكَّةَ، "وأشَدَّ التَّكذيبِ!"
أي: تَكذيبِ المُشرِكينَ للنَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ ودَعْوَتِه، "فقِيلَ: يا رسولَ
اللهِ، كيف تُكلِّمُ قَومًا قد جَيَّفوا؟" بمعنى: ماتوا وأصبَحوا جِيَفًا لا حواسَّ لهم، فقال صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما أنتُم بأفهَمَ لقَولي منهم -أو لَهُم أفهَمُ لقَولي منكم-" والمَعْنى: أنَّهم يَسمَعون قَولَ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ ويَفهَمونَه مِثلَ الأحْياءِ.
وفي الحَديثِ: إثباتُ حَياةِ المَوتى في قُبورِهم .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم