حديث يا ابن أخي بني الإسلام على خمس إيمان بالله ورسوله والصلاة الخمس

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث نافع مولى ابن عمر

«أنَّ رَجُلًا أتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ ما حَمَلَكَ علَى أنْ تَحُجَّ عَامًا، وتَعْتَمِرَ عَامًا وتَتْرُكَ الجِهَادَ في سَبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وقدْ عَلِمْتَ ما رَغَّبَ اللَّهُ فِيهِ، قَالَ: يا ابْنَ أخِي بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ، إيمَانٍ باللَّهِ ورَسولِهِ، والصَّلَاةِ الخَمْسِ، وصِيَامِ رَمَضَانَ، وأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البَيْتِ قَالَ يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ: ألَا تَسْمَعُ ما ذَكَرَ اللَّهُ في كِتَابِهِ: {وَإنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فأصْلِحُوا بيْنَهُمَا، فإنْ بَغَتْ إحْدَاهُما علَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتي تَبْغِي حتَّى تَفِيءَ إلى أمْرِ اللَّهِ} {قَاتِلُوهُمْ حتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} قَالَ: فَعَلْنَا علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكانَ الإسْلَامُ قَلِيلًا، فَكانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ في دِينِهِ: إمَّا قَتَلُوهُ، وإمَّا يُعَذِّبُونَهُ، حتَّى كَثُرَ الإسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ. قَالَ: فَما قَوْلُكَ في عَلِيٍّ وعُثْمَانَ؟ قَالَ: أمَّا عُثْمَانُ فَكَأنَّ اللَّهَ عَفَا عنْه، وأَمَّا أنتُمْ فَكَرِهْتُمْ أنْ تَعْفُوا عنْه، وأَمَّا عَلِيٌّ فَابنُ عَمِّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وخَتَنُهُ وأَشَارَ بيَدِهِ، فَقَالَ: هذا بَيْتُهُ حَيْثُ تَرَوْنَ.»

صحيح البخاري
نافع مولى ابن عمر
البخاري
[معلق]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4514 -

شرح حديث أن رجلا أتى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن ما حملك


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 8 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 8 )، ومسلم ( 16 ).



في هذا الحَديثِ الجَليلِ شَبَّه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإسلامَ ببِناءٍ مُحكَمٍ، وشبَّه أركانَه الخَمسةَ بقواعدَ ثابتةٍ مُحكَمةٍ حاملةٍ لذلك البُنيانِ، فلا يثبُتُ البنيانُ بدُونِها، وبقيَّةُ خِصالِ الإسلامِ كتتمَّةِ البُنيانِ، وأوَّلُ هذه الأركانِ: الشَّهادتانِ؛ شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وهُما رُكنٌ واحدٌ؛ لكَونِهما مُتلازمتَينِ لا تنفَكُّ إحداهُما عن الأخرى.
ومعنى الشَّهادتينِ: أنْ يَنطِقَ العبدُ بهما مُعترفًا ومُقِرًّا بوَحدانيَّةِ اللهِ واستحقاقِه للعِبادةِ وحْدَه دونَ ما سِواهِ، وبرِسالةِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ، مُصدِّقًا بقلبِه بهما، مُعتقدًا لمعناهما، عامِلًا بمقتضاهُما؛ هذه هي الشَّهادةُ الَّتي تنفعُ صاحبَها في الدَّارِ الآخِرةِ، فيفوزُ بالجنَّةِ، وينجو مِن النَّارِ.
والرُّكنُ الثَّاني: هو إقامةُ الصَّلاةِ، ويعني: المحافظةَ على أداءِ الصلَواتِ الخَمسِ المَفروضاتِ في اليومِ واللَّيلةِ، وهي: «الفَجْر، والظُّهر، والعَصْر، والمغرِب، والعِشاء» في أوقاتِها، بشُروطِها وأركانِها وواجباتِها.
والرُّكنُ الثَّالثُ: إخراجُ الزَّكاةِ المفروضةِ، وهي عِبادةٌ ماليَّةٌ واجِبةٌ في كُلِّ مالٍ بلَغَ المِقدارَ والحدَّ الشرعيَّ، وحالَ عليه الحَوْلُ -وهو العامُ القمَريُّ أو الهِجريُّ- فيُخرَجُ منه رُبُعُ العُشرِ، وأيضًا يَدخُلُ فيها زَكاةُ الأنعامِ والماشيةِ، وزَكاةُ الزُّروعِ والثِّمارِ، وعُروضِ التِّجارةِ، وزكاةُ الرِّكازِ، وهو الكَنزُ المدفونُ الَّذي يُستخرَجُ مِنَ الأرضِ، وقيل: المعادِنُ، بحَسَبِ أنْصابِها، ووقتِ تزكيتِها.
وفي إيتاءِ الزَّكاةِ على وَجهِها لِمُستحِقِّيها زِيادةُ بَرَكةٍ في المالِ، وجَزيلُ الثَّوابِ في الآخرةِ.
وللبُخلِ بها ومَنعِها مِن مُستحقِّيها عواقبُ وخيمةٌ في الدُّنيا والآخرةِ، بيَّنَتْها نُصوصٌ كثيرةٌ في القُرآنِ والسُّنةِ، وهي تُصرَفُ لِمُستحقِّيها المذكورينَ في قولِه تعالى: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ التوبة: 60 ].
والرُّكنُ الرَّابع: الحجُّ، ويكونُ بقَصدِ المشاعرِ المقدَّسةِ لإقامةِ المناسِكِ، تعبُّدًا لله عزَّ وجلَّ، مرَّةً واحدةً في العُمُرِ، ويَلزَمُ لوُجوبِه: القُدرةُ والاستطاعةُ الماليَّةُ والبَدنيَّةُ.
والرُّكنُ الخامسُ -وهو آخِرُ الأركانِ-: صومُ رمضانَ، وهو عِبادةٌ بدنيَّةٌ، والصِّيامُ يعني: الإمساكَ، بنيَّةِ التعبُّدِ، عن الأكْلِ والشُّربِ وغِشيانِ النِّساءِ، وسائرِ المُفطِّراتِ، مِن طلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ.
وفي الحديثِ: دَلالةٌ على أنَّ أركانَ الإسلام تنقسمُ إلى أربعة أقسامٍ، منها: ما هو عمَلٌ لِسانيٌّ قلبيٌّ، وهو الشَّهادتانِ؛ إذ لا بدَّ فيهما مِن نُطقِ اللِّسانِ، وتَصديقِ الجَنانِ، ومنها: ما هو عمَلٌ بدَنيٌّ، وهو الصَّلاةُ والصَّومُ، ومنها: ما هو ماليٌّ محضٌ، وهو الزَّكاةُ، ومنها: ما هو عمَلٌ بدَنيٌّ ماليٌّ، وهو الحَجُّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الخفين وأن عبد الله
صحيح النسائيأنه مسح على الخفين
صحيح البخاريأنه سأل ابن عباس أفي ص سجدة فقال نعم ثم تلا ووهبنا له
صحيح البخاريقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة اللهم إني أنشدك عهدك
صحيح البخاريقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر
صحيح ابن حبانالإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان
صحيح البخاريالإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان
صحيح ابن حبانجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يقاتل حمية
صحيح ابن ماجهسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية
صحيح الترمذيسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شاعة ويقاتل حمية
صحيح البخاريجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب