حديث فليأخذ حجرا فليدق به على حد سيفه ثم لينج إن استطاع النجاة

أحاديث نبوية | الدر المنثور | حديث أبو بكرة نفيع بن الحارث

«ألا إنَّها ستَكونُ فتنٌ ألا ثمَّ تَكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ منَ القائمِ والقائمُ فيها خيرٌ منَ الماشي، والماشي فيها خيرٌ منَ السَّاعي إليْها، فإذا نزَلَت فمن كانَ لَهُ إبلٌ فليلحق بإبلِهِ، ومن كانَ لَهُ أرضٌ فليلحق بأرضِه، فقيلَ: أرأيتَ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن لم يَكن ذلكَ؟ قالَ: فليأخُذ حجرًا فليدقَّ بِهِ على حدِّ سيفِهِ ثمَّ لينجُ إنِ استطاعَ النَّجاةَ اللَّهمَّ هل بلَّغتُ ثلاثًا، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن أُكرِهتُ حتَّى ينطلَقَ بي إلى أحدِ الصَّفَّينِ فيرميني رجلٌ بسَهمٍ أو يضربني بسيفٍ فيقتُلُني؟ قالَ: يبوءُ بإثمِهِ وإثمِكَ فيَكونُ من أصحابِ النَّار قالَها ثلاثًا»

الدر المنثور
أبو بكرة نفيع بن الحارث
السيوطي
إسناده صحيح

الدر المنثور - رقم الحديث أو الصفحة: 5/269 -

شرح حديث ألا إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّها سَتَكُونُ فِتَنٌ، ألَا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ: القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي فيها، والْماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إلَيْها.
ألَا فإذا نَزَلَتْ -أوْ وقَعَتْ- فمَن كانَ له إبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بإبِلِهِ، ومَن كانَتْ له غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بغَنَمِهِ، ومَن كانَتْ له أرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بأَرْضِهِ.
قالَ: فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ مَن لَمْ يَكُنْ له إبِلٌ ولا غَنَمٌ ولا أرْضٌ؟ قالَ: يَعْمِدُ إلى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ علَى حَدِّهِ بحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إنِ اسْتَطاعَ النَّجاءَ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ؟
قالَ: فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ أُكْرِهْتُ حتَّى يُنْطَلَقَ بي إلى أحَدِ الصَّفَّيْنِ -أوْ إحْدَى الفِئَتَيْنِ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بسَيْفِهِ، أوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قالَ: يَبُوءُ بإثْمِهِ وإثْمِكَ، ويَكونُ مِن أصْحابِ النَّارِ.
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2887 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



زَجَرَ الشَّرعُ وحَذَّرَ مِن إراقةِ الدِّماءِ وكَثرَةِ القتلِ بغيرِ الحقِّ، والفتنُ أكثرُ المواضعِ الَّتي يُراقُ فيها الدِّماءُ بغَيرِ وَجهِ حقٍّ، والمَعصومُ مَن عَصَمَه اللهُ تعالَى، وقدْ أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى ما يَجِبُ فِعلُه في وَقتِ الفِتنِ، وحذَّرَها مِن سُوءِ عاقِبةِ الانخِراطِ فيها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن فِتَنٍ ستَحدُثُ، والمرادُ بالفتنةِ جَميعُ الفتنِ الَّتي تَعقُبُ زَمنَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقيل: هي الاختلافُ الَّذي يكونُ بيْن أهلِ الإسلامِ بسَببِ افتراقِهم على الإمامِ، ولا يكونُ المُحِقُّ فيها مَعلومًا، وإلَّا فالواجبُ مُناصَرةُ صاحبِ الحقِّ، ثُمَّ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ القاعِدُ فيها خيرٌ مِن الماشي، والماشي فيها خيرٌ منَ السَّاعي إليها، ومَعناه بيانُ عَظيم خَطرِها، والحثُّ على تَجنُّبِها، والهربِ مِنها، وأنَّ شرَّها وفِتنَتَها يكونُ على حَسَبِ التَّعلُّق بِها؛ فأَعلاهُم في ذلكَ السَّاعي فيها بِحيثُ يَكون سببًا لإِثارتِها، ثُمَّ مَن يكونُ قائمًا بأَسبابِها، وهوَ الماشي، ثُمَّ مَن لا يُقاتلُ، وهوَ القاعدُ فيها.
ثُمَّ يَنصَحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنها إذا نَزلَتْ -أو وَقعتْ- تلكَ الفِتنُ في زَمنِ أَحدٍ؛ فإنْ كانت لَه إبلٌ وجِمالٌ تَرْعى في مَراعي الصَّحراءِ أو غيرِها، فلْيَلْحَقْ بإبلِه فِرارًا مِن الوقوعِ في الفتنةِ، وكذلك مَن كانَ لَه غنمٌ تَسرَحُ وتَرْعى في المَراعي أيْنما كانت، فَلْيَلْحَقْ بغَنمِه، ومَن كانتْ لَه أرضٌ -أي: عَقارٌ أو مَزرعةٌ بَعيدةٌ- فَلْيلحقْ بأَرضِه، فسَألَ رجلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رسولَ اللهِ، أَخبِرْني عمَّن لم تَكنْ له إبلٌ وَلا غنمٌ وَلا أرضٌ، أي: فأَين يَذهبُ أَو كيفَ يَفعَلُ مِن السَّلامةِ والنَّجاةِ مِن الوقوعِ في الفِتنةِ؟ فقال لَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يَعمِدُ إلى سَيفِه» أي: يَتوجَّهُ إلى سِلاحِه لِيُتْلِفَه «فيَدُقُّ على حَدِّه» الحادِّ «بِحَجرٍ» لِيَكسِرَ طَرَفَه الحادَّ حتَّى لا يُمكِنَ القتالُ به، وفي هذا تَأكيدٌ على تَركِ القِتالِ؛ لأنَّه إذا فَعلَ هذا بسَيفِه لَم يُقاتلْ، «ثمَّ لْيَنْجُ» فيَفِرَّ ويُسرِعْ هربًا حتَّى لا تُصِيبَه الفتنُ «إنِ استطاعَ النَّجاءَ» بالإسراعِ للخلاصِ والسَّلامةِ منها، والمعنى أنْ يُسرِعَ إنْ وَجَدَ إلى ذلك سَبيلًا.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْدَ أنْ ذكَرَ هَذه الفِتنَ والتَّحذيرَ عنِ الوقوعِ في مِحَنِ ذلك الزَّمنِ: «اللَّهمَّ هلْ بَلَّغتُ؟»، أي: يا أللهُ، قدْ بلَّغتُ إلى عبادِك ما أَمرتَني به أن أُبلِّغَه إيَّاهم.
وكرَّر ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ للتَّأكيدِ.
فسَألَه رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أخْبِرْني إِن أُكرِهتُ حتَّى يَنطَلقَ بي إلى أحدِ الصَّفَّينِ المُتخاصِمَيْنِ، أو إِحدى الفِئَتينِ، فضَربَني رجلٌ بسَيفِه، أو يَجِيءُ سَهمٌ فيَقتُلُني؟ فأخْبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الَّذي يَتحمَّلُ الإثمَ والذَّنْبَ مَن أكْرَهَه على الخروجِ والقِتالِ وفي دُخولِه الفِتنةَ، ويَتحمَّلُ أيضًا ذَنْبَ قَتلِه إذا قُتِلَ، ويكونُ المُكرِهُ -بكَسرِ اللَّامِ- بذلك مُستحِقًّا لدُخولِ النَّارِ جَزاءً وعِقابًا له، ويُفهَمُ منه أنَّ المُكرَهُ -بفَتحِ اللَّامِ- لا يَحِقُّ له قتْلُ أحدٍ إذا حَضَرَ القِتالَ، بلْ يَدفَعُ عن نَفسِه القَتلَ دونَ أنْ يَقتُلَ أحدًا حتَّى يَنجُوَ أو يُقتَلَ.
والمقصودُ مِن الحديثِ حَثُّ النَّاسِ على اعتزالِ الفِتنِ؛ فكلُّ مَن كان أكثَرَ اعتزالًا كان أبعَدَ مِن الشَّرِّ، وإنَّ دَرَجاتِ القاعدِ والماشي والسَّاعي تُشيرُ إلى دَرَجاتٍ مُختلِفةٍ مِن الاعتزالِ لا إلى دَرَجاتٍ مِن الوقوعِ في الفتنةِ، والمرادُ بالأفضليَّةِ في الخَيريَّةِ أنْ يكونَ المفضَّلُ أقلُّ شرًّا مِن المفضَّلِ عليه؛ إذ القاعدُ عن الفتنةِ أقلُّ شرًّا مِن القائمِ، والقائمُ لها أقلُّ شرًّا مِن الماشي لها، والماشي لها أقلُّ شرًّا مِن السَّاعي في إثارتِها.

وفي الحَديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ.

وفيه: الإخْبارُ بوُقوعِ الفِتنِ للتَّحْذيرِ منها، وليَتأهَّبَ النَّاسُ لها، فلا يَخوضوا فيها، ويَسأَلوا اللهَ الصَّبرَ والنَّجاةَ مِن شَرِّها.
وفيه: رَفعُ الإثمِ عن المُكرَهِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الدر المنثورعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع نضر الله
الدر المنثورأن رجلا قال يا رسول الله قد شبت قال شيبتني هود وأخواتها
الدر المنثورمررت ليلة أسري بي على الملأ الأعلى فإذا جبريل كالحلس البالي من خشية
الدر المنثورطائر كل إنسان في عنقه
تفسير الفاتحة والبقرةإن الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن يأتي الرجل أمه
فتاوى نور على الدرب لابن بازالعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
فتاوى نور على الدرب لابن بازذكر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة يوما بين أصحابه فقال من حافظ
فتاوى نور على الدرب لابن بازالصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون
فتاوى نور على الدرب لابن بازتراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام
فتاوى نور على الدرب لابن بازوبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
فتاوى نور على الدرب لابن بازوبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
فتاوى نور على الدرب لابن بازالعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب