حديث وما هي قلت كذا وكذا قال ليس من

أحاديث نبوية | إتحاف الخيرة المهرة | حديث طيسلة بن مياس

«كنتُ معَ النجداتِ فأصبتُ ذنوبًا لا أراها إلا منَ الكبائرِ ، فأتيتُ ابنَ عُمرَ ، فقلتُ : إني أصبتُ ذنوبًا ولا أراها إلا منَ الكبائرِ , فقال : وما هي ؟ قلتُ : كذا وكذا ، قال : ليس منَ الكبائرِ ، قال : وأصبتُ كذا وكذا ، قال : ليس منَ الكبائرِ , قال زيادٌ : وأصبتُ ذنوبًا لشيءٍ لم يُسَمِّه لي طيسلةُ ، قال : قال : هُنَّ تسعٌ وسأعُدُّهُنَّ عليكَ : أن تُشرِكَ باللهِ شيئًا ، وقتلُ النفسِ بغيرِ حقِّها ، والفرارُ منَ الزحفِ ، وقذفُ المحصنةِ ، وأكلُ الرِّبا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ظُلمًا ، أو إلحادٌ في المسجدِ الحرامِ ، والذي يستسحِرُ ، وبكاءُ الوالدَينِ منَ العقوقِ , قال زيادٌ : قال لي طيسلةُ : لما رأى ابنُ عُمرَ فرَقي ، قال : تَفرَقُ منَ النارِ أن تَدخُلَها ؟ قال : قلتُ : إي واللهِ ، قال : تحبُّ أن تدخُلَ الجنة ؟ قال : قلتُ : إي واللهِ ، قال : أحيٌّ والداكَ ؟ قلتُ : عندي أُمِّي ، قال : فواللهِ لئِنْ ألَنتَ لها الكلامَ ، وأطعَمتَها الطعامَ ، لتدخُلَنَّ الجنةَ ما اجتَنَبتَ الكبائرَ»

إتحاف الخيرة المهرة
طيسلة بن مياس
البوصيري
رواته ثقات

إتحاف الخيرة المهرة - رقم الحديث أو الصفحة: 5/475 -

شرح حديث كنت مع النجدات فأصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر فأتيت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كنتُ مع النَّجَداتِ، فأصبْتُ ذُنوبًا لا أراها إلَّا مِنَ الكبائرِ، فذكَرْتُ ذلكَ لابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ما هي؟ قلتُ: كذا وكذا، قال: ليستْ هذهِ مِنَ الكبائرِ؛ هُنَّ تِسْعٌ، الكبائرُ تِسْعٌ: الإشراكُ باللهِ، وقَتْلُ نَسَمَةٍ، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَنةِ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليتيمِ، وإلحادٌ في المسجدِ، والذي يَستَسخِرُ، وبُكاءُ الوالدَيْنِ مِنَ العُقوقِ، قلتُ: إيْ واللهِ، قال: أَحَيٌّ والِدُكَ؟ قلتُ: عِندي أُمِّي، قال: فواللهِ، لو أَلَنْتَ لها الكلامَ، وأطعمْتَها الطَّعامَ، لَتَدْخُلَنَّ الجنَّةَ ما اجتَنَبْتَ الكبائرَ.
الراوي : طيسلة بن مياس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم: 6 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



حَثَّ الشَّرعُ المُطهَّرُ على اجتِنابِ كبائرِ الذُّنوبِ والابتِعادِ عنها؛ لأنَّها مُوبِقةٌ تُهلِكُ صاحِبَها، وتُعرِّضُه لغضَبِ اللهِ تعالى.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رجلًا يُقال له: طَيْسَلةُ، واسمُه عليُّ بنُ مَيَّاسٍ قال: "كنتُ مع النَّجداتِ"، أي: كنتُ أُقاتِلُ معهم، وهم فِرقةٌ مِن الخوارجِ أصحابُ نَجْدَةَ بنِ عامرٍ الحنفيِّ الخارجيِّ، "فأصَبْتُ"، أي: ارتكَبْتُ، "ذُنوبًا لا أراها إلَّا مِن الكبائرِ"، أي: فيما أظنُّ أنَّها مِن الكبائرِ المُحرَّمةِ، "فذكرْتُ ذلك لابنِ عمَرَ"، أي: أخبَرَه بذُنوبِه ليَعرِفَ حكْمَها، فقال ابنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "ما هي؟ قلْتُ: كذا وكذا" فعدَّدها وأعْلَمها لابنِ عمَرَ، "قال: ليست هذه مِن الكبائرِ"، أي: إنَّ تلك الذُّنوبَ ليست على ما ظنَنْتَ أنَّها مِن الكبائرِ، "هنَّ تسْعٌ، أي: الكبائرُ تِسعٌ، والمَقصودُ بها الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهي كلُّ ذَنبٍ أُطْلِقَ عليه -في القُرآنِ، أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماعِ- أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذنْبٌ عَظيمٌ، أو أُخْبِرَ فيه بشِدَّةِ العِقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَدَ فيه لَعْنُ فاعلِه، وقيل: الكبائِرُ هي كلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه.
ثمَّ بيَّنَ ابنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما هؤلاء التِّسعَ: "الإشراكُ باللهِ،"، أي: أنْ يَجعَلَ الإنسانُ مع اللهِ إلهًا آخَرَ، "وقتْلُ نَسمةٍ"، أي: قتْلُ النَّفسِ الَّتي حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ قَتلَها وهي غيرُ مُستحِقَّةٍ للقَتلِ، "والفرارُ مِن الزَّحفِ"، أي: الهُروبُ عندَ لِقاءِ العَدوِّ، "وقذْفُ المُحصَنةِ"، أي: رمْيُ العَفيفاتِ البريئاتِ مِن الفاحشةِ بالزِّنا والفاحشةِ دونَ بيِّنةٍ، "وأكْلُ الرِّبا" وهو التَّعامُلُ بينَ النَّاسِ بالزِّيادَةِ على أصلِ الدُّيونِ والإقراضِ، "وأكْلُ مالِ اليتيمِ"، وهو الاعتِداءُ الظَّالمُ والآثمُ على أموالِ الْيتامى بإضاعتِها وتبْذيرِها، "وإلحادٌ في المسجِدِ"، يعني: أنْ يُفعَلَ في البيتِ الحرامِ ما لا يَكونُ حلالًا؛ مِنَ الاصطِيَادِ وقَطعِ الأشجارِ، أو استِحْلالِه بالتَّخريبِ والتَّرويعِ والقتلِ وسائرِ المحرَّماتِ، "والذي يَستسخِرُ" والاستسخارُ مِن السُّخريةِ مِن النَّاسِ، وفي نُسخةٍ: "الذي يَستسحِرُ"، أي: يَطلُبُ السِّحرَ، أي: تَعلُّمَ السِّحرِ والعَملَ به، والسِّحرُ قِسمانِ؛ الأوَّلُ: عُقَدٌ ورُقًى، أي: قِراءاتٌ وطلاسِمُ يَتَوصَّلُ بها السَّاحرُ إلى اسْتِخدامِ الشَّياطينِ فيما يُرِيدُ به ضَرَرَ المَسحورِ.
والثَّاني: أَدوِيةٌ وعَقاقيرُ تُؤثِّرُ في بَدَنِ المَسحورِ وعَقْلِه، وإرادتِه ومَيْلِه، فيَنصرِفُ أو يَمِيلُ، وهو ما يُسمَّى عِنْدَهم بالصَّرْفِ والعَطْفِ، "وبكاءُ الوالدينِ مِن العُقوقِ"، يَعني: التَّسبُّبُ في بُكائِهما، ومعصيةُ الأبِ والأمِّ المُسلِمَين ومُخالَفةُ أمْرِهما في الطَّاعةِ مِن الكبائرِ.
قال طَيْسَلةُ: "قال لي ابنُ عمَرَ: أتَفْرَقُ مِن النَّارِ"، أي: أتخافُ مِن دُخولِ النَّارِ يومَ القيامةِ، "وتُحِبُّ أنْ تَدْخُلَ الجنَّةَ؟ قلْتُ: إيْ واللهِ" وهذا قسَمٌ باللهِ أنَّه يخافُ مِن النَّارِ ويُحِبُّ أنْ يَدخُلَ الجنَّةَ، "قال: أحيٌّ والِدَك؟ قلْتُ: عندي أُمِّي، قال: فواللهِ لو ألَنْتَ لها الكلامَ"، وذلك بالتَّرقُّقِ لها في الكلامِ وعدَمِ الغِلظةِ، "وأطْعَمْتَها الطَّعامَ" بأنْ تُعْطِيَها ممَّا تأكُلُه وتَتكفَّلَ بطعامِها، "لَتدخُلَنَّ الجنَّةَ ما اجتنَبْتَ الكبائرَ"، أي: سيكونُ ذلك سببًا في دُخولِك الجنَّةَ ما لم تقَعْ في كبيرةٍ مِن الكبائرِ المذكورةِ.
والكبائرُ لا بُدَّ لها مِن التَّوبةِ وعَدمِ العَودةِ، وغيرِ ذلك مِن الشُّروطِ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما ذُكِرَ مِن الكَبائرِ الَّتي يجِبُ أنْ يَتجنَّبَها المسلِمُ.

وفيه: أنَّ مَن جاء يومَ القيامَةِ مُوحِّدًا، وملْتزِمًا بأحكامِ الإسلامِ، ومُجتنِبًا لكبائرِ الذُّنوبِ دخَلَ الجنَّةَ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
إتحاف الخيرة المهرةقيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار
إتحاف الخيرة المهرةالضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة
إتحاف الخيرة المهرةلا تردوا الهدية وأجيبوا الداعي ولا تضربوا المصلين
إتحاف الخيرة المهرةالأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
إتحاف الخيرة المهرةأن أبا موسى كان يقرأ ذات ليلة ونساء النبي صلى الله عليه وسلم
إتحاف الخيرة المهرةأكثر منافقي أمتي قراؤها
إتحاف الخيرة المهرةرأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرا منحرة فأولت الدرع المدينة
إتحاف الخيرة المهرةيسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد أيهما بدأ فهو أفضل
إتحاف الخيرة المهرةما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي صلى
إتحاف الخيرة المهرةأن رجلا قال اللهم اغفر لي ولمحمد وحدنا فقال رسول الله
إتحاف الخيرة المهرةمن استمع إلى حديث قوم يفرون به منه صب في أذنه الآنك
إتحاف الخيرة المهرةكنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فوقع فيه رجل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب