حديث إن حسن العهد من الإيمان

أحاديث نبوية | شرح كتاب الشهاب | حديث عائشة أم المؤمنين

«إنَّ حُسنَ العهدِ من الإيمانِ»

شرح كتاب الشهاب
عائشة أم المؤمنين
السفاريني الحنبلي
إسناده صحيح

شرح كتاب الشهاب - رقم الحديث أو الصفحة: 202 - أخرجه الطبراني في ((الكيبير)) (23/14)، والحاكم (1/62)، والبيهقي في ((الشعب)) (6/517) مطولاً.

شرح حديث إن حسن العهد من الإيمان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

جاءت عجوزٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو عندي فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : من أنتِ ؟ قالت : أنا جثَّامةُ المُزنيَّةُ فقال : بل أنتِ حسَّانةُ المُزنيَّةُ كيف أنتُم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتُم بعدنا ؟ قالت بخيرٍ بأبي أنت وأمِّي يا رسولَ اللهِ فلما خرجتُ قلتُ : يا رسولَ اللهِ تُقبِلْ على هذه العجوزِ هذا الإقبالَ فقال : إنها كانت تأتينا زمنَ خديجةَ وإنَّ حسنَ العهدِ من الإيمانِ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني
| المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 1/424 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



ظَلَّتْ أُمُّ المُؤمِنينَ خديجةُ بِنتُ خُوَيلدٍ رضِيَ اللهُ عنها حَبيبةً إلى قَلْبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى بعدَ وَفاتِها، وظَلَّ وَفِيًّا لها ولأصْدِقائِها؛ فقد كانت نِعْمَ العَونِ والزَّوْجةِ عندَ بَدءِ البَعْثةِ الشَّريفةِ، وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لبَعضِ ذلك حيث تَروي عائشةُ أُمُّ المُؤمِنينَ رضِيَ اللهُ عنها: "جاءَتْ عَجوزٌ"، أي: امرَأةٌ كَبيرةُ السِّنِّ، "إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو عندي"، أي: في بَيتِها وحُجْرَتِها، "فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن أنتِ؟ قالت: أنا جَثَّامةُ المُزَنيَّةُ، فقال: بل أنتِ حسَّانةُ المُزَنيَّةُ"، وهذا من تَغْييِر الأسْماءِ القَبيحةِ إلى أسماءَ جَميلةٍ؛ لأنَّ مَعْنى جَثَّامةَ هو: البَليدُ أو الكَسْلانُ، " كيف أنتُم؟ كيف حالُكم؟ كيف كُنتُم بعدَنا؟" وهذا أسئلةٌ للتَّرحيبِ بها، والتَّودُّدِ إليها؛ لِتَشعُرَ بالأُنسِ والمَوَدَّةِ، "قالت: بخَيرٍ بأبي أنتَ وأمي يا رسولَ اللهِ"، أي: فِداكَ أبي وأُمِّي، قالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "فلمَّا خَرَجَتْ، قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، تُقبِلُ على هذه العَجوزِ هذا الإقْبالَ؟!" وهذا سُؤالٌ يَحمِلُ مَعْنى التَّعجُّبِ من فِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع ما أظْهَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من اهتِمامٍ ورِعايةٍ لتلك المرْأةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّها كانت تَأتينا زَمَنَ خَديجةَ"، أي: أنَّها من صَديقاتِ خَديجةَ بِنتِ خُوَيلدٍ أوَّلِ زَوْجاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانتْ تَزورُهم في مكَّةَ قَبلَ الهِجْرةِ، "وإنَّ حُسنَ العَهدِ"، أي: العَقدِ والمِيثاقِ الذي كان بيْنَهما من الزَّوجيَّةِ، "من الإيمانِ"، أي: أنَّ حِفظَ العُهودِ والمَواثيقِ من الصِّفاتِ الداخلةِ في الإيمانِ، ومن سِماتِ المُؤمِنِ.
وكان هذا من حُبِّه ووَفائِه لها بعدَ مَوتِها حيث تَزَوَّجَتْه وهو فَقيرٌ وواسَتْه بنَفْسِها ومالِها في أشَدِّ المِحَنِ في مكَّةَ، وآمَنَتْ به حين كذَّبَه النَّاسُ.
وفي الحَديثِ: فَضلُ خَديجةَ رضِيَ اللهُ عنها، الذي يَتَجلَّى في شِدَّةِ مَحبَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لها، وإكْرامِ صَديقاتِها.
وفيه: دَلالةٌ على حُسنِ العَهدِ، وحِفظِ الوُدِّ، ورِعايةِ حُرمةِ الصَّاحبِ والمُعاشِر؛ حيًّا وميِّتًا .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح كتاب الشهابإن المعونة تأتي العبد من الله على قدر المؤونة وإن الصبر يأتي العبد
شرح كتاب الشهابإن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال
شرح كتاب الشهاباغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك
شرح كتاب الشهابقيدوا العلم بالكتاب
أوهام الجمع والتفريقالتائب من الذنب كمن لا ذنب له
شرح ثلاثيات المسندخيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم
شرح ثلاثيات المسنددخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة
شرح ثلاثيات المسندإن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها
عون المعبودمن كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة
عون المعبودأنه صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهر بآمين وسلم عن
صحيح الترمذياكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر وزعم أن النبي صلى الله عليه
عون المعبودإذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن وبيوتهن خير لهن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب