حديث فحملهن إليه رجل من قومه فقرأهن عليه فقال الحارث والله

أحاديث نبوية | إتحاف الخيرة المهرة | حديث مجاهد بن جبر المكي

«كان الحارثُ بنُ سُوَيدٍ أسلَمَ وكان مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثم لحِق بقومِه وكفَر فأُنزِلَتْ هذه الآيةُ : كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ ... إلى آخِرِ الآيةِ قال : فحمَلَهُنَّ إليه رجلٌ مِن قومِه فقرَأَهُنَّ عليه ، فقال الحارثُ : واللهِ إنَّكَ ما علمتُ لصدوقٌ ، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصدَقُ منكَ ، وإنَّ اللهَ لأصدَقُ الثلاثةِ ، ثم رجَع فأسلَم إسلامًا حسنًا»

إتحاف الخيرة المهرة
مجاهد بن جبر المكي
البوصيري
إسناده مرسل ، رجاله ثقات

إتحاف الخيرة المهرة - رقم الحديث أو الصفحة: 1/132 -

شرح حديث كان الحارث بن سويد أسلم وكان مع رسول الله صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ أسلَمَ، ثم ارتَدَّ، ولَحِقَ بالشِّركِ، ثم تَنَدَّمَ، فأرسَلَ إلى قَومِه: سَلوا لي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لي مِن تَوبةٍ؟ فجاءَ قَومُه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: إنَّ فُلانًا قَد نَدِمَ، وإنَّه أمَرَنا أنْ نَسألَكَ: هل له مِن تَوبةٍ؟ فنَزَلتْ: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ } [ آل عمران: 86 ]، إلى قَولِه: { غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ آل عمران: 89 ]، فأرسَلَ إليه، فأسلَمَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن دقيق العيد
| المصدر : الاقتراح في بيان الاصطلاح
الصفحة أو الرقم: 105 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي ( 4068 ) واللفظ له، وابن حبان ( 4477 )، والحاكم ( 8092 )



جعَلَ اللهُ سُبحانه وتَعالى بابَ التَّوبةِ مَفتوحًا لكلِّ مَن عَصاه ما لم يُدرِكْه الموتُ قبْلَ التَّوبةِ، ولكنَّه سُبحانه جعَلَ الشِّركَ به والكُفْرَ ذنْبًا لا يُغفَرُ لِمَن عَلِمَ أنَّ اللهَ هو الإلهُ الحقُّ وجاءته الدَّلائلُ الواضحةُ على ذلك؛ مِن دَعوةِ الرُّسلِ، والبراهينِ الكونيَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ قِصَّةَ نُزولِ آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ؛ فقال: "كان رجُلٌ مِن الأنصارِ أسلَمَ، ثمَّ ارتدَّ ولَحِقَ بالشِّرْكِ"، وقد ورَدَ عن مُجاهدٍ أنَّه هو الحارِثُ بنُ سُوَيدٍ، أسلَمَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ كفَرَ الحارِثُ، فرجَعَ إلى قَومِه، "ثمَّ تنَدَّمَ"، أي: ندِمَ على رِدَّتِه عن الإسلامِ، ثم أراد أنْ يَعودَ إليه، "فأرسَلَ إلى قَومِه: سَلُوا لي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ لي مِن تَوبةٍ؟ فجاء قَومُه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالوا: إنَّ فُلانًا قد نَدِمَ، وإنَّه أمَرَنا أنْ نَسأَلَك: هل له مِن تَوبةٍ؟" فنزَلَتِ الآياتُ: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ } [ آل عمران: 86 أي: قامَت عليهم الحُجَجُ والبراهينُ على صِدْقِ ما جاءهم به الرَّسولُ، ووَضُحَ لهم الأمْرُ، ثمَّ ارتَدُّوا إلى ظُلمةِ الشِّركِ؛ فكيف يَستحِقُّ هؤلاء الهِدايةَ بعدَما تلَبَّسوا به مِن العَمايةِ؟! ولهذا قال تعالى: { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ آل عمران: 86 ]، ثمَّ قال تعالى: { أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }، أي: يَلعَنُهم اللهُ، ويَلعَنُهم خَلقُه، { خَالِدِينَ فِيهَا }، أي: في اللَّعنةِ والعذابِ، { لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } [ آل عمران: 88 أي: لا يَنقَطِعُ عنهم العذابُ، ولا يُخفَّفُ عنهم ساعةً واحدةً، ثمَّ قال تعالى: { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ آل عمران: 89 ]، وهذا مِن لُطفِه سُبحانه وبِرِّه ورَأفتِه ورَحمتِه بخَلْقِه: أنَّ مَن تاب إليه تاب عليه، فلمَّا نزَلَتْ هذه الآياتُ، "فأُرسِلَ إليه فأسلَمَ"، أي: فأرسَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الحارثِ، فجاء مُسلِمًا تائبًا، وقد استَثنى اللهُ مِن هذا الوعيدِ التَّائبينَ مِن كُفْرِهم وذُنوبِهم، المصلِحينَ لِعُيوبِهم؛ فإنَّ اللهَ يَغفِرُ لهم ما قدَّموه، ويَعْفو عنهم ما أسلَفوا، ولكنْ مَن كفَرَ وأصَرَّ على كُفرِه، ولم يَزدَدْ إلَّا كفرًا حتَّى مات على كُفرِه؛ فهؤلاء هم الضَّالُّون عن طَريقِ الهُدى، السَّالِكون لطريقِ الشَّقاءِ، وقد استحقُّوا بهذا العذابَ الأليمَ.
وفي الحديثِ: أنَّ اللهَ يَقبَلُ توبةَ العاصي إذا تاب وأناب بقلْبٍ خالِصٍ، حتَّى مِن الشِّرْكِ ما لم يَمُتِ العَبدُ عليه.

وفيه: أنَّ الرِّدَّةَ تُبطِلُ الأعمالَ الصَّالحةَ.

وفيه: أنَّ التَّوبةَ النَّصوحَ تَمْحو ما قبْلَها مِن الذُّنوبِ أيًّا كان نوعُها.

وفيه: بَيانُ سَعةِ فضْلِ اللهِ تعالى، ووافِرِ كَرَمِه على عِبادِه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
إتحاف الخيرة المهرةفناء أمتي بالطعن والطاعون قالوا يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما
إتحاف الخيرة المهرةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المختفي والمختفية يعني النباش والنباشة
إتحاف الخيرة المهرةأن أعرابيين شهدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما رأيا الهلال
إتحاف الخيرة المهرةأنه سئل عن يوم عرفة فقال حججت مع رسول الله صلى الله عليه
إتحاف الخيرة المهرةأن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل سرق شملة فقال أسرقت ما
إتحاف الخيرة المهرةهاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجير ألا يا عبد الله
إتحاف الخيرة المهرةنسمة المؤمن طير تعلق بشجر الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده
إتحاف الخيرة المهرةإن ذراري المؤمنين عصافير خضر في الجنة يكفلهم إبراهيم صلى الله عليه وسلم
كشاف القناعلا عقر في الإسلام
الحديث لابن عبدالوهابلا عقر في الإسلام
أضواء البيانمن وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
الحديث لابن عبدالوهابإن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب